الثورة -
منصة لوجوه متعددة !!
مع تقديرنا للشباب النقي غير المتحزب الذي جاء الى ساحة الاعتصام حاملا قضاياه ومعبرا عن ذاته وتطلعاته رافعاً شعار التغير الذي اقترن بالحرص على الاستقرار وصيانة امن واستقرار الوطن ومكتسباته وثوابته فان من المفارقات العجيبة والغريبة ان تصبح منصة الاعتصامات امام بوابة جامعة صنعاء وغيرها وقد تم اختطافها من هؤلاء الشباب منبراً للمتردية والنطيحة وما أكل السبع وهي أصناف لا وجود لاي أهداف مشتركة بينها واذا كان هناك ما يجمع بينها فليس سوى رغبة لانتقام والثار وأوهام القفز الى السلطة والانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية والفساد القيمي الذي تختلف مقاييسه بين طرف وآخر.
ومن خلال رصد متتبع لمن يعتلون هذه المنصة سنجد ان الامر يتوقف عند مثل هذه النماذج
-مسؤول تم عزله لفساده بأدلة قاطعة ووقائع تدينه وتظهره متلبساً بأخطائه في حق الوظيفة العامة والوطن والدين والواجب
-موظف منحرف وغير أمين ترك الوظيفة التي يتقاضى عليها المرتب والمكافآت والأجور الاضافية ويعرقل معاملات المواطنين ويحتجزها في درجة بغية إثارة الناس على المؤسسة او المنشاة التي عمل فيها ونتيجة إهماله لم يحصل على الترقية فخرج يعبر عن غلة في تلك المنصة
-ضابط عسكري او امني حانق أوقف من عمله لقيامه بخيانة الأمانة او اغتصاب حقوق المواطنين او تحوله الى سمسار لنهب الاراضي والممتلكات العامة والخاصة فوجد في المنصة متنفساً للتعبير عن أمراضه التي تعشعش في عقله وقلبه ومثله يفعل أخر إحيل الى التقاعد لتجازوه احد الاجلين ولكنه لم ينقع من نهب ما كان ينهبه من الجنود المتغيبين او الذين يحصلون على أعمال أخرى فيتركون نصف مرتباتهم كجنود لمثل هؤلاء ويكتفون النصف الباقي
-سياسي انتهازي فاشل لا هم له سوى التمصلح والتكسب من قاذورات من يدفع ثمن مواقفه الانتهازية فهو في الصباح مؤتمري وفي العصر اصلاحي وفي المساء قومي واشتراكي
-متفيقة لا يعلم عن الدين شيئاً سوى ذلك المسار الجاهلي الطائفي الظلامي الذي لا علاقة له بعلم الشريفة ولا علم السياسة ولا علم الإدارة ويوظف الدين لأهوائه الشخصية والحزبية
-طبل أجوف يزين شخصيه بارتداء البدلات الفاخرة ليبدو كشخصية تتمتع بشأن عظم مع انه نكرة لا قيمة له ولا موقف ولا شأن
-مدع للطهارة الاخلاقية مع انه كالجرح الظاهر الذي تتجمع حوله الذباب لفرط ما هو واقع فيها من مثالب واخطاء وخطايا يندى له الجبين
-مرتزق تحلل من كل القيم لا يتورع عن المتاجرة بكل شئ
-لص غرق في الرشوة والابتزاز حتى أذنيه وبمجرد علمه بانه سيسقط في يد العدالة سارع ينظم الى اقرأنه من اللصوص
-وصولي اعتاد القفز على الحبال يتقلب على كل وجه وعلى كل مائدة وعلى كل إناء
-واهم بأنه مثقف فيما هو أمي وجهلة مركب
-مراب ومتاجر بالسياسة يبيع الكلام بالريال والدولار لكل من يشتري في الداخل والخارج متدثراً برداء العمالة والخيانة لكل من يدفع
ورد على كل ذلك فان اولئك الشباب الذي لا يريدون الانحراف بمطالبهم وتطلعاتهم الى تدمير الوطن وتجزئته عبروا عن غضبهم بالانسحاب ولم يبقى منهم سوى من أصروا على تفويت الفرصة على هؤلاء الانتهازيين من تجار السياسة ولكنهم ظلوا منكفئين في خيامهم مغلوبين على أمرهم يتملكهم اليأس وهم يرون تلك المنصة وقد اختطف منهم واحتشد فيها كل المتناقضات والاضداد من الشيوعي المتحجر الى الامامي الكهنوتي الى القاعدي المتطرف الى القومي الانتهازي وقد شحذ كل منهم خنجره لينهشن جسد الوطن ويقطع أوصاله
ان هؤلاء الشباب الذين تركوا الساحات محبطين وغاضبين من اولئك الذين اختطفوا منهم أحلامهم وتاجروا بغضبهم واستثمروا تلك العناوين التي أطلقوها عبر صفحات الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي قد تعززت لديهم القناعة بان من سرقوا طهارة ونقاء اعتصاماتهم وأحلامهم هم وجوه متلونة وكالحة لا يرف لها جفن ولا تندى حياء مما تصنع لينطبق عليها المثل القائل "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"