الإثنين, 14-مارس-2011
الميثاق نت -  لقاء: عارف الشرجبي -
دعا أمين عام حزب التحرير الشعبي الوحدوي أحمد هادي ابوالفتوح الى حوار عاجل مع الشباب وعامة الشعب، وقال في لقاء مع «الميثاق»: إن اللقاء المشترك تعمد إهدار الوقت من خلال حوارات عقيمة أراد من خلالها كسب الوقت لصالحه، لا من أجل حل المشاكل الخلافية.. وأكد أبو الفتوح أن الشعب يراهن على فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في تجاوز الظروف الراهنة التي تمر بها بلادنا.. وقال: إن العطاس والبيض ومن معهما في الخارج لا يمثلون إلا أنفسهم وأنهم عملاء يحاولون دغدغة عواطف بعض السذج، لكن الشعب يعرف تاريخهم الاسود الملطخ بالدم والقهر والتنكيل.. هذه القضايا وغيرها نجد في سياق اللقاء التالي:
< كيف تقرأ المشهد السياسي الراهن؟
- المشهد السياسي يعاني حالة من الشد والجذب والتناقضات الكبيرة على الصعيد السياسي والاجتماعي.. فهناك قوة وهي الأكبر والأكثر انتشاراً وتأثيراً وسط الشعب، تدعو الى الخير والأمن والاستقرار والبناء، ويقودها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي.. وبالمقابل هناك قوة أخرى أقل تأثيراً على الفعل السياسي ولكنها أصبحت تشكل خطراً على وعي الشباب والمجتمع من خلال ترويجها الأفكار والدعايات الكاذبة الهادفة الى التشويش وخلق حالة من عدم الاستقرار والفوضى والتخريب في المجتمع للانقضاض على كل المكاسب التي تحققت في ظل الثورة والوحدة، وهذا الطرف تمثله أحزاب اللقاء المشترك وما استجمعته حولها من دواعي الشر والفتنة سواء دعاة الانفصال في الداخل والخارج أو الحراك أو حتى أطراف لها أجندة بالعودة الى ما قبل الثورة وهي معروفة للجميع، وهذه التجاذبات تحتم علينا في التحالف الوطني الديمقراطي وعموم أفراد الشعب أن نكون يقظين وأن نعمل بكل جد وأن لا نتواكل ونكون عند مستوى التحديات.
لا جدوى
كيف ترى مبادرة فخامة الرئيس الأخيرة؟
- مبادرة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الاخيره كانت موفقه جداً وقد لبت مطالب كل ابناء الشعب وكذلكك أطروحات الاخوه في المشترك وقد كانت صادقة وحريصة على تجنيب الوطن المزيد من المشاكل بل ان مبادرته الاخيرة كانت فوق ما نتوقع من تنازلات قدمها للمشترك من أجل الوطن، ولكن الاخوة في اللقاء المشترك لا يريدون الحوار من أجل حل قضايا الوطن بل يريدون إضاعة الوقت باسم الحوار وإيصال البلد الى فراغ دستوري وخلق مزيد من الاحتقان كما هو حاصل اليوم، ولذلك أقترح على فخامة الرئيس أن يتجه الى الحوار مع الشعب مباشرة صاحب المصلحة الحقيقية في الحوار والأمن والاستقرار، أما الحوار مع المشترك فلا فائدة ترُجى منه بل سيؤدي الى إضاعة الوقت وادخال الوطن في نفق مظلم يسوده الدمار.
تسلُّط وإقصاء
ألا ترى أن هناك عقلاء في المشترك يمكن لهم أن يغلبوا صوت العقل ويجلسوا حول طاولة الحوار بعيداً عن المكايدة؟
- لا أريد أن أكون متشائماً أكثر من اللازم ولكن الفترة الماضية أكدت أن اللقاء المشترك لم يعد قادراً على فعل شيء لصالح الوطن لأسبابٍ عدة أهمها تسلط بعض القيادات داخله على صنع قراره وتهميش العقلاء بداخله وربما إقصاؤهم وجعلهم عبارة عن ديكور سياسي لا أقل ولا أكثر، وأكبر دليل على ذلك موقف المشترك من مبادرة الاخ الرئيس الاخيرة وقبولهم بها في الصباح ثم تراجعهم عنها في المساء، وحسب علمي أن شخصية قبلية داخل الاصلاح هي التي أجبرت اللقاء المشترك على تغيير قراره من باب المراوغة وإضاعة الوقت.
