نعمت عيسى -
إن المتابع لأحداث الوطن العربي وخصوصاً أحداث مابعد ثورة تونس ومصر، يرى أن هذه الأوطان مازالت تعيش فوضى واهتزازاً في أمرها.. من حيث اختيارها للممثلين عنها في قيادة البلد في هذه الفترة الانتقالية التي تمر بها..
كما أن تلك الدولتين اصبحتا مزعزعة ولا تعرف من ترشح ومن تزكي في انتخاباتها التي تجرى في خفايا نفوسهم، ولكنهم من المؤكد سوف ينتهون من هذه المرحلة ولكن بعد وقت طويل من الاختيار والانتظار وحتى يصلون لبر الأمان..
فهذا حال هذه الدول والتي تعتبر من أبرز الدول في حضاراتها وثقافتها ووحدتها الفكرية من حيث مدنية سكانها ووعيهم وإدراكهم لما يريدون وما لايريدون، ولكنهم بكل ما يملكون من ثقافة ووعي لم يستطيعوا إيصال بلدانهم إلى الأمان المنتظر ولا يزالون يتظاهرون ويطالبون..
فمن هذه المشاهد يجب علينا أخذ العظة والعبرة حتى لا نسلك ما سلكوا في مطالبهم والمقصودين بذلك هؤلاء الذين يطالبون بإسقاط النظام وهم بالأصل لا نظام لهم سوى تلك الشعارات والتظاهرات ولا يعلمون بأنهم لا يستطيعون ايجاد نظام آخر، بسهولة كما يحسبون، كما أنهم لا يدركون اختلاف وضع اليمن عن تلك الدول، فاليمن متعددة الأحزاب والأطياف، وكذا الثقافات والرؤى.. فلا يمكن لليمن أن تجد ممثلين لها ونظام آخر بحسب مطالب هؤلاء المتظاهرين، فحينها ستكون اليمن بحالة تفكك وتزعزع وانهيار لأن كل منطقة لها رؤاها ومخططاتها التي تريد أن تنفذها بعد تحقيق هذه المطالب.. ومعنى آخر وهو أن يعقوب سيحقق ما بنفسه.. فانتبهوا..