الإثنين, 14-مارس-2011
عبدالفتاح الازهري -

وجدت مبادرة فخامة الأخ علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية- التي اطلقها الخميس الماضي أمام المؤتمر الوطني الأول، والمتضمنة إصلاحات سياسية واسعة، بإجراء استفتاء على دستور جديد واقرار نظام برلماني قبل نهاية العام الجاري، وجدت ترحيباً كبيراً من الأسرة الدولية والمحيط العربي والخليجي، كونها جاءت في الوقت المناسب وتمثل الحلول اللازمة لتجاوز اليمن تحدياته الراهنة ومواصلة إصلاحاته السياسية..
وأكدت الأطراف الدولية- في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي- على اهمية استجابة كافة الأطياف السياسية وعلى رأسها المعارضة اليمنية وبشكل بنّاء لنداء الرئيس صالح من أجل المشاركة في حوار جاد وفاعل يخرج البلاد من المأزق الحالي الذي تعيشه.
مؤكدين أن الحكومة والمعارضة تتقاسمان مسؤولية تحقيق تسوية سلمية للأزمة، عبر انخراط كافة الاطراف الأخرى في الحوار الذي يفتح الباب للقيام بإصلاحات سياسية حقيقية تؤدي إلى إصلاحات اقتصادية واجتماعية هي اليوم أهم مطالب المواطنين.
حوار مسؤول
من واشنطن رحب مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان بمبادرة الرئيس صالح لتسوية الأزمة السياسية في بلاده.. وأوضح بيان أصدره البيت الأبيض (الجمعة) الماضية أن برينان أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس اليمني، أكد فيه مجدداً اهمية استجابة كافة أطياف المعارضة اليمنية وبشكل بناء لنداء الرئيس صالح من أجل المشاركة في حوار جاد ينهي المأزق القائم الآن في البلاد.. ورأى برينان أن الحكومة والمعارضة تتقاسمان مسؤولية تحقيق تسوية سلمية للأزمة، مشدداً على اهمية التزام جميع الأطراف المعنية بالمشاركة في عملية مفتوحة وشفافة تعالج المطالب المشروعة للمواطنين من أجل التوصل إلى وطن ينعم باستقرار كامل ورخاء أكبر.
وكان سفير الولايات المتحدة الأمريكية في صنعاء جيرالد فايرستاين قد أكد في حوار مع «السياسية» نشرته (السبت) أن التنازلات التي قدمها الرئيس علي عبدالله صالح والالتزامات التي تعهد بها تشكل اساساً جيداً للعودة إلى الحوار.. وقال: «نحن نؤمن ولانزال نؤمن بأن التنازلات التي قدمها الرئىس صالح، وكذا الالتزامات التي تعهد بها في الثاني من فبراير الماضي تشكل اساساً جيداً، ولايزال هذا رأينا لم يتغير، فقد خلق الوضع في المنطقة مستوى معيناً من التوقعات هنا في صنعاء، لكن هذا لم يغير من فكرتنا الأساسية، وهي وجود حوار وتفاوض واتفاق بين مختلف الأطراف حول كيفية المضي قدماً، فقد وضع الرئيس (صالح) افكاره على الطاولة، كما وضعت المعارضة من جانبها بعض الأفكار على الطاولة، والآن على الأقل لدينا فهم لمواقف كل الأطراف، ولكن يجب أن يكون هناك حوار، ويجب أن يكون هناك تفاوض حول هذه الأفكار وكيفية ايجاد حلول تقبلها المعارضة والحكومة.. ولقد كان هذا فعلاً دأب الولايات المتحدة وسفارتها هنا حتى من قبل الأحداث في تونس في يناير، إذ يعود إلى العام الماضي، فقد ركزنا جهودنا على تشجيع الطرفين على الجلوس معاً للبحث عن حلول مقبولة، وقد كنا مباشرين جداً مع اصدقائنا في المجتمع المدني وفي الاحتجاجات في الشوارع بأن فكرة «إسقاط النظام»، (قالها بالعربية) ليست استجابة حقيقية للمشاكل، وبأنه يجب أن يكون هناك فكرة تغيير القيادة لبناء مؤسسات حكومية يمنية قوية مستقرة وأمنة.. فالسؤال الآن هو: إذا غادر الرئيس صالح، فما العمل في اليوم التالي؟»..
إصلاحات سياسية
من جانبه رحب الاتحاد الأوروبي بمبادرة فخامة الرئيس للإصلاح الدستوري، واعتبرها خطوة مهمة نحو الأمام..
وقالت السيدة كاثرين آشتون- الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمنية، نائب رئيس المفوضية الأوروبية في بيان أصدرته (الجمعة) في بروكسل: «لقد تابعنا بتمعن المبادرة التي أعلنها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وقدم من خلالها مقترحات للإصلاح الدستوري والانتخابات، ونرى أن هذه المبادرة تمثل خطوة نحو الأمام»..
ودعت آشتون: «كافة الأحزاب السياسية في اليمن إلى الاسراع في حوار بناء وشفاف من أجل عكس مقترحات المبادرة بشكل ايجابي وفي اسرع وقت ممكن وتحويلها إلى خطوات ملموسة تلبي طموحات الشعب اليمني»..
مشددة في ذات الوقت على «ضرورة أن يسهم هذا الحوار في تعزيز مسيرة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ينشدها الشعب اليمني وأن لا يكون عائقاً لها..».
وشددت الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمنية على «ضرورة أن يتحلى جميع الأطراف بالهدوء وضبط النفس وتجنب العنف».. وأكدت حرص الاتحاد الأوروبي على «مواصلته ومتابعته للوضع في اليمن عن كثب، وكذا استعداده لمواصلة دعم جهود اليمن للمضي قدماً في مسيرة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية».
واعتبرت روسيا الاتحادية من جانبها أن «الحوار هو الوسيلة المثلى لمعالجة الصعوبات والتحديات التي تواجه اليمن في الوقت الراهن».. وفي الوقت الذي جددت فيه وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته (السبت) موقف موسكو الداعم والمؤيد لوحدة اليمن، اعربت عن أملها في «أن يكون اليمنيون قادرين ذاتياً على تجاوز الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية المتعددة وتحديد مستقبلهم عبر حوار قائم على الاحترام المتبادل».
حوار وطني
وعلى صعيد متصل أكد وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربي واليمن في اجتماعهم (الثلاثاء) الماضي في العاصمة الاماراتية أبوظبي، بشأن التنسيق للاجتماع المقبل لأصدقاء اليمن المقرر عقده بالرياض، على «دعم حكوماتهم لوحدة وأمن واستقرار اليمن والجهود الهادفة إلى تعزيز الحوار الوطني، وتغليب المصلحة الوطنية العليا..».
وكان وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي أطلع نظراءه الخليجيين في الاجتماع على تطورات الوضع في الساحة اليمنية ومبادرات فخامة رئيس الجمهورية الأخيرة، ودعوته أحزاب المعارضة للحوار وتشكيل حكومة وحدة وطنية.. وأقر وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي العربي في اجتماعهم «استمرار التنسيق والتشاور بين اليمن ومجلس التعاون وتعميق الشراكة بين الجانبين في جميع المجالات».
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-20219.htm