الأحد, 17-أبريل-2011
الميثاق نت -     توفيق الشرعبي -
يوماً بعد يوم يتضح جلياً لكل متابع للتطورات المتلاحقة في المنطقة العربية أن »الأمير والحاكم غير الشرعي لقطر«- حسب قول الكاتب القطري سعد محمد النعيمي- يقف وراء كثير من تداعياتها حيث كثف من لعبه لاستثمار المناخ المتلبد لصالح الجماعات المتطرفة التي طالما حشد‮ ‬إمكانات‮ ‬دولته‮ ‬طيلة‮ ‬ما‮ ‬يقارب‮ ‬من‮ ‬عقدين‮ ‬وإنفاقها‮ ‬على‮ ‬تلك‮ ‬الجماعات‮.‬
إن ما تشهده المنطقة أظهر التوجه العلني غير المسبوق من جانب أمير قطر لرعاية الجماعات الأصولية المتطرفة في البلدان العربية وتأليبها على حكام بلدانها الذين لم يعترفوا بشرعية حكمه المغتصب لقطر عام 1995م، ولأنه فاقد للشرعية يسعى لدعم الانقلابات على الشرعية الدستورية‮ ‬في‮ ‬دول‮ ‬المنطقة،‮ ‬وهي‮ »‬عقدة‮ ‬الأمير‮« ‬كما‮ ‬يطلق‮ ‬عليها‮ ‬شعبه‮ ‬المقهور‮.‬
أمير‮ ‬بدور‮ ‬سمسار
ولعل المراقبين السياسيين يلاحظون رغبات الأمير في الحصول على أكبر قدر لحماية حكمه دولياً عن طريق إظهاره الاستعداد للعب دور الوسيط أو عرض الخدمات والتسهيلات أو عقد صفقات سياسية وهاهي تمتد إلى دعم الانقلابات والتدخل في شئون بلدان أخرى دون وجه حق سوى الهوس بالوساطات التي لا تزيد الأمور إلاّ سوءاً ودائماً ما تعمق الخلاف بين الأطراف، فضلاً عن الفشل في إصباغ الصدقية على المساعي والوساطات، ولم يعد خافياً أن سياسات قطر لم تبقِ لها صاحباً ولا حليفاً إلاّ وتورطت بخصامه أو التفريط به من دون رادع معنوي سعياً وراء البحث عن‮ ‬وزن‮ ‬اقليمي‮ ‬ودولي‮ ‬لدويلة‮ ‬قطر‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تساوي‮ ‬أصغر‮ ‬الجزر‮ ‬اليمنية‮.‬
يقول الكاتب القطري سعد النعيمي في كتابه "أمير قطر.. لاعب خارج الملعب": والذي تقدم "الميثاق" في هذه المساحة قرأة له "ليس غريباً أن تنأى زعامات عربية وقوى سياسية عريقة بنفسها بعيداً عن الشيخ حمد بن خليفة.. لأنها أدركت أنه ليس هناك ما يُرتجى من حاكم يمارس دور السمسار في العلاقات الاقليمية«.
ويقول: »ولع الشيخ حمد بن خليفة بما بات معروفاً به على نطاق واسع وهو العلاقات المضطربة التي تفتقر إلى صدقية وتنطوي على التحايل.. إذ أنه سرعان ما ينقلب على أي طرف يتودد إليه أو يتحالف معه، وفي الوقت الذي ينسج علاقة مع طرف ليبتز من خلال ذلك طرفاً آخر، فإنه في الوقت نفسه ينسج علاقة مع طرف ثالث ليساومه على بيع الطرف الأول، وقد يبدو أنه قريب للطرف الثالث، لكن التمعن في الأمر يكشف أن علاقته بالأخير ليست جدية أيضاً، ومن المتوقع في أي لحظة أن ينقلب عليه إذا ما وجد في ذلك مصلحة له«.
