حسن عبدالوارث -
قلتُ يوماً إن هذه البلاد تَلِد المواهب، ثم تَئِد هذه المواهب!!
وقلتُ يوماً إن هذا المجتمع طارد للعقول، جاذب للعجول!!
ومن يجد نفسه على اختلاف مع هذا القول أو ذاك، فلينظر إلى حال مبدعينا في الوطن، ثم حال مبدعينا في الخارج..
فالحقيقة التي لا رماد يحجبها أو غبار يشوبها أن ذا الموهبة أو الخبرة أو المهارة والكفاءة في حقل أو ميدان ما، يعيش معاناة قاسية ثم يرحل في ميتة أكثر قسوة، من دون أن يحقق قدر أصبع من حلمه الإبداعي أو الإنتاجي..
غير أنه في حال خروجه إلى بلاد الله،فإن بضعة شهور أو بضع سنين كأقصى تقدير كفيلة بنقل حلمه من غياهب الأدراج أو الأضابير أو كهوف التمني إلى فضاءات الإنجاز المحقق، فإذا بالشهرة ملك يُمْنَاه والثروة ملك يُسْرَاه!!
والأمثلة في ذلك كثيرة، يعرفها القارئ أكثر مما يعرفها الكاتب..
والمصيبة أن اليمن حبلى وولادة بخيرة المواهب في شتى مجالات الإبداع.. وفي الأمس القريب فحسب، استطاع مطرب شاب أن يأخذ بألباب الجمهور والنقاد وكبار المطربين العرب ويحظى بلقب “فنان الخليج”.. ثم جاء دور شاعر شاب ليجترح ملحمة إبداعية فذة ينتزع بها لقب “أمير الشعراء”.. ولكن.. فلننظر إلى مصير هذين الشابين بعد بضع سنوات يقضيانها في هذا الوطن المعطاء!!