يحيى الماوري - مع احترامي وتقديري لكم في هذه القنوات وحبي لها وبحكم مشاهدتي ومتابعة أخبارها أكثر من أي عربي فاني اعتبرها بأنها ثورة في حد ذاتها قامت بدورها الإعلامي المميز في قضايا الأمة وبالأخص قضايا المقاومة والتحرير، ولكني أتحفظ على هذه القنوات بالنسبة لموقفها في قضايا اليمن وتحريضها على الفوضى فيه وعدم المصداقية والمهنية والتوازن في نقل الخبر والانحياز الكامل ضد الدولة اليمنية المنتخبة من الشعب ديمقراطيا عبر اقتراع حر ومباشر وهو الأمر الذي فقدت معه هذه القنوات المصداقية والمهنية. والذي يوجب عليها التمييز بين حاكم يضطهد شعبه ويحرمه من ابسط حقوقه في الحياة الحرة ويمنع الأحزاب من ممارستها العمل السياسي ويحرمها حق الانتخابات كمصر وتونس وبين دولة تعطي شعبها كل حقوقه في التعبير والانتخاب والترشيح لا تستثني احداً ولا تمنع أو تحظير أي حزب أو فئة من ممارسة حقوقها وهي اليمن. وباعتباري من أكثر من حمل قضايا أمته ووطنه ودافع عنها وضحى بكل ثروته وبكل ما يملك من أجلها لا لأي مصلحة لا من مسئول ولا من رئيس ولا من نظام ومواقفي معروفة عند الكثير ممن عرفني. لذلك أحببت التوضيح في رسالتي هذه لعلّ وعسى الله يصوب أنظار هذا الجهات الاعلامية وغيرها إلى الحقيقة ومصلحة الأمة. فاليمن هي الأصل ولا يجب الغدر بالأم التي خرج كل العرب من رحمها.
اليمن بلد ديمقراطي حر يقوم نظامه على التعددية السياسية وانتخاب مجلس النواب من الشعب مباشرة بطريقة ديمقراطية حرة وشفافة بإشراف لجان من كل الأحزاب ومراقبين دوليين وإشراف أيضا من مندوبين لكل مرشح على صناديق الاقتراع. انتخاب المجالس المحلية والمحافظين بنفس الطريقة والرئيس منتخب من الشعب مباشرة بطرية ديمقراطية حرة وبكل شفافية وتنافس حر بين مرشحي الرئاسة بنفس المساحة والحقوق باشراف ورقابة دولية ومحلية من كل الاحزاب ومندوبين من المرشحين وهذا ما يميز اليمن عن غيره.
هناك تعددية سياسية وحزبية مرخص لكل الأحزاب دون استثناء ليس كما يحصل في بعض البلدان. صحافة حرة إلى درجة الفوضى الإعلامية دون الالتزام بالمهنية الصحفية والمصداقية من معظم الصحف الحزبية. احترام الرأي والرأي الآخر يعبر الإنسان اليمني عن رأيه بكل حرية دون خوف من أحد. صحيح هناك فساد من بعض المسئولين وبعض رجال الأعمال وهذا ما يزعج المواطن اليمني ويثيره والرئيس تهاون عن القضاء عليه ولكنه شكل الهيئة العليا لمكافحة الفساد وانتخب لمسؤولية هذه الهيئة أنبل وأنزه واشرف الرجال صاحب أمانة ودين المشهود له من كل الشعب اليمني وهو المهندس احمد الإنسي الذي أعطي صلاحية غير محدودة لهذه الهيئة من مجلس النواب وطلب الرئيس أخيرا من هذه الهيئة أن تحاسب كل المفسدين دون أن تستثني أي شخص يكون في أي مسؤولية في الحكومة أو خارجها وزير سابق أو في الوزارة. فكلما حاول الرئيس القيام بمحاربة الفساد في الماضي خلق له -الفاسدون من عصابات الفساد وأغلبهم من كل الأحزاب ومنهم المؤتمر وممن