الأربعاء, 23-مارس-2011
الميثاق نت - د .علي العثربي د .علي العثربي -
الرجال معادن
كل شيء ممكن في هذه الحياة إلا بيع المبادئ والقيم والتجرد من قيم الشهامة والنخوة والاعتزاز بالنفس وقد شهدت الفترة الراهنة من العمل السياسي حالة مزرية من التلون وعدم الثبات على الرأي والهرولة نحو الغرور وعدم الالتزام بالصدق والسعي المطلق نحو المنافع الدنيوية التي لاتلتزم بالأخلاق بقدر ما تلتزم بمفهوم الغاية تبرر الوسيلة التي أصبحت اليوم ديناً يقدسه البعض ولايعرف غيره مطلقاً بل إن البعض ممن لم يثبت على المبادئ والقيم التي كان يؤمن بها قد أصبح في منظور الخيرين من أبناء الوطن في حكم المتاجر بتلك القيم والمثل وأنها تجارته التي يرى فيها الربح دون أن يدرك المعاني والدلالات التي تظهر لدى الغيورين من أبناء الوطن الذين أثبتت الأيام صدق إيمانهم بقدسية التراب الوطني وعدم تفريطهم بمبادئهم وقيمهم الميثاقية التي عرفوا بها منذ ظهورهم في ساحة الفعل السياسي.

إن ما تشهده الساحة الوطنية من التقلبات والاضطرابات يعطي مؤشراً قوياً على عملية الفرز المبدئي لمعرفة المعادن من الرجال الذي أخلصوا كل الإخلاص للوطن والتزموا بمبادئ الميثاق الوطني وبرهنوا على وفائهم لقيم المحبة وصبروا وغلبوا المصالح العليا للبلاد والعباد، وظل فعلهم الوطني من أجل الوطن الواحد الموحد ومن أجل المحبة والوئام والاعتصام بحبل الله دون ميل عن هذا الصراط المستقيم وجعلوا فعلهم الوطني في الساحة الوطنية لتحقيق الأمن والاستقرار والالتزام بالدستور والقانون الذي يمثل الإرادة الكلية للشعب المستمدة من الإرادة الإلهية التزاماً بقول الله سبحانه وتعالى( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا) صدق الله العظيم إن ما تشهده الساحة السياسية من عدم التزام بالثوابت والخروج على الدستور والقانون وتجاوز المبادئ والقيم والمثل الأخلاقية ناتج عن حالة التعبئة الخاطئة التي سلكها البعض منذ وقت مبكر وفق برنامج محدود ورؤية مرسومة لبعض القوى السياسية سعت لتنفيذ هذا البرنامج في اتجاه مضاد للتنشئة الوطنية على مبدأ الولاء الذي لاينسجم بأي حال من الأحوال مع التعبئة وقابل هذا الفعل المخل بالوحدة الوطنية صمت كبير من قبل الجهات المعنية بالتنشئة الوطنية بل أستطيع القول دون مبالغة إن هذه الجهات لم تكتف بالصمت عما يجري من التجهيل والتغريب عن الوطن والهوية الوطنية وأخذت في كثير من المواقف تساند من يعملون على خلخلة مبدأ الولاء الوطني ومن ذلك على سبيل المثال السكوت عن عدم أداء تحية العلم والسماح لمن كانوا يروجون للأفكار التي تؤثر على الولاء الوطني، واستبعدوا كل من يحاول غرس مبدأ الولاء الوطني في نفوس النشء وقد تعرض الكثير من الحريصين على الوحدة الوطنية إلى الاستبعاد والإقصاء لمجرد إصرارهم على مبدأ الولاء الوطني وهذا هو الخلل الذي رافق المرحلة الماضية، رب ضارة نافعة، فإنني عندما أحاضر في المدارس الثانوية هذه الأيام أجد تفاعلاً طلابياً من أبنائنا وبناتنا من أجل حماية السيادة الوطنية وترسيخ مبدأ الولاء الوطني والإيمان بالوطن الذي اقترن بالإيمان بالله سبحانه وتعالى ولم أجد تقصيراً يذكر في هذا الاتجاه بل وجدت صحوة طلابية رغم التعبئة الحزبية الخاطئة لبعض التربويين الذين هم كذلك كانوا ضحية للتنشئة الحزبية الخاطئة، ولذلك فإنني أتمنى المزيد من التماسك من أجل حماية الوحدة الوطنية وصيانة منجزات الثورة والوحدة.. ومعدن الذهب يظل لامعاً في كل الظروف والأحوال بإذن الله .
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-20397.htm