إن السياسية القطرية تجعل الشعوب العربية تزداد يقيناً أن قطر تلعب على حبال الانتهازية والاصطياد في المياه العكرة والضرب تحت الحزام، لتفكيك العلاقات العربية- العربية، وتثوير الجماعات الإرهابية والبسطاء من الشعوب ضد حكام بلدانهم دون إقامة أي وزن لقيم اعتبارية‮ ‬أو‮ ‬علاقات‮ ‬موصولة‮.‬
الوزير‮ ‬المغرور‮!!‬
إن السياسات القطرية التي تحاول تصدير الأزمة الداخلية الناشئة عن افتقار حكم قيادتها للشرعية اعتمدت في كثير من حالاتها على وزير الخارجية حمد بن جاسم آل ثاني الذي صفى اخوان الأمير ونزوع بذور الفتنة بين أولاده على ولاية العهد في عملية انتقامية ليست بعيدة عن المراقبين بأنها انتقام من صاحبة السمو الأميرة موزة التي اصبحت تضيق منه ذرعاً رغم انهما درسا معاً.. هذا الوزير ظهر مؤخراً في صورة استعلائية وكبرياء مفتعلة لا تليق بحجم امثاله في تدخل سافر ضد الشعب اليمني وقضيته الداخلية، وهذا الموقف لم يكن اعتباطياً أو يخص اليمن فقط فقد سبق لهذا الوزير أن جعل ملك الأردن يقطع مناقشات معه في أحد اللقاءات وتكليف رئيس ديوانه بمواصلة المناقشة مع الوزير »المغرور« الذي تعود الخروج عن اللياقة الدبلوماسية، حيث قال له مسئولون أردنيون حينها: »أيها الأخ أنت تلميذ في السياسة ولا نحتاج إلى محاضرة‮ ‬منك‮«..‬
هذا الوزير الذي هو أبعد اسرياً من حيث الحكم إلى الدرجة الثالثة هو ذاته صاحب الدور التخريبي في المنطقة ولا اعتقد أن عربياً ينسى حضوره مؤتمر شرم الشيخ والذي فاجأ حينها الجميع بتوجيه الدعوة »لشمعون بيريز« لزيارة الدوحة في أي وقت يشاء، وفعلاً تمت الزيارة وفتح مكتب‮ ‬التمثيل‮ ‬التجاري‮ ‬في‮ ‬الدوحة‮ ‬وتل‮ ‬أبيب‮ ‬ومن‮ ‬ثم‮ ‬زيارة‮ ‬الوزير‮ ‬حمد‮ ‬بن‮ ‬جاسم‮ ‬لتل‮ ‬أبيب‮..‬
وقد لاقت زيارة الوزير حمد بن جاسم لتل أبيب استياءً عربياً واسعاً وانتقادات لا حدود لها ما جعل الوزير ينفي »الزيارة« وهذا ما لم تؤكده قطر رسمياً.. حيث لم تستطع أن تكشف أين كان الوزير خلال فترة الزيارة ومع الاحتراز الداخلي لقيادة قطر التي موهت بأن الوزير، يقضي‮ ‬إجازة‮ ‬سياحية‮ ‬مع‮ ‬ولديه‮ ‬في‮ ‬دولة‮ ‬أوروبية‮ ‬فإن‮ ‬قيام‮ ‬إسرائىل‮ ‬بتسريب‮ ‬الخبر‮ ‬أزاح‮ ‬الستار‮ ‬عن‮ ‬أن‮ ‬إجازة‮ ‬السياحة‮ ‬كانت‮ ‬زيارة‮ ‬سرية‮ ‬لإسرائىل‮.‬
يقول النعيمي إن وزير خارجية قطر عنف »المسئولين عن الإعلام القطري بعد أن صعد الإعلام حملة ضد الممارسات الإسرائىلية ضد الفلسطينيين.. ودعاهم إلى نقل وجهات نظر المسئولين الإسرائىليين مباشرة من أقنيتهم«.

عسكري‮ ‬إيراني‮ ‬في‮ ‬قطر
يؤكد مراقبون سياسيون أن حمد بن جاسم وراء تدهور العلاقة القطرية مع كثير من البلدان العربية والإسلامية ووراء كثير من الصفقات المشبوهة التي عقدتها قيادة قطر مع الدول المعادية للعرب والخليجيين وعلى رأسها إسرائيل وأمريكا وإيران..
