سمير مقبل -
من حق الشباب أن يحلم بغدِ أفضل تتوفر فيه كل مقومات الحياة الكريمة ليجد فرصته في التأهيل والعمل ليصبح عنصراً فاعلاً بقدراته المبدعة لخلق مناخ ديمقراطي حضاري قابل للتجديد والتجدد ، وبناء يمن الحاضر والمستقبل المواكب لركب التطور العلمي والتكنولوجي، ومن حقهم أن يلحموا أيضاً بوطن خالٍ من الفساد والفاسدين الذين أساؤوا للوطن ولأبنائه بأفعالهم الأنانية وشخصنتهم العفنة التي قيدت الحياة بكوابح الجهل والتخلف والمصالح الذاتية والأنانية الضيقة ، بعد أن أقفلوا عليها بإحكام في عربة فسادهم النتن الذي أوصل الوطن إلى ماهو عليه ، تهدده كوارث الحروب الانقسامية .
نحن مع الشباب ومع حقوقهم الشرعية ، وقلوبنا معهم وعليهم ، معهم لأننا نحترم جُرأتهم وتمردهم بثورتهم السلمية المطالبة بالتغيير وإنهاء مظاهر الفساد وتجفيف ينابيعه لبناء يمن المستقبل يمن الإيمان والحكمة والحضارة .. وقلوبنا عليهم لخوفنا الحقيقي على ثورتهم السلمية البيضاء بنقاوة قلوبهم الصادقة ، من السلب أو الانحراف بمسارها خاصة بعد أن ألتحق بها العديد من " النُهاب " الذين أرتبط تاريخهم بـ ( اللصوصية ) وسرقة المال الخاص والعام ، ولا أضنهم قد التحقوا بثورة الشباب لأنهم يعلنون توبتهم ليبدءوا حياة جديدة نظيفة ، بل نخشى أن يكون تكتيكاً مرحلياً لنهب ثورة الشباب مستعينين بخبراتهم القديمة الجديدة ، لأننا لم نسمع أي منهم قد أعلن إعادته ولو لجزء من سرقاته ، كما لم نسمع عن أي شيخ من " الشيوبة " ممن التحقوا بالثورة الشبابية وأفتوا بشرعيتها ، قد أعلنوا توبتهم واعتذارهم عن فتاوى فتنة قديمة نعرفها كلنا وهي التي أباحت القتل والسلب والنهب .
يزيد قلقنا كثيراً على شبابنا لمعرفتنا الجيدة بأن هناك قراصنة متمكنين ركبوا الموجة من أجل الانحراف بسفينة ثورتهم الشبابية ليتجهوا بها إلى موانئهم الخاصة ليفرغوا محتوياتها في مخازنهم التي ضلوا يبنونها لسنوات طويلة ، منتظرين الوقت والفرصة المناسبة ، لهذا نجد من الضرورة أن يتوحد شتات الشباب المتمثل بمئات الكيانات الشبابية في كيان شبابي واحد يكون هو طاقم سفينة ثورتهم الشبابية الذي سيقودهم إلى بر الأمان .
ان كثرة الكيانات الشبابية وتعددها هو الشتات الفعلي للكلمة والفكرة والهدف ، والسير في اتجاهات متعاكسة ومتضاربة تقود الكل إلى دهاليز مخيفة أكثر ظلمة من واقعهم الذي أرادوا تغييره ، فكثرة الكيانات وتعددها لا يخدم الشباب وأهداف ثورتهم بل سيضر بكل ما عملوه وخططوا له ، لهذا يجب أن يوحدوا كل كياناتهم الشبابية في كيان واحد تتوحد فيه الكلمة والهدف وهو الضمان الأساسي لتسير ثورتهم في مسلكها الصحيح دون انحراف عن المسار الذي خططوا للوصول إليه.
الكيان الشبابي الموحد لكل شباب الثورة يفوت الفرصة على بعض الدخلاء من الكيانات المتسللة التي تريد تنفيذ مخططاتها الخاصة من خلال الثورة الشبابية ، لأن هناك من يريد جر الشباب إلى دهاليز ومتاهات تشتتهم أكثر من كياناتهم المشتتة وتقود الوطن إلى حروب ويُقسم ( على ما يشتهي الوزان) فيضيع الشباب بأحلامهم الثورية مع ضياع الوطن لا قدر الله .