الإثنين, 25-أبريل-2011
الميثاق نت -     اوس الارياني -
كلما مر الوقت كان (ناراً) على المعارضة و(برداً وسلاماً) على الرئيس، فالوقت ليس في صالح المعارضة على الإطلاق، لأن من الواضح أن الرئيس يذيق المعارضة من نفس الكأس التي يذيقونه إياها، وفي هذا عدالة شعرية كبيرة.
فالمعارضة ما برحت تقول- كلما وافق الرئيس على مطلب لهم- إن الوقت قد تأخر، وها هو الرئيس كلما مر وقت على تقديمه عرض من العروض رفع سقف عرضه لتأخر المعارضة وتباطؤها. وله الحق في ذلك لأن الحشد المؤيد للرئيس في كل جمعة يزداد عن الجمعة السابقة، وفي هذا مؤشر خطير للمعارضة‮ ‬لو‮ ‬كانوا‮ ‬يعقلون‮.‬
ولا شك أن المعارضة تشبه في أقوالها طارق السويدان، الداعية الكويتي الذي يتلون بكل الألوان، فيخاطب المعارضة في اليمن أن اثبتوا في الميدان، ولا تتراجعوا عن قطع الطرق والعصيان، فهو على نقيض ذلك يكلم الأخوان في البحرين أن العصيان تخريب من عمل الشيطان، فتباً لمن‮ ‬سيرته‮ ‬الأشجان،‮ ‬لينطق‮ ‬بما‮ ‬يخالف‮ ‬دينه‮ ‬اللسان،‮ ‬فكان‮ ‬بديلاً‮ ‬للشيطان،‮ ‬في‮ ‬الوساوس‮ ‬للإنسان‮.‬
ولأن المعارضة متناقضة في أقوالها كالسويدان، فهي ترى في رفع سقف مطالبها استجابة لمطالب الشعب، أما رفع السلطة لمطالبها فهو تراجع ونقض للعهد، وترى في الملايين المحتشدة في السبعين وما حوله آلافاً، بينما ترى في حشودها الملايين والملايين، وترى أن السبعين وما حوله باتساعه وكبر حجمه لا يتسع إلا لمائة ألف مؤيد، بينما يتسع ميدانهم الأصغر حجماً وما حوله لملايين عدة، كما ترى المعارضة أن (الشعب) يريد إسقاط النظام، ولا ترى (الشعب) الذي يريد بقاء النظام، فهل أنتم بهذا (تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض).
ألم يسمع قادة المعارضة بالمثل اليمني القائل: "حقك حق وحق الناس مرق"، كان الجدير بكم وأنتم كما تخططون حكام المستقبل أن تكونوا بحجم المسؤولية التي تسعون إليها، وأن لا تفعلوا ما تستنكرونه على الرئيس في أحاديثكم وتصريحاتكم وكتاباتكم، تتهمونه بالكذب وتكذبون، تتهمونه‮ ‬بنقض‮ ‬العهد‮ ‬وتنقضون‮ ‬عهودكم،‮ ‬تتهمونه‮ ‬بالتزييف‮ ‬وتزيفون،‮ ‬تتهمونه‮ ‬بالقتل‮ ‬وتقتلون،‮ ‬قال‮ ‬أبو‮ ‬الأسود‮ ‬الدؤلي‮:‬
لا‮ ‬تنه‮ ‬عن‮ ‬خلقٍ‮ ‬وتأتيَ‮ ‬مثله
‮ ‬عارٌ‮ ‬عليك‮ ‬إذا‮ ‬فعلت‮ ‬عظيم
ابدأ‮ ‬بنفسك‮ ‬وانهها‮ ‬عن‮ ‬غيها
‮ ‬فإذا‮ ‬انتهت‮ ‬عنه‮ ‬فأنت‮ ‬حكيم
لست سياسياً حتى أطرح رأياً أو نصيحة لوفد المؤتمر والتحالف الذي سيذهب للتفاوض إلا أنني أنصحهم أن يضمنوا الملفات التي سيذهبون بها شريط فيديو أو سيدي يحتوي على تسجيل واضح لمسيرات التأييد في الجمع الماضية لتقولوا للحاضرين من أخوة وأصدقاء بلغة واضحة جلية: ليس الشعب‮ ‬من‮ ‬يريد‮ ‬إسقاط‮ ‬النظام‮!‬
