ابن النيل -
تحت عنوان "لبنان في غيبة أمته" وفي زاوية مماثلة نشرتها صحيفة »٢٢ مايو« في عددها الصادر صباح الخميس الماضي، وقد تزامن صدوره مع اندلاع نذير الفتنة في النصف الغربي من العاصمة اللبنانية »بيروت«.. صرخت محذراً من أن يؤدي تصعيد وتائر الأزمة السياسية الراهنة في هذا البلد العربي الشقيق الى ما لا يحمد عقباه..غير أن ما شهدناه على شاشات فضائياتنا في اليوم ذاته.. لم يكن سوى »بروفة« عابرة لما يمكن أن يترتب على عجز أمة بكاملها عن احتواء أزمة سياسية كهذه لا تحتاج الى كثير عناء من اولي الأمر فينا في حالة ما اذا خلصت النوايا.
ربما كان المشهد ضبابياً بعض الشيء بالنسبة لمن لم تتح لهم فرصة ملامسة حجم المخاطر الناجمة عن حرب الشوارع عن قرب.. في مدينة تتداخل بين ارجائها مواقع الاطراف المتناحرة مع بعضها البعض، بينما كنت واحداً ممن عايشوا بعضاً من فصول ما حدث إبان الحرب الأهلية في لبنان قبل عام ٢٨٩١م، بحكم اقامتي حينها في ذات المنطقة السكنية التي شهدت احداث الخامس والعشرين من شهرنا الحالي.
من هنا.. كان المشهد أشد ايلاماً بالنسبة لي على الاقل، ولو كنت واحداً من مسئولي طرفي الخلاف والاختلاف الذي ادى الى هذا الذي حدث.. لكنت قد آثرت التحلي بمنطق الحكمة، حتى ولو كان ذلك على حساب ما اعتقده صحيحاً من وجهة نظري على أهميته، بدلاً من أن ارتكب حماقة المساهمة بالوعي او باللاوعي في زج الابرياء من بني وطني في مغبة اقتتال دموي الخاسر الأوحد فيه هو الوطن.
وكان الله في عون أهلنا في الوطن المحتل، وقد اسفرت اشتباكات اليوم التالي بين فتح وحماس عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين خلال اربع وعشرين ساعة فقط، والى حديثٍ آخر.