الأربعاء, 13-أبريل-2011
الميثاق نت - شرف القليصي.JPG لقاء/فيصل الحزمي -
الداعية الإسلامي شرف القليصي لـ«الميثاق»: من لا يريد السلطة سلمياً يشرع لسفك الدماء
لقاء/فيصل الحزمي

قال انهم لا يقبلون النصح من علماء لا ينتمون إلى أحزابهم وأن المعتصمين في ساحة الجامعة نُشّئوا تنشئة حزبية وتنظيمية ومن يخالفهم لا ينال منهم إلاّ التكفير والتفسيق.
ونوه الداعية شرف القليصي الى أن كثيراً من العلماء والخطباء ينتمون الى أحزاب وتنظيمات سياسية معينة وأنهم يغلبون الولاء للحزب على الولاء الذي أمر الله به، لذا نجدهم يصبون الزيت على النار ويستخدمون الدين كورقة سياسية لخدمة مصالحهم الضيقة ويفتون بحسب توجيهات حزبية.. جاء ذلك في اللقاء الذي أجرته معه «الميثاق» .. فإلى التفاصيل:
۹ بداية هل لكم أن توضحو موقف الشريعة الاسلامية مما يحدث هذه الايام في الشارع اليمني؟
- موقف الشريعة الاسلامية واضح ومحدد لأن ما يحدث في يمن الأيمان والحكمة فتنة عظيمة تجعل اللبيب حيران وتفقد ذوي العقول عقولهم وذوي الأبصار أبصارهم، لذلك المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم -حذرنا من الوقوع في مهاوي الفتن وشرورها، فقد وردت أحاديث كثيرة في كتب الصحاح وخاصة في صحيح البخاري ومسلم وغيرها تناولت أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم- حذرت من فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، وفتن الجالس فيها خير من القائم والقائم خير من الساعي الى غير ذلك من الأحاديث العظيمة، التي في ختامها يحذرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - منها ويدعو إلى لم الشمل وتوحيد الصف، واجتماع الكلمة والى أن يجتنب الإنسان إراقة الدماء المعصومة، وهنا عندما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر الفتن والشرور التي ستحصل في آخر الزمان كان يحذر المؤمنين من الوقوع فيها أو من الاشتراك فيها أو من المساهمة حتى في تأجيجها سواء بالكلمة أو غيرها ويرجع هذا في بعض الاحاديث الى أن الكلمة ذات تأثير أعظم من تأثير السيف لأن بالكلمة تعصم الدماء والأموال وبها تدار الحروب وتوقف، وبالكلمة يدخل الإنسان في الاسلام وبها يخرج منه ايضاً، هذا فيما يخص موقف الشرع مما يحدث في الشارع اليمني أو في غيره وهو موقف محدد ينهانا جميعاً أن لا نقع في مصائب الفتن وأن نتحرى الصدق، ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه»، كما أن هناك موقفاً واضحاً في الشريعة في هذا الباب وهو ان نقف مع الحق، حيث دار وان نقول كلمة الحق لا نخشى في الله لومة لائم مهما كلفتنا ما دمنا نرى أن مرجعها كتاب الله سنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم، ايضاً ورد أن دعوة المسلمين والالتزام بجماعة المسلمين وان يكون الانسان في حال حدوث مثل هذه الفتن مع السواد الاعظم منهم قال: «فعليكم في السواد الأعظم من أمتي فإن أمتي لا تجتمع على ضلالة أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم.. لأن فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويخاف الله ويقدر حمل الأمانة التي ألقيت على عاتقه خاصة وان كان عالماً أو داعية في سبيل الله.
