الإثنين, 21-مارس-2011
الميثاق نت -  طـه العامــري -
< جميل جداً هذا التضامن الملفت لشباب الاخوان «المسلمين» الذين يعبرون عن حضورهم وتضامنهم عند كل منعطف وأمام كل أزمة، حتى يخيل لي أن المودة القائمة بين عناصر الاخوان والتضامن فيما بينهم يجسد ذاك الذي قرأنا عنه في الكتب عن هيكلية وعلاقة أعضاء المحافل (الماسونية)..!!
شباب الاخوان هنا في بلادنا ها هم يعبرون عن تضامنهم بطريقة درامية مثيرة، فهم يلتزمون بفتاوى (المرجعيات) وان كانت هرمة وتجاوزها الزمن والأحداث، لكن ما حدث من قبل الزميلين «نصر طه» و«سمير اليوسفي» يعيدنا للالتزام الصارم الذي تميزت به جماعة الاخوان، لكن ما يؤسف أن الزميلين وبعد أن أنهكا العديد من مؤسسات الدولة واستنزفا قدراتها وشاركا وبفعالية في صناعة المشهد الراهن الذي يعيشه الوطن ها هما يعودان لقواعدهما سالمين غانمين محفوفين برعاية ورضا المرشد، وبركاته ودعواته لهما بجنة خالدة أشك في أن يصلا اليها على خلفية ما قدمت ايديهما ومارسا من سلوكيات بحق الشعب والوطن لأنهما وعلى مدى عقدين فقط انطلقا كصواريخ عابرة للقارات الى واجهة مفاصل السلطة وشاركا وبفعالية في صناعة أخطر قرار سيادي وهو القرار الاعلامي فكانا واجهة الدولة والوطن والنظام والتحولات وكانت تعبيراتهما تنطق باسم الوطن والشعب والنظام ثم فجأة وعند أول أزمة عابرة قطعاً تراجعا عن الواجهة ربما لترتيب مقاعدهما في المرحلة القادمة وربما تعبيراً أصيلاً عن التزام «تنظيمي» يلزمهما بالعودة الى قواعدهما بعد أن قاما بمهمتهما بأكثر من الايجابي..!
الزميل نصر مع احترامي له كشخص جعل من وكالة سبأ (قلعة اخوانية) أتمنى ألاّ تغلق هي الاخرى أبوابها وتنضم خلف «المرشد» المرابط على أبواب الجامعة حيث ساحة «الجهاد» التي احرمت سكان حي الجامعة وأحياء مجاورة الراحة لدرجة أنهم نكدوا على حياة الناس مع أن الاولى بالشيخ المرشد أن يتوجه مع جماعته لصالة الشيخ الممول وهي صالة«أبوللو» فهي أفضل مكان للاعتصام وفيها كل مقومات الاعتصام بما في ذلك حديقة خلفية واسعة وجامع ومنظومة صوت بتقنية عالية..!!
أنا لا أقول هذا الكلام من باب الشماتة أو السخرية لكني أقوله صادقاً وحزيناً من موقف الاخوين اللذين يدركان اكثر مني حقائق الأمور وخلفياتها وبالتالي لم يكن متوقعاً منهما هذا الموقف «الانتهازي» طبعاً لا يوجد لدي تعريف غير هذا للأسف.. لكنها الحقيقة، فموقف الزميلين اللذين تركا دورهما في هذه اللحظة لا يدل على أن موقفهما هذا يدل على غيرة على الضحايا الذين سقطوا خلال المواجهات الدامية التي حدثت مؤخراً على أبواب الجامعة، وهي الحادثة التي أدمت قلوبنا جميعاً، بل إن عدداً من الضحايا تربطني بهم علاقة صادقة وزمالة، ويعصرني الحزن والأسى على فراقهم، لكن لكل حدث تبعات، وما دمنا قد وصلنا الى ما نحن فيه فإن المفترض أن نتكاتف ونصطف ونعمل كل من موقعه على إعادة السكينة وضبط إيقاعات الحياة والمسار بعيداً عن تسجيل مواقف حيث لا يجب أن تسجل هذه المواقف الا ان اعتبرنا هذا استباقاً لقادم الاحداث.
إننا لم ننسَ بعد حديث الاستاذ نصر طه مع قناة «السعيدة» والذي تركز حول علاقته بفخامة الاخ الرئيس والمفترض أن يكون هو والزميل سمير اليوسفي من أكثر الرموز الحريصة على الخدمة الوطنية وخاصة في هذه المرحلة التي لا يجب فيها لأمثالهما التخلي عن الركب والدور والموقف الا إن كان الانتماء الحزبي فعلاً غالباً على الانتماء الوطني أو أن هناك قضايا لم نعرف عنها ويفترض بالتالي أن يبرراها للرأي بعيداً عن مزاعم الغيرة على الشباب الذين ذهبوا ضحية ثقافة الكراهية والحقد وضحية أنانية وانتهازية بعض الاطراف الذين يتاجرون اليوم بدماء الشعب بعد أن تاجروا بقوته وحياته وسيادته ردحاً من الزمن.
كنت أتمنى على الزميلين على الاقل أن يقدما مبررات اكثر قبولاً خاصة ونحن نعرف جيداً مواقفهما وطريقة تفكيرهما ودورهما في صناعة القرار والمشهد الإعلامي حيث كانا يمثلان رموزاً متقدمة على واجهة المشهد الوطني وكان يفترض أن يكونا عوناً وسنداً للرئيس والنظام في هذه المرحلة ليس من أجل الرئيس ولا من أجل النظام بل من أجل الوطن ومن أجل استقراره وسكينته حتى يخرجنا الله من هذه الأزمة بخير وبعيداً عن المزيد من الإثارة والعنف والفعل ورد الفعل..!
إن الشجاعة كانت تحتم على الزميلين البقاء في أماكنهما والعمل بما يخدم استقرار وأمن الوطن والمواطن بل وتقديم المشورة الصادقة والمخلصة لفخامة الاخ الرئيس بدلاً من التهرب بالاستقالة وتسجيل مواقف بطولية يمكن ان يستسيغها البعض لكن الغالبية العظمى من أبناء الشعب لا يجدون تفسيراً لها غير كونها خطوة على طريق الانتهازية واستباق الاحداث وحجز مواقع لهما في قطار المرحلة القادم هذا إن كان هناك قطار قادم ولم يكن القادم (نعوشاً) ومقابر يصنعها الشعب اليمني لنفسه على خلفية انتهازية بعض رموزه وخاصة أولئك الذين لم يترددوا حتى في توظيف الدين الاسلامي لتبرير مواقف لا يمكن تبريرها، فيما أثرياء الغفلة الذين أثروا بالفساد والنهب والسيطرة على ممتلكات الشعب والوطن هم يوظفون ثروتهم التي سرقوها من الشعب في تدمير الشعب وتدمير منجزاته ومكاسبه باسم التغيير الذي لا يعني الا أن هناك مخططاً شيطانياً متعدد الاقطاب يعمل على التضحية بالوطن ومكاسبه على مقصلة المصالح الانتهازية والانانية المقيتة.. ولن يسقط النظام بسقوط بعض «المتساقطين» من مفاصله ومع ذلك لن«تخسف الشمس» أو «يكسف القمر» ولكن فقط هنا تعرف معادن الرجال ويعرف الاوفياء من الانتهازيين.. والله المستعان.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-20351.htm