كما أنه وراء تصعيد الحملة الإعلامية ضد السعودية والبحرين، والمسمم الحقيقي للعلاقات القطرية السعودية، وهو الذي جعل قطر تضرب عرض الحائط بالاجماع الخليجي فيما يتصل بالقضايا المشتركة، حيث تنكر لالتزامات قطر فيما يتصل بحق دولة الإمارات بالجزر الثلاث (طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبوموسى وراح يدافع عن تقاربه الانتهازي مع إيران وراح ينحى باللائمة على دول عربية كانت تمارس ضغطاً على إيران لإقناعها بتغيير موقفها من قضية الجزر.. كما أن حمد بن جاسم هو مجرد عسكري إيراني وقح يعمل مع الفرس لتنفيذ مشروع الخميني الشيعي في المنطقة‮ ‬خصوصاً‮ ‬أنه‮ ‬متزوج‮ ‬ثلاث‮ ‬ايرانيات‮ ‬يعملن‮ ‬في‮ ‬الباسيج‮.‬
كما أنه وراء تفجير الأزمة بين قطر والبحرين وصعد من النزاع الحدودي بينهما، حيث سرب حينها عبر مقربين أن السعودية هي المقصودة من التصعيد ضد البحرين وذلك بهدف إفشال جهود الوساطة السعودية التي بُذلت لحل الخلاف بين قطر والبحرين، وكذلك هو الذي قام بمهمات تعقيد وتخريب وتأزيم العلاقات العربية- العربية من خلال دخول قطر على الخط مباشرة بمناسبة أو غير مناسبة كوساطتها بين البشير والترابي والتي انعكست سلباً على العلاقات بين البلدين، ووساطتها أيضاً بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين والتي زادت الأمور سوءاً.. إضافة إلى‮ ‬الوساطة‮ ‬القطرية‮ ‬بين‮ ‬حماس‮ ‬والأردن‮ ‬حيث‮ ‬تسببت‮ ‬بأزمة‮ ‬لا‮ ‬مبرر‮ ‬لها،‮ ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬التدخلات‮ ‬سواءً‮ ‬في‮ ‬باكستان‮ ‬أو‮ ‬افغانستان‮ ‬والسودان‮ ‬وأثيوبيا‮ ‬وارتيريا‮ ‬ولبنان‮ ‬و‮.. ‬و‮.. ‬الخ‮..‬
كما أن هذا الوزير عمل على إحراج أكثر من دولة عربية وخصوصاً مصر على الصعيدين الشعبي والرسمي، وهي صفحة من صفحات ترجمة السياسة الإسرائىلية.. ولعل المواقف كثيرة التي تكشف الوجه المعادي لقيم العدل والأخوة لهذا الوزير المغرور..
ورغم انتقاد الدول العربية لإصرار المسؤولين القطريين على التحدي والعبث بمشاعر العرب بسبب المشاركة الإسرائىلية في مؤتمر منظمة التجارة العالمية في الدوحة 2001م والتي دفعت غالبية الدول العربية إلى عدم المشاركة في المؤتمر، إلاّ أن هذا لم يمثل أي شيء حيث لم تعره‮ ‬قيادة‮ ‬قطر‮ ‬أي‮ ‬اهتمام‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬استمرار‮ ‬تحالفها‮ ‬المشبوه‮ ‬مع‮ ‬إسرائىل‮.. ‬وحينها‮ ‬تندر‮ ‬سياسيون‮ ‬بالقول‮: ‬حتى‮ ‬وإن‮ ‬اعترضنا‮ ‬عن‮ ‬المشاركة‮ ‬فإسرائىل‮ ‬حاضرة‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬مؤتمر‮.. ‬يغمزون‮ ‬إلى‮ ‬قناة‮ »‬الجزيرة‮«..‬
يقول النعيمي: »التناقض والتشعب في السياسة الخارجية القطرية الحالية على أكثر من صعيد يفسره البعض باعتقاد المسؤولين القطريين أن دورهم المأمول في المنطقة يمر حكماً بالقناة الإسرائىلية خاصة وأن قطر محاطة بلاعبين من وزن السعودية ومصر وإيران ولن يكون بمقدورها تجاوزهم‮ ‬من‮ ‬دون‮ ‬الارتباط‮ ‬بعلاقة‮ ‬من‮ ‬نوع‮ ‬خاص‮ ‬مع‮ ‬إسرائيل‮«.‬

مشروع‮ ‬إعلامي‮ ‬للتطبيع
تحت هذا العنوان أورد سعد النعيمي في كتابه أنه عام 1997م شهد اتصالات حثيثة وغامضة وقعت مجرياتها في لندن ونيويورك وباريس والدوحة وتل أبيب.. وتسرب من مصادر مقربة من وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني أنه أصدر تخويلاً إلى أحد وكلائه- وهو رجل أعمال لبناني‮ ‬الأصل‮- ‬لينسق‮ ‬مع‮ ‬المبعوث‮ ‬الإسرائىلي‮ ‬السابق‮ ‬في‮ ‬جنوب‮ ‬لبنان‮ ‬لوبراني‮ ‬بهدف‮ ‬إقامة‮ ‬مؤسسة‮ ‬إعلامية‮ ‬تعنى‮ ‬بالتطبيع‮ ‬بين‮ ‬العرب‮ ‬والإسرائىليين‮..‬