هل تعتقد أن قرار اللقاء المشترك أصبح مخطوفاً بيد تلك الشخصية أم هناك انقسام في إطار المشترك؟
- بدون شك فقد اتضح للجميع ان انقساماً كبيراً داخل المشترك أصبح يتسع يوماً بعد يوم، بدليل أن أمين عام التنظيم الناصري سلطان العتواني خرج غاضباً في أحد اجتماعات المشترك مؤخراً بسبب محاولة البعض تغييب دور حزبه وتسلط الجناح القبلي في المشترك بل ووضع القرار بيد عناصر من خارج المشترك سواء لجنة الحوار أو غيرها، ولذلك فالقول ان المشترك أصبح مخطوفاً بيد قلة مهيمنة أمر لا يمكن إنكاره ، الأمر الذي يضع تلك الاحزاب على المحك وأمام اختبار فعلي إما أن يجدوا انفسهم أو يدخلوا في قطيعة مع الشعب.
يرى الكثير من المراقبين السياسيين أن المشترك أصبح اليوم أكثر انقساماً واضطراباً في اتخاذ القرار، فتارة ينكر علاقته بالاحتجاجات وتارة يعلن تأييده لها.. كيف ترى ذلك؟
- انقسام المشترك على نفسه لا يمكن إخفاؤه ولكن مسألة علاقته بما يحدث من في الشارع أصبح واضحاً.. وكثير ممن شاركوا في الاعتصامات مع المشترك سواء في جامعة صنعاء أو عدن أو تعز أكدوا أنهم استلموا أموالاً من مندوبي حميد الاحمر وأحزاب المشترك بل إنهم هم الذين يدفعون الملايين لنقل المحتجين من المناطق وتجميعهم وسط المدن.. فما نراه من تجمعات ليست قوام اللقاء المشترك بمفرده بل انضم اليهم العديد من الشباب وصغار السن الذين غرر بهم بالمال والأماني التي لا يمكن تحقيقها.
شيخ أم قيادي؟
هناك معلومات تؤكد أن اللقاء المشترك يحاول استخدام الورقة المناطقية والطائفية في هذه الأزمة والاحتجاجات؟
- هذا صحيح بدليل أن قيادات كبيرة في الإصلاح ظهرت تحرض على هذا الاتجاه كما فعل القيادي في حزب الاصلاح عبدالله صعتر في خطبة الجمعة الماضية عندما وقف يحرض باسم المناطقية والطائفية، كما أن حسين وحميد الأحمر يحاولان إدخال القبيلة فيما يحدث، وقد قال حميد أكثر من مرة إنه يحتمي بالقبيلة، ولذلك عليه أن يحدد موقفه هل هو شيخ قبيلة أم قيادي حزبي، لأن القبلية والحزبية لا يجتمعان.. وأخشى أن يأتي يوم يقوم فيه أولاد الشيخ بحبس قيادات المشترك في سجنهم الخاص إذا لم يوافقوهم الرأي.
قبلية مهيمنة
الشيخ عبدالمجيد الزنداني أعلن في مؤتمر صحفي تأييده لمبادرة الأخ الرئيس .. ما تعليقك؟
- الشيخ الزنداني سياسي مخضرم ومن كبار عقلاء المشترك وحكمائهم ، ولكن الجناح القبلي في الاصلاح أصبح مهيمناً على قرار المشترك وبالتالي لا يسمح لقول الحكماء ولا لصوت العقل والمنطق، وإن كان لي من عتب فهو على الدكتور ياسين سعيد نعمان والمخلافي والعتواني وعبدالوهاب محمود والزنداني في المقدمة كيف يرضون على أنفسهم أن تُغيَّب أصواتهم وأن يستسلموا للقيادات المغامرة داخل المشترك أن تفرض عليهم رأيها.. أقول هذا لأن الوطن اليوم أصبح على المحك والوضع متفجر وهم صامتون لا يحركون ساكناً لوقف هذا العبث والذي سيجر الوطن الى الهاوية.
القبائل مع الوطن
كيف ترى دعوة القبيلة للانضمام للاعتصامات؟
- دعوة القبيلة للاعتصام إعلان للحرب الأهلية، لكن اليمن بقبائلها ليست ملك هذا الشيخ أو ذاك، وإنما مع الوطن وثوابته كما عهدناها عبر العصور، ومن يعتقد أن القبيلة بيده فهو واهم، ومن يحاول اختزال القبائل في قبيلة واحدة واهم أيضاً ولا يعرف عن القبلية شيئاً، فهناك قبائل كبيرة تمتد من المهرة الى صعدة ، لها دور نضالي مع الدولة وضد الخارجين على القانون والدستور وعلى استعداد للوقوف ضد دعاة الفتنة.. ولكن زجها في العمل السياسي المعادي للوطن أمر مرفوض.