شح مطاع
۹ نلاحظ غياب كبير لدور العلماء وخطباء المساجد والمرشدين في إصلاح ذات البين ودعوة الناس للاحتكام الى كتاب الله وسنة رسوله حيث نجد كثيراً منهم يصب الزيت على النار ويستخدمون الدين كورقة حزبية ما هي نصيحتكم لهم؟ وماذا يتوجب على ولي الأمر لدرء مفاسدهم إذا لم ينفع معهم النصح؟
- لقد ذكرت في شطر سؤالك أن الكثير منهم - للأسف الشديد - يصبون الزيت على النار ويستخدمون الدين كورقة سياسية لخدمة مصالحهم الضيقة وتوجهاتهم السياسية أو لأهداف حزبية، ومما يؤسف له أن نجد أمثال هؤلاء في مجتمعنا يغلبون الجوانب السياسية والتنظيمية والحزبية على الجوانب الشرعية والدعوية التي لديهم.. يغلبون الولاء للحزب على الولاء الذي أمر الله - عز وجل - به أن يكون النصح لله ولرسوله وللمؤمنين عامة.. فهم يجعلون ولاءهم لحزبهم أو لأشخاص فيه فقط، ويكيفون أحكام الشرع وما ورد في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم - لمصالحهم الحزبية الخاصة، ولهذا يقول المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به»، وللأسف الشديد نجد الممارس اليوم أن الشرع والسنة يكيف تبعاً للهوى ويصبح كتاب الله تابعاً لأهوائنا.. وهذا ظلم عظيم وخيانة للأمانة التي ألقيت على عاتق هؤلاء العلماء والدعاة، والذين أذكرهم بأن الله عز وجل سائلهم عما حملوا من هذه الأمانة وأنهم حملوا وآمنوا وأُشهدوا على العلم بنصوص من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهم مسؤولون بالدرجة الأولى في الدنيا والآخرة لأن بكلمة العالم تزل أمة أو تحقن دماء أمة، فزلة العالم عظيمة، ولهذا يجب مناصحتهم ومقارعة الحجة بالحجة والدليل بالدليل حتى يتضح البرهان وتتجلى الحقيقة، وعلينا جميعاً أن نغلب المصلحة العامة ونجعل كتاب الله وسنة نبيه- صلى الله عليه وآله وسلم- فوق كل الأهواء والنزوات البشرية وإلا فسنكون في زمن يكون فيه شح مطاع وهوى متبع وإعجاب كل ذي رأي برأيه، ونسأل الله السلامة في ذلك.
توجيهات حزبية
۹ لستم ببعيدين عن موقف أهل السنة تجاه الأحداث التي تشهدها اليمن بل والمنطقة العربية بشكل عام، وقد أجمعوا على أن ما يحدث من تمرد هو خروج عن طاعة ولي الأمر، لماذا لا يتم التنسيق فيما بينكم لتشكيل لجنة من العلماء والدعاة يقومون بتوضيح الحقيقة براءة للذمة..
- منهج أهل السنة والجماعة منهج واضح في هذا الباب بإجماع الأمة وفقهاء الدين أنه لا يجوز الخروج على ولي الأمر بأي حال من الأحوال ما لم يظهر منه كفر بواح، ولا يجوز أن يخرج الناس على ولي الامر لمعصية أو لمفسدة أو لغير ذلك، وهذا منهج أهل السنة والجماعة.. واخواننا من يقومون بقيادة هذه الجماعات في بلادنا قد تكلموا وبينوا وأصدروا فتاوى محددة.. وبيّن فيها هذا الواقع وذكر رأي أهل السنة والجماعة الإمام محمد بن علي الشوكاني وحدد في رسالته «رفع الاساطين عن حكم الاتصال بالسلاطين» وبين هذه المذاهب، وبالنسبة لمقترحكم بالتنسيق فيما بيننا لتشكيل لجان يقومون بالنصح حقيقة، فالعلماء والدعاة قد اجمعوا في بداية الازمة والتقوا بالأخ رئيس الجمهورية وحملهم الأمانة وأنه محكم لكتاب الله - عز وجل وسنة رسول -صلى الله عليه وآله وسلم - وان ما جاءوا به يقول لهم سمعاً وطاعة، ولكن- للأسف الشديد - الوضع لدينا في اليمن يختلف اختلافاً كبيراً حيث بينا سابقاً أن مجموعة من الدعاة والعلماء ينتمون الى أحزاب معينة وتنظيمات قائمة الآن، فمن المستحيل في ظل تغليب الهوى على الدين والشرع تغليب الجوانب الحزبية والتنظيمية على ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يجتمعوا على كلمة سواء لأنهم قد اختلفوا في هذه القضية واختلفوا في هذا الرأي، فأصبح كل عالم يفتي بحسب توجيهات حزبه السياسي، وأصبحنا بدل أن ننقاد للعلماء والخطباء والمرشدين الذين يقودون لكتاب لله وسنة رسوله نقاد عبر علماء لتوجهات حزبية.. - وقضية مخاطبة المعتصمين فإن المعتصمين من شريحة واحدة لا يقبلون كلاماً لعلماء ليسوا من أحزابهم أو ينتمون لتنظيماتهم، وهذه هي الطامة الكبرى، فقد نشأوهم تنشئة حزبية وتنظيمية على حب أفراد وعلماء وخطباء ودعاة محددين ومن يخالفهم لا ينال منهم الا التكفير والتفسيق وغير ذلك من الالفاظ أو قد يتهمونهم بأنهم علماء سلطة ومن المقربين من الحاكم أو من أصحاب المنافع والمنفعة، بينما في الحقيقة هي كلها أغراض شخصية وتصفية حسابات وانتقامات سياسية.