صحيفة‮ ‬السلام
وكانت فكرة المشروع تتمثل في إصدار صحيفة يومية تم اقتراح اسم »السلام« لها قبل أن يستقر الرأي على اسم آخر هو »الجزيرة« يكون مقرها لندن وبتمويل قطري- اسرائىلي.. وبعد مشاورات تم التحول إلى إنشاء قناة فضائىة بهدف افتعال المعارك الإعلامية مع دول عربية، وفعلاً استطاعت إسرائىل أن تمرر مشروعها عبر هذه القناة حيث انتبهت أوساط عريضة إلى أن هذه القناة تستضيف معارضين لجميع الحكومات العربية.. وبحسب الكاتب القطري النعيمي، فإن »الجزيرة« لم تستضف معارضاً واحداً للشيخ حمد بن خليفة، كما أنها لم تسخر أياً من برامجها لانتهاكات حقوق الإنسان في قطر.. وفي الوقت الذي تُنتهك كثير من حقوق القطريين وتصادر حرياتهم وتسلب إرادتهم ويزجون في السجون بحجج واهية، فإن قناة »الجزيرة« تتفرغ بالكامل لقضايا أخرى لها صلة بتخريب العلاقات بين الدول العربية وسخرت امكاناتها لجماعات إرهابية أو انقلابية أو‮ ‬متمردة‮ ‬في‮ ‬البلدان‮ ‬العربية‮ ‬والإسلامية‮..‬
ويؤكد الكاتب القطري سعد النعيمي »أن قيادة قطر سخرت أداتها الإعلامية - قناة الجزيرة- لإثارة قضايا حساسة وخلافية في المنطقة وإذكاء الخلافات بين الدول العربية فيما بينها وأحياناً داخل الدول العربية نفسها، إضافة إلى إثارة مشاعر الشعوب العربية ضد أنظمة الحكم لخلق‮ ‬حالة‮ ‬من‮ ‬الغموض‮ ‬والإرباك‮«.‬
ويضيف: »كما سعت لإثارة- فتن وقلاقل داخلية- لهذه الدول بحيث كانت قناة الجزيرة الفضائية هي الأداة الرئيسة المستخدمة في محاولات الدس والتخريب الذي لايخدم إلاّ توجهات أعداء الأمتين العربية والإسلامية«.
ومما يؤكد هذه السياسة القطرية التي تعكسها الأجندات والبرامج الخاصة بقناة الجزيرة- التي يديرها شيوخ من الأسرة الحاكمة- الاحتجاجات التي تعبر عنها اليوم الشعوب العربية ضد هذا البوق الإسرائىلي الذي أثار النعرات وأجج المشاعر وفتح الملفات وأيقظ الفتنة وسفك الدماء‮ ‬وأقلق‮ ‬السكينة‮ ‬العربية‮ ‬العامة‮ ‬بأسلوب‮ ‬استفزازي‮ ‬لايخدم‮ ‬سوى‮ ‬مصالح‮ ‬أعداء‮ ‬الأمتين‮ ‬العربية‮ ‬والإسلامية،‮ ‬ويسهم‮ ‬في‮ ‬ترسيخ‮ ‬الفرقة‮ ‬والتناحر‮ ‬بين‮ ‬شعوبها‮.‬

أصابع‮ ‬خفية
هذه السياسات جعلت- الكاتب النعيمي- يؤكد أن »هناك أصابع خفية تحرك السياسة القطرية في الوقت الحاضر، ومن خلفها قناة الجزيرة التي أصبحت تكرس نفسها- بقصد أو غير قصد- أداة من أدوات السياسة المريبة التي تحاك في الخفاء، بالشكل الذي يخدم وجهة النظر الاسرائىلية ويظهر‮ ‬العالم‮ ‬العربي‮ ‬في‮ ‬وضع‮ ‬هش‮ ‬ومتمزق‮«..‬
ولأن قيادة قطر تجيد زواج المصلحة فقد لعبت قناة الجزيرة دوراً مهماً في هذا الجانب واستفادت كثيراً من هذه السياسة التي ألفها الشيخ حمد، حيث استثمرت علاقات حمد بقيادات الجماعات المتطرفة واحتكرت لنفسها تغطية الأحداث والأعمال الإرهابية التي تقوم بها الجماعات، كما‮ ‬انفردت‮ ‬بنشر‮ ‬بيانات‮ ‬القيادات‮ ‬المتطرفة‮ ‬لتنظيم‮ ‬القاعدة‮ ‬في‮ ‬مختلف‮ ‬الدول‮.. ‬حتى‮ ‬أصبحت‮ ‬سلاحاً‮ ‬مهماً‮ ‬لتنظيم‮ ‬القاعدة‮ ‬يستخدمه‮ ‬ضد‮ ‬الدول‮ ‬المناهضة‮ ‬للإرهاب‮..‬
أشارت مصادر في تقرير (ديلي تلغراف) البريطانية إلى أن الشيخ حمد نبه بن لادن إلى أنه سيخسر محطة (الجزيرة) الفضائىة كواجهة إعلامية له إذا حاول هو أو أحد أتباعه القيام بأي عمل من شأنه الإخلال بالأمن القطري..
