حاوره/عارف الشرجبي -
أكد أمين عام حزب الشعب الديمقراطي صلاح الصيادي أن ما يدور في الساحة الوطنية من اعتصامات وأعمال تخريب وتقطع إنما هو محاولة للانقلاب على الشرعية الدستورية والنهج الديمقراطي في بلادنا.. وقال إن الوصول للسلطة لا يوجد له طريق غير صناديق الاقتراع واذا كان اللقاء المشترك يدّعون أن لديهم شارعاً أو تأييداً شعبياً فلماذا يتهربون من إجراء الانتخابات منذ أكثر من عامين بحجج مفتعلة.
لافتاً الى أن مبادرة الأخ رئيس الجمهورية الأخيرة قد لبت مطالب المشترك بأكثر مما كانوا يطالبون به والتي قدمها فخامته من أجل الشعب الذي يريد المشترك زجه في معركة تحرق الأخضر واليابس.. ودعا الصيادي فخامة الرئيس الى عدم تقديم أي تنازلات خارج الدستور والقانون وأن يدع الشعب يدافع عن الشرعية ضد كل من يحاول المساس بها..
< كيف تقرأون المشهد السياسي الراهن؟
- المشهد السياسي الراهن يضع بلادنا أمام مفترق طرق، فإما العمل على ترسيخ دولة النظام والقانون من خلال تمسكنا بالشرعية الدستورية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح والمؤتمر وحلفائه.. او الانزلاق نحو الفوضى والتخريب وقانون الغاب المتمثل في اللقاء المشترك وشركائه والذين يريدون الزج بالوطن نحو النفق المظلم غير آبهين بمصلحة الوطن وآمال وطموحات الشعب المتطلع للامن والاستقرار والتنمية ودولة المؤسسات.. لذا على كل أبناء الشعب بمختلف اتجاهاتهم الوقوف بجانب النظام والقانون لما في ذلك من اهمية بالغة لان عكس ذلك يعني اننا سنفقد كل ما أُنجز للوطن خلال الفترة الماضية.
تقليد أعمى
< كيف تنظرون إزاء المطالبة بسقوط النظام ورحيل الرئيس؟
- الجميع يدرك ان المنطقة العربية مرت بظروف استثنائية وخاصة بعض البلدان التي حدت فيها ما يسمى بالثورات العربية وحاول عشرات الشباب اليمني تقليد ذلك ولكن -للاسف الشديد- هناك اطرافاً سياسية حرصت ان تركب الموجة وتسخير ذلك لتحقيق اجندتها السياسية في الوصول الى السلطة باسم الشباب ولذلك فإن مثل تلك المطالبات غير مشروعة بل تعد انقلاباً على القانون والشرعية الدستورية خاصة وان النظام السياسي في بلادنا قائم على مبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات وصناديق الاقتراع اضافة الى ذلك فإن المطالبة برحيل الرئيس أمر غير مقبول لانه لم يأت الى الحكم فوق دبابة او بانقلاب عسكري او وفقاً لديمقراطية شكلية تكون غالباً بنسبة 99% من اصوات الناخبين، انما جاء عبر انتخابات ديمقراطية مباشرة حرة ونزيهة شهد لها العالم وشاركت فيها المعارضة وراقبتها، ونحن نعرف ان اسهم الرؤساء المنتخبين قد تعلو او تهبط في العالم اجمع ومع ذلك لم نسمع ان أياً من الشعوب في الدول الديمقراطية قد طالبت برحيل رئيس منتخب من قبل الشعب، واعتقد ان للثقافة المسيطرة على بعض من يسيرون احزاب اللقاء المشترك الذين يعتقدون ان اليمن واليمنيين هم ضمن املاكهم الخاصة قد طغت على خطابهم مثل هذه المفاهيم التي تخرج على القانون والدستور والاعراف الحميدة للمجتمعات العربية المسلمة ويرددون كلمة ارحل وكأن الاخ الرئيس أجير في إحدى المزارع التي يمتلكونها.
