محمد أنعم -
في خطوة مخيفة أقدم المدعو علي محسن الاسبوع الماضي على إغلاق جامعة صنعاء سعياً لضمها الى جامعة الإيمان بطريقة انقلابية ليس على النظام فقط وإنما على الفكر والعقل والحياة.. والعودة بالشعب اليمني الى عهد ما قبل التاريخ ونسف كل ما بناه الانسان اليمني وإحراق كل ما شيدته الحضارة الانسانية في وعيه ووجدانه..
لقد مثل إقدام علي محسن على إغلاق جميع أبواب جامعة صنعاء أمام الطلاب والمدرسين تطوراً خطيراً على حاضر ومستقبل اليمن واليمنيين والمنطقة بشكل عام.. خصوصاً وقد تزامن ذلك القرار مع تحويل علي محسن مباني جامعة الايمان الى مخازن للمواد الغذائية والاسلحة الخاصة بميليشياته.
إن الشعب اليمني أمام خطر حقيقي والسكوت الرسمي على ذلك كارثة.. خصوصاً وأن ما أقدم عليه علي محسن ليس عملاً بريئاً وإنما جاء إغلاق جامعة صنعاء ضمن مخطط تآمري كبير، وتزامن ذلك مع توجيهات لعناصر الاخوان المسلمين في التربية بإغلاق المدارس بالقوة وإيقاف العملية التعليمية وحرمان ابناء اليمن من حق التعليم والحياة الذي كفله الله واسوياء البشرية، فما حدث في بعض مدارس تعز وإب ولحج وحضرموت وصعدة لا يختلف عن نفس المخطط التآمري الانقلابي الذي يقوده الاخوان المسلمون وبحماية علي محسن ابتداءً من جامعة صنعاء.
إن منظمة اليونيسيف بدأت تعبر صراحة عن قلقها لما يحدث من استهداف لضرب العملية التعليمية في المدارس اليمنية وتتعامل على استحياء مع جريمة كهذه.
الأمر الذي دفع علي محسن والقيادات المتطرفة المرتبطة بالقاعدة الى السيطرة على جامعة صنعاء وإغلاقها ومنع الطلاب والمدرسين من دخولها لتتحول الى ساحة تدريب ومعتقل يشرف عليها طلاب جامعة الايمان.
وفي بلاغ صحفي نشره موقع «الصحوة نت» منسوب لأبناء سنحان وبني بهلول وبلاد الروس بتاريخ 10 / 4 / 2011م، جاء فيه «توجه ما يقارب ثلاثة آلاف شخص صوب مقر الفرقة الأولى مدرع وطلبوا مقابلة اللواء علي محسن فوجه بإدخال 40 شخصاً منهم إلى قاعة الاجتماعات، لكن البعض منهم رفض وأصروا على خروجه اليهم فأمر بإدخالهم الى جامعة صنعاء».
اعتقد أن إغلاق المدارس والجامعات بالقوة أمر جلل وفاجعة اشد مما اقترفته عناصر طالبان بأفغانستان خصوصاً وأن من يرفضون الانصياع لهذا التوجه الظلامي يهددون بالموت وبخطف أولادهم كما حدث مع عميد كلية التجارة بإب.
إننا نطالب جميع القوى الوطنية والمنظمات المدنية رفض إغلاق منابر العلم والمعرفة والتصدي لهذه المشروعات التخريبية.. كما نطالب سفراء الدول الشقيقة والصديقة وخصوصاً سفراء أمريكا وأوروبا وممثلي الدول المانحة أن يزوروا جامعة صنعاء ويحاولوا دخولها من أي الأبواب الخمسة.
بالتأكيد لن يستطيعوا وسيتصدى لهم طلاب جامعة الايمان بأسلحة مختلفة، وبدون شك ستنشر «الجزيرة» خبراً عاجلاً أن السفراء الغربيين هم من الحرس الجمهوري أو قناصة من الأمن المركزي يرتدون ملابس مدنية حاولوا اغتيال الفندم علي محسن..!!
نداء نضعه أمام الضمائر الحية قبل أن يزج هؤلاء الارهابيون اليمن في ظلام القرون الوسطى ويستبيحون كل شيء في أرضنا..
ولايزال بالإمكان وقف هذه الجريمة وردع المجرمين.. واسقاط النظام لا يعني إغلاق كل منابر العلم والمعرفة..!