وتثير القراءة المتعمقة للسياسات القطرية العديد من علامات الاستفهام حول الغايات التي تسعى قطر لتحقيقها من خلال اتباعها هذا النهج المستفز والمناكف لكل ما هو عربي وإسلامي، وتحويل قطر إلى قاعدة للمتطرفين والإرهابيين وبوابة إسرائىلية للالتفاف على الخليج ومحاصرة‮ ‬دوله‮..‬
يقول سعد النعيمي في كتابه »أمير قطر.. لاعب خارج الملعب.. انتهازية محسوبة أم تبعية مقيدة«: »بعض الناس يقيس الفشل والنجاح بالمتحقق آنياً.. فإنهم ينظرون إلى الظروف الراهنة دليلاً على نجاح الشيخ حمد في تعزيز قبضته.. غافلين حقائق عدة منها: أن هذه القوة مصطنعة وليست طبيعية، ومصير أية قوة مصطنعة معروف، كما أن ركائز حكمه هي الأخرى هشة لأنها تستند إلى تحالفات غير متجانسة أولاً، ونفعية انتهازية ثانياً، بل إنها لا تعدو أن تكون قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أية لحظة وتقضي على صاحبها«..

الشعب‮ ‬يريد‮..!!‬
ولعل‮ ‬المتابعين‮ ‬للسياسة‮ ‬القطرية‮ ‬يدركون‮ ‬أنها‮ ‬ستفتح‮ ‬الطريق‮ ‬أمام‮ ‬الشعب‮ ‬القطري‮ ‬لإنقاذ‮ ‬بلده‮ ‬من‮ ‬تلك‮ ‬السياسات‮ ‬التي‮ ‬استنفدت‮ ‬جميع‮ ‬الفرص‮ ‬الممكنة‮ ‬للإصلاح‮ ‬والعودة‮ ‬إلى‮ ‬جادة‮ ‬الصواب‮.‬
يقول النعيمي: »لعلنا في قطر بحكم سماعنا عن كثب لنبض قلوب أهلنا من أبناء هذا البلد المنتظرين بلهفة ساعة التحرر من هذه الأوضاع الشاذة، نستطيع الحكم على الأمور بدقة أكثر، فخليجياً أزَّم حمد علاقاته في إطار مجلس التعاون الخليجي، وعربياً بخروجه عن الاجماع في عدد‮ ‬غير‮ ‬قليل‮ ‬من‮ ‬القضايا‮ ‬والثوابت،‮ ‬وافتعاله‮ ‬مشاكل‮ ‬وخلافات‮ ‬واستخدامه‮ ‬قناة‮ »‬الجزيرة‮« ‬أداة‮ ‬لتصفية‮ ‬الحسابات‮ ‬وإثارة‮ ‬الفرقة‮ ‬وتأجيج‮ ‬نيران‮ ‬الفتن‮ ‬والترويج‮ ‬للتطرف‮«.‬
وبالتالي فقطر اليوم هي من أكثر الدول حاجة لتستعيد مكانتها وهيبتها بين الدول، وتسترد ثقة الأشقاء الخليجيين والعرب بها.. كما أنها بأمسّ الحاجة إلى أن تستعيد شرعيتها كونها تعلم الطريقة التي اختار حمد أن يصير حاكماً بموجبها، كما أن على شعب قطر أن يكون الأكثر ثورية‮ ‬اليوم‮ ‬على‮ ‬الأقل‮ ‬ليحافظ‮ ‬على‮ ‬أموال‮ ‬بلده‮ ‬التي‮ ‬تذهب‮ ‬إلى‮ ‬جماعات‮ ‬إرهابية‮ ‬تسيئ‮ ‬إلى‮ ‬صورة‮ ‬العرب‮ ‬والمسلمين‮ ‬والتي‮ ‬ستنعكس‮ ‬نتائجها‮ ‬سلبياً‮ ‬على‮ ‬قطر‮ ‬دولة‮ ‬وشعباً‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-20803.htm