ثورة ثالثة
< ما تعليقكم على مبادرة الاخ الرئيس للخروج من الأزمة؟
- فخامة الاخ الرئيس قدم العديد من المبادرات حرصاً منه على تجنيب الوطن والشعب أي مخاطر وانطلاقاً من روحه الحوارية التي عرف بها وتسامحه مع فرقاء العمل السياسي وهي صفات حميدة تحسب له ولكن للاسف فان رسائل تلك المبادرات كانت تصل الى الاطراف الاخرى بصورة عكسية لاهدافها النبيلة والسامية وهو ما جعل الاخوة في المشترك يتعنتون في الحوار ويرفعون سقف المطالب بل ويماطلون من أجل الوصول الى المرحلة التي نحن عليها الآن وهي المرحلة التي حذرنا منها قبل تأجيل الانتخابات البرلمانية في 2009 غير انه لم يسمع لنا ومع ذلك فعلينا اليوم مواجهة الواقع بغض النظر عما جرى خلال الفترة المنصرمة.. واعتقد جازماً ان مبادرة الاخ الرئيس في المؤتمر الوطني العام قد لبت اكثر بكثير من السقف الذي كان يطرح من قبل الاخوة في المشترك واذا تعاملت تلك الأطراف بإيجابية مع تلك المبادرة التاريخية فانها ستكون بالفعل ثورة اليمن الثالثة بعد ثورتي سبتمبر واكتوبر.–
ولكن الاخوة في المشترك ليس لديهم نية صادقة في الحوار او الخروج بالوطن من الأزمة المفتعلة والراهنة لأن غايتهم الانقلاب على السلطة بعد ان فشلوا في الوصول اليها عبر صناديق الاقتراع..
جهود متوافقة
< ما تعليقكم على المبادرات الخليجية والامريكية والاوروبية التي سمعنا عنها خلال الفترة الماضية؟
- نحن نرحب بكل الجهود الخيرة للاشقاء والاصدقاء الذين بذلوا جهوداً طيبة للوقوف الى جانب اليمن في هذه الازمة ورأينا في تلك المبادرات مثل رأي كل اليمنيين المرحب بكل الجهود المبذولة التي تأتي منسجمة مع الدستور والقانون ولا تخرج عنه لان الشعب اليمني يعتبر أية مبادرة خارج هذه الاطر مصادرة لحقوقه في اختيار من يحكمه بل وتدخلاً غير مقبول في شئون بلادنا.. وفي هذا الصدد ندعو الاشقاء والاصدقاء الى تفهم الارادة الشعبية للمجتمع اليمني الديمقراطي الذي لايقبل مصادرة ارادته وقناعته لأن ذلك قد يؤدي الى نتائج عكسية غير محمودة العواقب وهذا مالانريده.
شرق أوسط جديد
< هل ترى ان اطرافاً اقليمية او دولية تعمل على تأجيج المشكلة؟
- بكل تأكيد فهناك اطراف عدة تلعب بهذا الملف ضمن خطة الفوضى الخلاقة الهادفة الى تكريس الشرق الاوسط الجديد الذي ظللنا نسمع عنه خلال السنوات الماضية غير اننا لم ننتبه لهذا الأمر إلا متأخراً حتى وقع الفأس في الرأس وتجسدت تلك الفوضى الخلاقة فيما يحدث ببعض المحافظات من اعمال تخريب وتقطع تقليداً لما حدث في مصر وتونس من أعمال تخريب مشابهة الى حد ما.
المبادرة.. الحل الأمثل
< ما الحل من وجهة نظرك للخروج من هذه الأزمة؟
- أولاً يجب علينا كيمنيين ان نتمسك بالدستور كأساس لأي حلول او مبادرات من أي جهة او طرف كان داخلياً او خارجياً كما يجب ان نتمسك بالشرعية الدستورية وعدم تجاوزها مع الاخذ بعين الاعتبار أننا لسنا ضد أي مبادرة للحوار شريطة ان يكون جاداً ومسؤولاً يضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبارات او غايات سياسية او حزبية ضيقة وان لانتيح لأي طرف كان الانقلاب على المؤسسات الدستورية تحت أي مسمى او ذريعة.. واعتقد ان مبادرة الاخ الرئيس هي الحل الأمثل اذا كان هناك رغبة صادقة لتجنيب الوطن الانزلاق نحو المجهول.
حكومة وحدة وطنية
< هناك من يطرح بتشكيل حكومة وحدة وطنية وتنازل الاخ الرئيس عن الحكم.. كيف ترى ذلك؟
- لا استطيع ان اعطي مثل هذا الطرح توصيفاً غير انه انقلاب واضح وخطير على ارادة الشعب اليمني الذي لن يسامح كل من يتجرأ او يفرط بحقه، ومع ذلك فنحن مع تشكيل حكومة وحدة وطنية متى ما تم الاتفاق على ذلك بكل وضوح ومصداقية بين كل اطراف العمل السياسي.. أما تنازل الاخ الرئيس فيجب ان يدرك انه ليس ملك نفسه بل هو ملك للشعب الذي منحه ثقته في انتخابات 2006م اضافة الى حزبه الذي يمتلك الاغلبية في البرلمان وحلفائه الذين يرفضون أي تنازلات خارج الدستور والقانون.
