محمد الجرادي -
بين افتعال "المعارضة« انحيازها إلى هموم وقضايا الناس "نظرياً" عبر طواحينها الإعلامية.. وبين ما تكشفه حقائق ممارستها في الواقع.. تنفرج هوة التنافض وتنكشف عورات فهمها لمبادئ العمل السياسي وقيم الممارسة السياسية.
وأمام هذا التناقض تصبح مسألة الشراكة في مسؤوليات بناء الوطن، وإنجاز أوجه تنميته واستقراره- بالنسبة لأحزابها- مدعاة لظهور اشكال عدة من مواقف مناهضة أقلها »التشكيك« أو التقليل من الجدية والعزم من خلال تصدير الخطاب المتشائم.. وتعسُّف الحقائق المثبتة في الواقع المعيش للناس.
والغريب أن يتواصل اصرار بعض قيادات هذه الأحزاب على المضي في هذا الاتجاه، والاعتقاد أن فيه ما يمنحهم من صفات الوطنية والنضال!
ولن تتردد هذه القيادات من محاولات ايهام الآخرين بأنها تدفع على المستوى الشخصي ثمن مواقفها، وان مجرد "دعابة" أو »مزحة« تكلفها صعوبات كبيرة!
> > >
وبالإشارة إلى افصاح قيادات في المعارضة ومطالباتها لنا بتأمل حجم الصعوبات التي تواجهها نتيجة مواقفها! هي بالضرورة مطالبة بامتلاك الشجاعة والجرأة في اثبات ما تعتقده من خسارات على المستوى الشخصي أو سواه حتى نطمئن أنها فعلاً »تناضل« بجيوب نظيفة وبطون فقيرة!
ولكي نطمئن أكثر هي مطالبة بإثبات مايدحض ممارسات ابتزاز وقمع تنفذها داخل مؤسساتها الحزبية، وضحاياها من العاملين في هذه المؤسسات كثر!
وبالعودة إلى مسألة الشراكة نجد هذه القيادات وأحزابها عاجزة عن استيعاب هذا الحق المكفول لها دستورياً، وتحاول مغالطة نفسها باستحالة هذه الشراكة مقابل ما تدعيه من استحواذ وسيطرة »الحاكم«..
> ومع أن في الوقت متسعاً كي تتوافر على رؤية تمنحها التحرك بفاعلية تجاه ماهو أكثر أهمية وجدوى من معزوفة »الإصلاح السياسي والإدارة الانتخابية« فإنها كما يبدو لن تفعل ولن تخرج من »الحفرة« التي وضعت نفسها فيها.. واستلذت ما يمجّد الانهيار والتدهور.. وإنْ بصيغة ادعاء المسؤولية والحرص!.