د. علي مطهر العثربي -
أظهر اليمنيون الأحرار وفاءهم العظيم ليمن الثاني والعشرين من مايو 1990م، وقالوا كلمة الوفاء في ميداني السبعين والتحرير وكافة ميادين الوفاء والعرفان في عموم محافظات الجمهورية وأثبتوا أن الوفاء والنخوة والشهامة هي جزء أساس من الشخصية اليمنية وأن التنكر والغدر ليس من طباع اليمنيين الأحرار، وقال اليمنيون في جمعة الحوار إن التخريب والتدمير والفتنة مرفوضة في أرض الإيمان والحكمة ولا يقبل بها أحفاد الأنصار وأصحاب الحكمة والإيمان.
إن المشهد السياسي لساحة الفعل الوطني يؤكد أن الذين يصرون على الفتنة والفرقة والشتات قد رهنوا أنفسهم للشيطان وباعوا ضمائرهم ولم يعد أحد منهم يمتلك قرار نفسه، بمعنى أكثر تحديداً أنهم مسيرون ولم يعد أحد منهم مخيراً على الاطلاق، وقد أظهرت الأحداث حجم الخطر الذي يجلبونه لليمن الأرض والإنسان والدولة، بل إن الاحداث على الساحة الوطنية قد برهنت أن حالة العنت التي مورست منذ وقت مبكر لم تكن بإرادة ذاتية من الذين يمارسون الصلف بقدر ما هي حالة من الإذعان لتنفيذ أجندة تستهدف وحدة اليمن وأمنه واستقراره.
إن الاحداث السياسية عبر تاريخ اليمن القديم والحديث قد أعطت نماذج للصراع السياسي الذي كانت تمر به اليمن، ويمكن العودة الى كل الاحداث عبر التاريخ القديم لمعرفة كل ذلك وسنجد أن اليمن يشهد أحداثاً مشابهة لأحداث اليوم، ويمكن أن يقف أمام حالة المشهد السياسي الراهن كل الباحثين المنصفين ليقدموا قراءة موضوعية ليس الهدف منها المزايدة والمكايدة ولكن تبصير الرأي العام المحلي والاقليمي والعالمي، ليعرف الناس كافة أن اليمنيين لا يمكن أن يقبلوا بمن يحاول تفريق صفوفهم وتمزيق جموعهم واستغلال طيبتهم وعاطفتهم الدينية والاجتماعية على الاطلاق، لأن إيمانهم بوحدتهم مرتبط بإيمانهم بالله سبحانه وتعالى، ولذلك فهم عبر التاريخ يرفضون دعاة الفتنة والتمزيق.
إن المشهد السياسي الراهن يعطي مؤشراً بالغ الاهمية ويؤكد على أهمية احترام الإرادة الكلية للشعب وأن من يحاول تجاوز هذه الإرادة المستمدة من الإرادة الإلهية كان مصيره الخسران المبين، وأن من يقف مع إرادة الشعب هو الرابح الأكبر لأنه وضع يده مع الجماعة التي لا تلتقي على ضلال ولا تقبل الاستغلال وترفض الابتزاز والانتهازية وتحرس مجدها وعزها الذي لا يكون الا في وحدتها وسلامة قدسية ترابها الوطني.
إن الانتصار للإرادة الشعبية المستمدة من إرادة الخالق جل وعلا بات اليوم هو القول الفصل الذي لا يقبل الهزل ولا يقبل التردد على الإطلاق، ولذلك كان الملايين اليوم هم حراس الشرعية الدستورية والإرادة الكلية وصناع المجد اليماني الذي عرف به اليمن منذ فجر التاريخ الرافض للتآمر والانقلاب على الشرعية الدستورية المعتصم بحبل الله.