للعلماء دور
أشرت الى استغلال حاجات الناس ومعاناة الشباب للمشاركة في الاحتجاجات.. فما الحل؟
- يجب التحرك بسرعة للحوار مع الشباب ومعرفة مطالبهم والعمل على تلبيتها أولاً بأول حتى لا ندعهم فريسة للحاجة واستغلالها من قبل المغامرين في اللقاء المشترك، وهذه العملية تحتاج للاستعانة بالحكماء والعلماء أمثال الشيخ الزنداني وحمود الذارحي وناصر الشيباني وبن حفيظ وغيرهم من العلماء للنزول الى الشارع والالتقاء بالشباب وتعريفهم بما يدور من تآمر على الوطن وأن الفوضى في هذا الظرف لا تجدي، ولابد أن يقوم فخامة الرئيس باستحضار الحكمة اليمانية التي عرفناه بها منذ تولّيه الحكم والتي جنبت اليمن ويلات كبيرة وأن يعمل على إزالة الاحتقان بمزيد من التنازلات للشعب وان يقوم بجملة من الاصلاحات تبدأ بتعديل وزاري الى جانب تغيير رؤساء بعض المصالح الإيرادية وذات الطابع الخدمي المتعلقة بحياة المواطن لأن فساد هذه المؤسسات كان له دور كبير في إثارة الشارع.. وأعتقد أن مثل هذه الاجراءات ستقطع الطريق على المزوبعين والمشككين بجدية الدولة لحل مشاكلهم.
أدّعى المدعو حيدر العطاس مؤخراً تمثيل الجنوب .. فبِمَ تردون عليه؟
- حيدر العطاس شخص مخرف ويبدو أنه قد تناسى ماذا فعل هو وحزبه الاشتراكي عندما كان يحكم المحافظات الجنوبية والشرقية قبل الوحدة المباركة، فقد قاموا بقتل الشعب بالهوية عبر العديد من المجازر التي نتج عنها قتل خيرة أبناء الوطن وعلمائها وتشريد آخرين وسجن البعض حتى الموت بل ان كثيراً من أبناء الشعب لم يعرف لهم مصير حتى اليوم.. ولو كان في العطاس والبيض ورفاقهم خير فعليهم أن يكفوا عن اللعب بالنار وألا يدخلوا بلادنا في حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس.
العطاس وجماعته لهم أجندة لتقسيم اليمن الى دويلات وليس الى شمال وجنوب.. وعلى الشرفاء مواجهة أمثال أولئك، فهم لا يمثلون الا أنفسهم المريضة الأمارة بالسوء لأنهم يعيشون خارج التاريخ بعد أن لفظهم الشعب.
عمالة وارتزاق
إصرار المشترك على إشراك معارضة الخارج في الحوار .. ما وراءه؟
- هناك أجندة خارجية يعمل العطاس والبيض على تنفيذها من خلال بعض العناصر في الداخل سواء ما يعرف بالحراك الانفصالي أو باللقاء المشترك.. وما يدور اليوم من مظاهرات وتخريب في بعض مدن عدن ولحج إنما هو امتداد لهذه الاجندة.. المواطن في عدن عاش وسيظل مع الوحدة ولكن هناك من يحاول استغلاله حاجاته المعيشية لصالح تلك الأجندة، وإذا كان فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح قد قبل الحوار مع أي طرف سياسي أو مع معارضة الخارج، فهذا دليل صفاء نيته وحرصه على توحيد الجهود لخدمة وحدة اليمن، بشرط أن يكون الحوار تحت سقف الثوابت والدستور، وداخل الوطن اليمني، وأية معارضة من خارج الحدود أمر غير مقبول به ومن يدعي أنه يحب اليمن عليه أن يأتي ويعارض من الداخل بدلاً من الارتزاق والعمالة على حساب الوطن.
كلمة أخيرة؟
- أقول للاخوة في اللقاء المشترك: اتقوا الله في الوطن وإذا كانت لديكم رغبة حقيقية في تجنيب الوطن الصراعات والفتن عليكم أن تغلبوا صوت العقل وأن تعلنوا موقفاً واضحاً مما يجري وأن تضعوا أيديكم بيد فخامة الرئيس والخيرين في الوطن بعيداً عن المكايدة السياسية والتمترس الذي لا يجلب الا الدمار.. وأدعو الأخوة في الحكومة إلى ان يخلصوا في عملهم وأن يحاربوا الفساد أينما كان، وأن يكونوا عامل دعم للأخ الرئيس الذي وثق بهم وعينهم في المناصب لخدمة المواطن وإلا سوف يكونون سبباً للمزيد من الاحتقان.. كما أن على أجهزة الإعلام أن تغير خطابها الذي لم يرقَ الى مستوى ما يجري اليوم في الشارع.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-20224.htm