كلمة 26 سبتمبر - التلاقي والتفاهم على طاولة الحوار هو الذي يجب ان يكون وما عداه من خيارات ذهاب الى جحيم الدمار والخراب والفرقة والتمزق والفوضى لليمن وشعبه، وبكل تأكيد سيتحمل وزر ما ستؤول اليه أوضاع الوطن وابنائه من رفضها وبعناد ومكابرة كل الجهود والمساعي التي بذلت وتبذل من اجل ايجاد الحلول لكافة القضايا والمعضلات مهما كبرت وعظمت وتشعبت وتعقدت عبر حوار مسؤول جاد وصادق وشفاف تستهدف مصلحة الوطن اولاً. هذا هو المسار الصحيح الصائب الذي كان يفترض تغليبه منذ أمد بعيد.. لكن للاسف احزاب اللقاء المشترك جعلت كافة المبادرات المتتالية والدعوات المستمرة للحوار تتحطم على جلمود تصلبها واصرارها على مشروعها الانقلابي على ارادة الشعب وعلى الديمقراطية والشرعية الدستورية المجسدة لها وهي مواصلة هذا النهج التدميري غير عابئة بما سيترتب عنه من نتائج كارثية على اليمن ووحدته وأمنه واستقراره.. حتى بعد بلوغ الأزمة منحاً خطيراً مازالت سادرة في غيها وحتى بعد ان بادر الاشقاء في دول التعاون الخليجي مشكورين الى المبادرة والدعوة الى الحوار لاخراج اليمن من الأزمة التي استفحلت الى درجة الخطورة ليس فقط على أمن واستقرار اليمن وانما ايضاً على استقرار منطقة الجزيرة والخليج والأمن الدولي، مع هذا كله وبوصول الامور الى هذا الحد بقيت قيادات تلك الاحزاب عاجزة عن فهم واستيعاب ان لامجال لحل الازمة والخروج منها بمايحقق مصلحة الجميع في هذا الوطن معارضة وسلطة وشعب الا بالحوار البناء والهادف المنهي لحالة الانسداد السياسي بعد ان اغلقت تلك الاحزاب كافة الابواب امام الحل بالحوار الداخلي مستبدلين الشرعية الديمقراطية والدستورية بشرعية الشارع متصورة ان الاعتصامات والمظاهرات ومايصاحبهما من فوضى وتخريب تفتعلها يحقق لها غايتها في الوصول الى السلطة ونجاح مشروعها التآمري الانقلابي الذي لن يؤدي الى انفجار الوضع ووقوع مالا تحمد عقباه وسيكون اول من يدفع الثمن تلك العناصر الموتورة والمتطرفة في تلك الاحزاب وبطبيعة الحال الشعب اليمني كله.
ان وعي الاشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربي بهذه المعطيات والحقائق لما يمكن ان تؤول اليه الأمور في اليمن جعلهم يدعون الاطراف السياسية في هذا البلد الى الحوار السلمي في عاصمة المملكة العربية السعودية الشقيقة الرياض تحت مظلة دول مجلس التعاون لتعكس حرص الاشقاء على اليمن انطلاقاً من الروابط والوشائج الاخوية التي تربط اليمن بهذه الدول، ناهيك عن المخاطر الناجمة عن انفجار الازمة على استقرار منطقة الجزيرة والخليج فسارعت الى الحيلولة دون ذلك بهذه المبادرة العقلانية التي فيها تقف على مسافة واحدة من كل الاطراف مستوعبة المخاطر التي تهدد الانتقال المفاجئ والسريع للسلطة بعيداً عن الدستور او النهج السلمي الذي يجنب اليمن الانزلاق نحو متاهات الصراع والتناحر كما يعرض وحدته وسلمه العام الى الخطر، لهذا تضمنت المبادرة جملة من المبادئ التي بنيت عليها اكدت على ان اي حل يفضي الى اتفاق بين الاطراف المتحاورة لابد ان يؤدي الى الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره كما انه يجب ان يلبي طموحات الشعب في التغيير والاصلاح ويؤمن انتقالاً للسلطة بطريقة سلسلة وآمنه تجنب اليمن الانزلاق الى الفوضى والعنف وضمن توافق وطني وفي اطار التزام كل الاطراف بازالة عناصر التوتر سياسياً وأمنياً وهو المهم واخيراً التزام كافة الاطراف بوقف كل اشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة من خلال ضمانات وتعهدات تعطى لهذا الغرض.
هذه هي المبادئ التي استجابت لها القيادة السياسية والحكومة ورفضتها احزاب اللقاء المشترك ومع ذلك مازالت ومازال الاشقاء يعولون على القيادات العاقلة في هذه الاحزاب ان تستجيب لصوت العقل وان تغلب مصلحة اليمن ووحدته وأمنه واستقراره على خيار التمزق والتشظي والخراب والصراعات.. نحن بانتظار إنتصار الحكمة والعقل على نوازع الشر وفي هذا انتصار لليمن. |