أما مسألة تعديل بند (التنحي) إلى (تسليم السلطات أو المهام) فأنا أعترف بصدق أنها كانت خطأ قاتلاً ويتوجب عقاب من أشار على الرئيس بهذا الرأي، فمن الواجب الآن أن يتم استفتاء الشعب حول وجوب التنحي من عدمه لا أن يكون أمراً مفروغاً منه، وإلا كان الحق لهذه الملايين‮ ‬التي‮ ‬خرجت‮ ‬لتأييد‮ ‬الرئيس‮ ‬أن‮ ‬تهب‮ ‬رافضة‮ ‬للتنحي‮.‬
وفي‮ ‬النهاية‮ ‬وكنوع‮ ‬من‮ (‬تغيير‮ ‬الجو‮) ‬سأورد‮ ‬لكم‮ ‬بعض‮ ‬الأبيات‮ ‬لشعراء‮ ‬العرب‮ ‬وأرجو‮ ‬أن‮ ‬لا‮ ‬تحملوها‮ ‬أكثر‮ ‬مما‮ ‬تحتمل‮ ‬فهذه‮ ‬الأبيات‮ ‬مجرد‮ ‬مقتطفات‮ ‬أدبية‮ ‬لا‮ ‬أكثر‮ ‬ولا‮ ‬أقل‮.‬
قال‮ ‬المتنبي‮ ‬مالئ‮ ‬الدنيا‮ ‬وشاغل‮ ‬الناس‮ ‬في‮ ‬مدح‮ ‬سيف‮ ‬الدولة‮ ‬الحمداني‮:‬
لـيــس‮ ‬إلاك‮ ‬يــا‮ ‬عـلــــي‮ ‬هـمـــام
‮ ‬سيفه‮ ‬دون‮ ‬عرضه‮ ‬مسلول
وسوى‮ ‬الروم‮ ‬خلف‮ ‬ظهرك‮ ‬روم
‮ ‬فعلى‮ ‬أي‮ ‬جـانـبـيـك‮ ‬تـمـيـل
وقال‮ ‬المتنبي‮ ‬في‮ ‬قصيدة‮ ‬تضمنت‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الحكمة‮:‬
ومراد‮ ‬النفوس‮ ‬أصغر‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬نتعادى‮ ‬فيه‮ ‬وأن‮ ‬نتفانى
غير‮ ‬أن‮ ‬الفتى‮ ‬يلاقي‮ ‬المنايا‮ ‬كالحات‮ ‬ولا‮ ‬يلاقي‮ ‬الهوانا
ولو‮ ‬أن‮ ‬الحياة‮ ‬تبقى‮ ‬لحي‮ ‬لعددنا‮ ‬أضلنا‮ ‬الشجعانا
وإذا‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬من‮ ‬الموت‮ ‬بد‮ ‬فمن‮ ‬العجز‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬جبانا
كل‮ ‬ما‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬من‮ ‬الصعــــــب‮ ‬في‮ ‬الأنفس‮ ‬سهل‮ ‬فيها‮ ‬إذا‮ ‬هو‮ ‬كانا
وقال‮ ‬أيضاً‮ ‬متفاخراً‮:‬
أرى‮ ‬المتشاعرين‮ ‬غروا‮ ‬بذمي
‮ ‬ومن‮ ‬ذا‮ ‬يحمد‮ ‬الداء‮ ‬العضالا
ومن‮ ‬يك‮ ‬ذا‮ ‬فم‮ ‬مر‮ ‬مريض
‮ ‬يجد‮ ‬مراً‮ ‬به‮ ‬الماء‮ ‬الزلالا

وقال‮ ‬أبو‮ ‬تمام‮ ‬في‮ ‬رثاء‮ ‬محمد‮ ‬الطوسي‮:‬
ونفسٌ‮ ‬تعاف‮ ‬العارَ‮ ‬حتى‮ ‬كأنه
‮ ‬هو‮ ‬الكُفْر‮ ‬يوم‮ ‬الروع‮ ‬أو‮ ‬دونه‮ ‬الكفر
فأثبت‮ ‬في‮ ‬مستنقع‮ ‬الموت‮ ‬رجله
‮ ‬وقال‮ ‬لها‮ ‬من‮ ‬تحت‮ ‬أخمصك‮ ‬الحشرُ
كما‮ ‬قال‮ ‬عمر‮ ‬بن‮ ‬أبي‮ ‬ربيعة‮ ‬شاعر‮ ‬الغزل‮ ‬الأروع‮:‬
ليت‮ ‬هنداً‮ ‬أنجزتنا‮ ‬ما‮ ‬تعدْ
‮ ‬وشفت‮ ‬أنفسنا‮ ‬مما‮ ‬تجدْ
واسـتـبـدت‮ ‬مــرة‮ ‬واحدة
‮ ‬إنما‮ ‬العاجز‮ ‬من‮ ‬لا‮ ‬يستبدْ

وقال‮ ‬إيليا‮ ‬أبو‮ ‬ماضي‮ ‬شاعر‮ ‬التفاؤل‮ ‬والإقبال‮ ‬على‮ ‬الحياة‮:‬
أي‮ ‬هذا‮ ‬الشاكي‮ ‬وما‮ ‬بك‮ ‬داء
‮ ‬كيف‮ ‬تغدو‮ ‬إذا‮ ‬غدوت‮ ‬عليلا
إن‮ ‬شر‮ ‬الجناة‮ ‬في‮ ‬الأرض‮ ‬نفس
‮ ‬تترجى‮ ‬قبل‮ ‬الرحيل‮ ‬الرحيلا
وترى‮ ‬الشوك‮ ‬في‮ ‬الورود‮ ‬وتعمى
‮ ‬أن‮ ‬ترى‮ ‬فوقها‮ ‬الندى‮ ‬إكليلا
هو‮ ‬عبءٌ‮ ‬على‮ ‬الحياة‮ ‬ثقيل
‮ ‬من‮ ‬يظن‮ ‬الحياة‮ ‬عبئاً‮ ‬ثقيلا
والذي‮ ‬نفسه‮ ‬بغير‮ ‬جمال‮ ‬لا
‮ ‬يرى‮ ‬في‮ ‬الوجود‮ ‬شيئاً‮ ‬جميلا
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-20913.htm