دون مصادمات
۹ أعلن سكان الدائري والجامعة والزراعة تضررهم من وجود المعتصمين أمام منازلهم.. ما الذي يترتب عليهم لاستعادة حرياتهم المنتهكة من قبل أحزاب المشترك في ظل تقاعس الأمن عن أداء دوره وقيام أفراد الجيش بحماية المعتصمين بدلاً من حماية السكان؟
- هذه معظلة ومن واجب الدولة أن تحمي المواطنين سواء أكانوا معتصمين أم متظاهرين أم من سكان الحي وكان الأولى أن تحدد أماكن بعيدة عن السكان لأن في هذا الاعتصام إيذاء للسكان وعدم إعطاء الطريق حقه والاسلام قد بين في قواعده أنه «لا ضرر ولا ضرار» ونهى عن الجلوس في الطرقات، والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «إياكم والجلوس في الطرقات» وقال: «اعطوا الطريق حقه» وحق الطريق رد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغض البصر، وكل ذلك في الحقيقة غير حاصل وإنما الموجود إيذاء وتصرفات يتأذى منها الانسان في أهله وفي مسكنه وفي حياته، فعلى الاخوة الساكنين في تلك الاحياء أن يصبروا ويصابروا وان يدعوا الله عز وجل أن يكشف ما بنا جميعاً من هذا الكرب وان يهدي الجميع الى الجلوس على طاولة الحوار للتفاهم وإذا صعب الامر فعليهم أن يلجأوا الى القضاء وإلى النيابة ورفع قضايا بالتي هي أحسن ولكن دون صدامات أو احتكاك وسفك دماء ودون تعصب أو تحرشات لبعضهم البعض حتى يجلي الله الغمة ويرفع الكرب.
لم يتشرف به الزنداني
۹ تعلمنا أنه عندما يخطئ العالم فإنه يستحب أن يرد عليه عالم آخر.. أين دور علماء اليمن من تصريحات الشيخ عبدالمجيد الزنداني ومن قبله الشيخ يوسف القرضاوي وكذا الداعية الدكتور طارق السويدان والتي في مجملها تحرض على الخروج على ولي الأمر وتشعل الفتنة في أوساط الشعب الواحد؟
- أنا لا أحب أن أذكر أشخاصاً بعينهم كما فعلت وقد وضحت مسألة قضية تغليب الجانب الحزبي والتنظيمي على الجانب الشرعي والدعوي حتى كيفنا شرع الله - عز وجل- بحسب ما يريده تنظيمنا أو حزبنا الفلاني وهذه مصيبة وكارثة عليهم وعلى المجتمعات والشعوب كلها.. وبالنسبة للشيخ عبدالمجيد الزنداني كنا نعول عليه الخير الكثير في بداية لقاء الاخوة العلماء بالاخ الرئيس، كنا نعول عليه أن يهدئ الأوضاع وينصح المعتصمين ويقول لهم نحن الآن في حوار وان شاء الله سنصل الى نتيجة ، وإذا ما وصلنا الى طريق مسدود مع السلطة فإننا سندعوكم ولكن الآن انطلقوا الى أعمالكم والى أسركم ولا تؤذوا اخوانكم وجيرانكم من السكان كان يفترض أن يكون هذا موقفه، ولكن هذا الدور -للأسف الشديد - لم يتشرف به الشيخ عبدالمجيد الزنداني وإنما دفعهم وحمسهم واستمر في ذلك الحماس الى أن رأينا ما حدث من سفك للدماء وهتك للأعراض وإزهاق للأرواح البريئة.. وزجوا في محرقة لا ناقة لهم فيها ولا جمل وإنما دفع بهم كمشاريع استشهادية في فوهة المدفع.