لهم أجنده خاصة خارجية وداخلية- خلقوا له مشاكل وأحداث داخلية وخارجية وحولوا جهوده عن محاربة الفساد إلى هذه القضايا. واليوم وفي ظل الأحداث الأخيرة أوضح الرئيس بكل وضوح وصراحة عن استعداده والتزامه للقيام بكل الخطوات لمحاربة الفساد ولاستكمال ما أنجزه وهو من حقق كل أهداف الثورة اليمنية بما في ذلك إعادة تحقيق الوحدة وتأسيس وترسيخ الديمقراطية وعمل على تداول السلطة سلميا بالطريقة الديمقراطية وعن طريق صندوق الاقتراع واستجاب لمطالب الشعب وطالب بالحوار من جديد وهو يطالب دائما بذلك ورفض ترشيح نفسه أو التوريث وذلك ليس من ضعف ولكن رغبة في مصلحة وخدمة اليمن ومنع الدخول في صراعات وفوضى تمزق البلد وتهدم ما تحقق لليمن من منجزات عظيمة أهمها الوحدة. الرئيس علي عبدا لله صالح مواقفه معروفة ومواقف اليمن في عهده أكثر المواقف مصداقية وممانعة وطنيا وقوميا مع كل قضايا الأمة، لا يتردد عن قول رأيه بصراحة ووضوح في كل القمم والمؤتمرات واللقاءات العربية والدولية وفي كل مكان. وعرف بصراحته وإشهار رأيه دون تردد ولا يستطيع احد ينكر ذلك. المعروف إن اليمن معرض لمؤامرات واستهدافات عديدة من جهات محلية تستغل الاحداث ودول وقادة عرب وغير ذلك وهذا معروف بان اليمن أكثر بلد عربي معرض للاستهداف. وباعتبار الرئيس علي عبدا لله صالح يقود بلداً ومن واجبه الحفاظ على بلده وسلامة شعبه لان القائد ليس مسؤولاً على نفسه وحسب وإنما على وطنه أيضاً فلا يتصرف بطريقة عاطفية أو مزاجية ولكن بما تقتضيه مصلحة بلده وتاريخه يشهد له. فقط يبقى عليه القضاء على الفساد والعمل على تطوير الإدارة لمواصلة البناء في اليمن والعمل على تبادل السلطة سلميا عن طريق صناديق الاقتراع وهو الوحيد القادر على ذلك فيما تبقى من الفترة الرئاسية لنتعود على ذلك، فالذي يأمله هذا الرئيس هو أن يعيش كمواطن بعد إرسائه أحلام الشعب وتخليه عن السلطة لان الشعب يثق به.
ومن أراد أن يستطلع الرأي العام عليه أن يميز بين مظاهرات المعارضة المحدودة وبين مهرجانات الرئيس والمظاهرات الضخمة المؤيدة له حتى يشاهد الفارق الكبير لأغلبية الشعب اليمني الساحقة المؤيدة لعلي عبدا لله صالح. لا مقارنة بقلة قليلة لا تمثل الشعب وبين الشعب الحريص على شرعيته الذي يخرج لتأييد رئيسه الذي انتخبه بإرادته وفق خياراته الحرة. ولا يمكن لمجموعة من المعارضة أن تغير رئيساً منتخباً من الأغلبية وبخيارات شعب في انتخابات ديمقراطية حرة. فإذا تم ذلك لا سمح الله فإننا نكون قد قضينا على الديمقراطية وخيارات الشعوب في الوطن العربي ومستقبله وحولنا الديمقراطية إلى غوغائية. أين الثقافة والمثقفين.. أنصح كل مثقف وسياسي أن يقرأ كتاب روبرت رول المرجع الاول لنظام الديمقراطية وسلوكها في العالم حتى لانحول الديمقراطية ومستقبل شعوبنا إلى غوغائية........ اعز الله اليمن وحماه واعان الأمة العربية والإسلامية ووحد كلمتها ورفع الظلم عنها وبارك الله في شبابها وساير خطاها،،، |