علي عمر الصيعري -
في دردشة عبر «النت»، أجريتها ظهر السبت الماضي مع أحد إخوتي في المملكة العربية السعودية، أفادني بخبر يتناقله العديد من المغتربين اليمنيين الحضارم هناك مفاده:» أن كبار المستثمرين والشخصيات البارزة من أبناء حضرموت بالمملكة بدأوا بالتشاور الجاد واللافت فيما بينهم حول مصير حضرموت في حال سقوط النظام فجأة وعمت الفوضى، وفرض أصحاب من يسمون بـ» الحراك» مطلبهم وهو انفصال الجنوب، وعودة الاشتراكي إلى التفرد بالحكم بعد استعادة دولة الجنوب، وان القلق يساور جميع المغتربين بالمملكة بهذا الخصوص».
سألته:» وما مرد ذلك القلق وهذا الدافع للتشاور وعقد اللقاءات فيما بينهم؟» أجابني قائلاً: «بسبب الاضطرابات ومؤامرات «المشترك» وشركائه،' للغاية، عزز من ذلك تحركات علي سالم البيض والعطاس ومناورات حميد الأحمر وشلته والتلميح لهم بالاعتراف بالقضية الجنوبية وقضية صعدة وغيرها مقابل مؤازرتهم له في إسقاط النظام، و...»، قاطعته قائلاً: «هذا الكلام مسموع لدينا منذ عامين، فهل من باعث جديد على رفع مستويات ذلك القلق ؟!»
أجابني:» أكثر من سبب مستجد.. ألم تقرأ مقابلة سالم صالح مع صحيفة «الخليج» يوم أمس، وهو شخصية سياسية كبيرة عندكم؟!» أجبته:» لم تصلنا بعد، فأوضح فحواها» قال:» لقد طالب فيها باعتماد النظام الفيدرالي الديمقراطي والدولة المدنية الحديثة في إطار السعي والجهد لاستعادة دولة الجنوب، وقال كذلك: «إن التغيير لن يحل مشكلة الجنوب، والتشطير هو الحل المنطقي»، قلت له مداهناً:» وما المقلق من قيام دولة الجنوب؟ أجابني:» أووووه أنت متذاكي أو مش مهتم وإلا إيه؟!! يا أخي أنت صحفي مجرب وعايشت أصحابك وبلاويهم في الجنوب « ألا تعرف كم شردت دولتهم من مستثمرين ورجال مال وأعمال في السابق، دعني أذكرك: متى شهدت حضرموت عودة الاستثمار ونماء المشاريع، أليس بعد الوحدة وبعد عام 94م وتحديداً منذ العام2000م؟..» قاطعته بالقول:»أعرف ذلك، فقط أردت التأكد من صدقية قلق أخوتنا، طيب لو افترضنا - لا سمح الله- سقط النظام وعمت الفوضى، وبرزت دولة الجنوب، ففي ماذا يفكر إخوتنا المغتربون؟» أجابني:» يفكرون في انفصال حضرموت عن دولة الجنوب وإقامة دولة حضرموت الكبرى شريطة ألا يحكمها الاشتراكي من جديد..» أدهشتني صراحته، فقلت له وأنا على وشك إنهاء هذه الدردشة:» هذا ليس بمستبعد وان كان أمر وأسوأ الاختيارات بعد وحدة يمنية رفعت رؤوسنا إلى الأعالي، ولكن كيف ستقام دولة حضرموت؟!» أجابني مودعاً: «بعدة طرق ومنها تمكين السلطان غالب بن عوض القعيطي من العودة إلى حضرموت، كما يشاع عندنا أنه بدأ يرتب ملفاته، وإقامة حكومة دستورية على غرار ممالك وإمارات الخليج العربي.. وربنا يستر، فكل خيار أسوا من الآخر.. واستودعك الله».
ختاماً نقلت لكم هذه الدردشة بحذافيرها، وهي غنية عن الشرح والتعليق، فهل يفيق العقلاء من سباتهم؟! قبل أن نخسر وطناً موحداً رعيناه وذدنا عن وحدته عشرين عاماً.. نأمل في ذلك.
قال الشاعر:
« عندما تهبطين على ساحة « الاعتصام»
لا تبدئي بالسلام
فهم الآن يقتسمون صغارك
فوق صحاف الطعام.
بعد أن أشعلوا النار،
في العش والقش، والسنبلهْ.
وغدا يذبحونك بحثاً
عن الكنز في الحوصلهْ»
(أمل دنقل)