ليس بعالم
وأما فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي فإنه - للأسف الشديد - لا يفتي الا بما سمعه من الصحفيين والمذيعين في قناة «الجزيرة»، وكلنا يعلم أن «قناة الجزيرة» فتنة وتضليل تحدث الفتن في الدول العربية وهي تبثها اليوم، ومن تلك الدول بلادنا، فضيلة الشيخ لا يستمع الى أطراف أخرى وإنما يفتي بحسب ما قدم له من السؤال، وهذا لا يجوز ولا يصح للمفتي أن يصدر حكمه بالاستماع الى طرف واحد، وقد عاتب الله نبيه داود عندما أصدر حكمه في قضية الخصمين اللذين احتكما اليه في المحراب كما بينها القرآن الكريم، والشيخ القرضاوي يستمع الى طرف واحد وقد صوروا له أن الحال هكذا وقد أصدر الفتوى على الحالة التي وصفت له وسمعها منهم، واستشهد بهذا الواقع أمامه فكانت الفتوى مطابقة لكلام «قناة الجزيرة» دعاة الفتنة، وكذلك طارق السويدان فهو ليس بعالم وليس بداعية اسلامي هو عالم بترول، وتخصصه معروف، لكنه بدأ بتناقض عجيب عندما تكلم عن البحرين وهو يشد على أيديهم ويدعوهم الى الحوار والى الحفاظ على بلدهم، بينما في الاوضاع حول اليمن يدعو الى تعديل الدولة والى الخروج الى الشوارع والعصيان المدني والى عدم تصديق ولي الأمر والى إثارة الفتنة والشغب، وهذا تناقض عجيب، وهو ما يثبت أن هؤلاء حولوا الدين والشريعة والسنة لخدمة مصالحهم وتوجهاتهم السياسية يخدعون بها البسطاء والمساكين والمغرر بهم من أبناء الشعوب العربية والاسلامية كونها شعوباً عاطفية ومتدينة وذات تقاليد عريقة تحافظ على دينها وقيمها، وهذه الفتاوى الصادرة من هؤلاء النماذج انما تدل على أنهم يكيفون الفتوى بحسب أهوائهم وتوجيهات احزابهم.. ونسأل الله السلامة من ذلك كله.
رسوخ الجبال
۹ قول الحقيقة أغضب دعاة الفتنة لاسيما عندما عجزوا عن تكذيب براهينها المستمدة من الكتاب والسنة، لذلك لجأوا الى التهديد والوعيد، كيف تردون على تلك التهديدات التي تلقيتموها عقب خطبة الجمعة الماضية ومن الذي هددكم؟
- إذا ما مسك الضر صديقي فلأننا قد مشينا في هذا الطريق .. هذا الطريق الدعوي هو طريق مفروش بالشوك وليس بالورود.. وفيه عقبات وصعوبات عانى فيه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وطرد من وطنه وأدميت قدماه وكسرت رباعيته وشج وجهه الشريف وآذوه في عرضه - فصبر وتحمل لأن هذا هو طريق الحق، ولذلك فإن الذين يدعون الى الله عز وجل يعترضهم أعداء من الجن ومن الأنس كي يردوهم ويقفوا حجر عثرة أمام الدعوة الى الله - عز وجل - وإرهابهم إرهاباً فكرياً وثقافياً وإعلامياً حتى يتراجعوا عن موقفهم وأقول لك : إن الانسان عندما يحمل مبدأ وعقيدة ورسالة سامية غالية فإنه لا يبالي تهديداً أو أذى يصيبه في رزقه أو منصبه أو بدنه ولابد من دفع ضريبة في طريق الدعوة الى الله عز وجل، ولابد أن يتحمل الداعية.. وهؤلاء المهددون من أي كانوا وحيث ما كانوا إنما يعبرون عن ضعفهم وإفلاسهم، لأنه لا يلجأ الى هذه الأساليب الا المفلس، ومن ليس لديه مبدأ، أما من لديه مبدأ فإنه راسخ رسوخ الجبال ولا يتزعزع أبداً.
لا يقبله أحد
۹ ماذا يعني الانقلاب على الشرعية .. وما الذي يجب توضيحه للمواطن؟
- الانقلاب على الشرعية يعني الدخول في دوامة الصراع السياسي ودوامة العنف وسفك الدماء، وهتك الأعراض واستلاب الحقوق والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة كما يعني الفوضى والفساد وان كل حزب سيسعى الى الوصول الى السلطة بأية طريقة كانت ويتقاتلون فيما بينهم على المنصب وعلى المال كما هو حاصل الآن في الصومال حتى ولو كانت حكومة اسلامية سيخرجون عليها ويكونون جماعة اسلامية أخرى، فهم يريدون الانقلاب على الشرعية الدستورية ليجعلوا أرضنا كوضع ليبيا والصومال والعراق والانقلاب على الشرعية يعني أن هناك مخططاً يسير نحو الفتنة والفوضى.