ثورة رجعية
< إذا كان هناك ترتيبات من المشترك لاقصاء الاخ الرئيس وابنائه عن الحكم فهل سيكون البديل هو بيت الاحمر والحوثيين والحراك؟
- اذا فكر الشعب اليمني بالثورة السلمية عبر صناديق الاقتراع فإنها ستكون ثورة نحو الافضل وليس للأسوأ كما هو حاصل اليوم للاسف الشديد لان مايسمونها اليوم ثورة إنما هي رجعية وانقلاب على الثورة السبتمبرية والاكتوبرية والوحدة والديمقراطية، ولاشك انها ستعيد الشعب اليمني الى ما قبل خمسين عاماً بل واسوأ من ذلك فماذا يتوقع الشعب من أطراف استولت على طموح الشباب المعتصم مثل الحوثيين والاماميين والقوى المتخلفة التي تسعى لاغتصاب السلطة والاحتيال على ارادة الشعب فمن غير المعقول والمنطقي أن يستبدل الشعب الافضل بالأسوأ، واذا حدث ذلك -لاسمح الله- فإن خيارات الشعب اليمني ستكون مفتوحة على اكثر من خيار.
الى جانب الوطن
< كيف ترى موقف احزاب التحالف الوطني مما يدور في الساحة والمحاولات المستمرة للانقلاب على الشرعية؟
- لقد أكدنا للاخ الرئيس اكثر من مرة ان احزاب التحالف الوطني الديمقراطي مع الشرعية الدستورية ومع فخامة الرئيس حتى آخر قطرة دم وقد واجهت احزاب التحالف بكل قوة وارادة ورفضت كل وسائل الترهيب والترغيب التي تعرضت لها من أجل تغيير مواقفها وقيمها الديمقراطية، وبغض النظر عن اسلوب المؤتمر الشعبي العام ومحاولة بعض قياداته تهميشها إلا ان احزاب التحالف ستظل راسخة كالجبال وواقفة بكل قوة الى جانب الوطن والشرعية والاخ الرئيس وهذا عهد منا غير قابل للتراجع او التنازل قيد أنملة لا لشيء ولكن حباً في فخامته فنحن من الشعب ولما عرفناه عنه من رحابة صدر وقبوله بالآخر.
محاولة يائسة
< ألا ترون الانقلاب على المؤسسات الدستورية او المطالبة برحيل النظام يعد سابقة خطيرة تهدد النهج الديمقراطي وفتح الباب واسعاً لارساء مفاهيم انقلابية؟
- اولاً لابد من الاشارة الى ان من يعتصمون في ساحة التغيير أمام الجامعة لايمثلون الشعب اليمني انما يمثلون قوى الشر.. وان من يمثل الشعب اليمني فقد برز جلياً في جمعتي التسامح والاخاء اللتين اظهرتا للعالم مدى الشعبية التي مازالت تتمسك بالأخ علي عبدالله صالح رئيساً للوطن.. اما الذين ينادون باسقاط النظام او برحيل الرئىس فهم الانقلابيون الحقيقيون على الديمقراطية ومبدأ التداول السلمي للسلطة في محاولة يائسة لسرقة ارادة الشعب اليمني دون وجه حق لذلك فإن الشعب هو من سيحمي الشرعية الدستورية والثوابت الوطنية في الثورة والوحدة والديمقراطية مهما كلفه ذلك من ثمن.. فليس من المعقول بعد ان تحررنا من القوى الظلامية والتقليدية قبل خمسين عاماً ان نعيدها اليهم على طبق من ذهب.. واقول لمن يدعي ان الشعب معه فعليه الذهاب الى صناديق الاقتراع ليدرك حجمه الطبيعي.. اما بغير ذلك فإن السلطة أبعد عليهم من عين الشمس.
< كلمة أخيرة؟
- إذا كان لي من كلمة فسوف اوجهها لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح باسمي وباسم كل اليمنيين الحريصين على حماية الثوابت ان يكون وفياً للشعب كما هو الشعب وفياً ومحباً له وان لايقدم أي تنازلات أخرى بعد اليوم مهما كانت حجم الضغوطات والحرب النفسية لأننا عرفناه شديد البأس قوي الحجة وعليه ان يمضي الى الأمام ونحن معه بكل ما نملك.