صلاح العجيلي -
قبل ثلاثة عشر عاماً كنت في مدينة الشحر، أتولى إدارة مكتب الإعلام والعلاقات العامة بالمديرية وكنت في تلك الاحتفائية الرائعة التي أقيمت للابتهاج والاحتفاء بالذكرى الثامنة لقيام الجمهورية اليمنية أقدم ذلك الحفل الأروع الذي شرفه العميد صالح عباد الخولاني محافظ محافظة حضرموت السابق بمنشأة نادي سمعون الرياضي والثقافي بالشحر وقبل أن يلقي المحافظ الخولاني يومها كلمته أتحفنا الشاعر الراحل حسين أبوبكر المحضار بقصيدة رائعة قال فيها:

استقبلت في ثوبها الباهي سعاد
العاشق المغرم بها (صالح عباد)
وهي لها تاريخ في حفظ الوداد
ومن حبها أحبته وأعطته الفؤاد
فأهنا أبا عمار بالحب والولع
واقبل جميع الغنج منها والدلع
والشيب ذي في رأسها هو والصلع
غض النظر وغطه بالسواد

إلى أن يقول -رحمه الله:
لكن بعض الناس يبغوا التفرقة
وقلوبهم باشياء أخرى متعلقه
يخفون بعض نور الشمس لو هي مشرقه
وينفخوا النفخ كله في الرماد

ويقول كذلك:
واليوم بالوحدة بلغنا كل شأن
ما بقى الا بعض شطحان الأمان
يزعزعونه كاس ما فيهم حنان
على الوطن ولفوا على حب الفساد
في عيدها الدائم لنا فرحة وعيد
كل القوم اليوم بالوحدة سعيد
وبوحدة الأمة قرب ما هو بعيد
ماشي كما حب الوطن والاتحاد
وسلام للشعب اليماني من هنا
والقائد المشهور ذي قام البنا
وللحكومة كلها وأهل الثناء
الله يهديها الى سبل الرشاد
ويديم وحدتنا ويصلح أمرنا
أيضاً ويفرحنا بها ويسرنا

وبعد مرور 13 عاماً منذ هذه الاحتفائية وإلقاء هذه القصيدة الرائعة للشاعر المحضار الا أن المتمعن في أبياتها ومعانيها واسقاط ذلك على واقع الحال اليوم يجد تطابقاً كبيراً وكأن المحضار المتوفى منذ احد عشر عاماً يتحدث بلسان ولغة اليوم ويقول ماشي كما الوحدة والاتحاد!!
نعم لكن بعض الناس يبغون التفرقة وقلوبهم بأشياء جم متعلقة؟!
ولعلني أسأل هنا الزميل العزيز ماهر بن صالح: ما هي هذه الاشياء التي لاتزال قلوب هؤلاء القلة بها متعلقة ؟ ماهي؟ هل هي جحدان الهوية اليمنية؟ وماهي الهوية التي يتعلقون بها؟ مثلما خاطبهم المحافظ الخنبشي قبل أيام في اجتماع الجمعيات .. نعم إنهم يريدون أن يخفوا نور الشمس ولو هي مشرقة؟