وما ينبغي أن نوضحه للناس أن هذه المبادئ التي اتفقنا عليها في الدستور هي صمام الأمان للتبادل السلمي للسلطة، فمن جاء عبر صناديق الاقتراع وحصل على ثقة الشعب سلم له منصب الرئاسة أو مجلس النواب أو الحكومة والذي لا يريد الوصول عبر صناديق الاقتراع فإنه يسن سنة سيئة وتشريعاً سيئاً يسفك الدماء، وعندما نلتزم بهذه الثوابت الوطنية وهذه المبادرات التي تقدم بها فخامة الاخ رئيس الجمهورية سنخرج البلاد من الوضع الراهن، أما قضية ارحل هكذا الى آخره دون دراسة عواقبها ومستقبلها فهذا شيء لا يقبله أحد وإنما هو كبر ومكابرة.
نرفض تدخل قطر
۹ كيف تعلقون على التدخل القطري السافر في شؤون بلادنا؟
- لقد تفاجأنا بموقف الأشقاء في قطر، كنا نظن أن جهودهم هي من ضمن جهود دول الخليج وحتى وإن كان لديهم مبادرة فهي تحترم ولكن ليس بهذا الاسلوب الذي خرج به علينا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، فهذا أمر نرفضه رفضاً قاطعاً سواء أكان من دولة عربية أم أجنبية .. نرفض التدخل في الشؤون الداخلية لبلادنا ونرفض أن يسارع أحد من هؤلاء الى مثل هذه التصريحات التي تمسنا وتمس مستقبلنا واستقرارنا، فهذا الحق هو حق الشعب بأكمله وليس حق جهة بعينها، ولا يحق لأية دولة أن تحدد الفترة الزمنية لرحيل فخامة الأخ رئيس الجمهورية أو أن تقدم مقترحات في هذا الإطار، وإذا لم تكن هذه المقترحات والمبادرات المقدمة من الاخوة الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي في إطار الدستور والقانون والقيم المتعارف عليها في الدستور اليمني والقوانين السارية وبما يحترم رأي وحقوق الاغلبية فإنها مرفوضة جملة وتفصيلاً من قبل الشعب لا من قبل الحكومة فقط.
علي محسن والحوثي
۹ ما تعليقكم على وجود الحوثيين في أوساط المعتصمين وتأييدهم للمشترك؟
- هذا الأمر لم يعد سراً، فقد التقى في ساحة الجامعة ما يعرف بالقاعدة والحوثيين وعناصر الحراك والمشترك واتفقوا جميعاً على إسقاط الرئيس علي عبدالله صالح من أجل الانقسام والتشفي من رمز وحدتنا الذي يفترض أن يفتخر به كل انسان يمني كونه محقق الوحدة وصمام أمان هذا المجتمع، ولو قدر الله ونجحوا في ذلك فإننا سنجدهم متناحرين متقاتلين بالله عليك ما الذي جمع الحوثيين مع «الفرقة» والاصلاح مع الاشتراكي؟! كيف اجتمع هؤلاء الفرقاء؟ هم اجتمعوا من أجل اسقاط النظام ثم بعد ذلك ستتحول اليمن الى صومال آخر وصدق الله القائل: « وتحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى»، وإذا اتفقوا اليوم فإنهم سيتناحرون غداً على السلطة وعلى تقسيم البلاد.
الثوابت الشرعية
۹ كيف تنظرون الى مستقبل اليمن وما الذي يجب عمله؟
- ننظر اليه نظرة تفاؤل وأمل لأنه مهما عربدت الآفاق فإن الفجر سيلوح- بإذن الله ومهما اشتدت الأزمة فإنها ستنفرج والمستقبل إن شاء الله مبشر إذا لم يكن هناك تمترس وتعصب حول الآراء والمواقف.. والمستقبل مبشر بشر إذا لم يتنادَ العقلاء وأصحاب الحل والعقد الى كلمة سواء.. الى الحكمة والموعظة الحسنة.. الى حقن الدماء والتصالح والتسامح ، ويجب علينا أن نرسم مستقبلنا بأيدينا ونرسم أنموذجاً عظيماً في انتقال السلطة بالطرق السلمية عبر الثوابت الشرعية والدستورية حتى نكون بأمن وأمان ونحافظ على أموالنا ودمائنا وأعراضنا ومنجزاتنا.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:59 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-20723.htm