الإثنين, 25-أبريل-2011
الميثاق نت -    نجيب شجاع الدين -
في‮ ‬البدء‮ ‬كان‮ ‬الشباب‮ ‬يشكو‮ ‬الإهمال‮ ‬والنسيان‮ ‬سواءً‮ ‬من‮ ‬القريب‮ ‬أو‮ ‬البعيد‮ ‬وجهات‮ ‬معنية‮ ‬ومتخصصة‮.‬

تراكمت‮ ‬الإحباطات‮ ‬على‮ ‬حياتهم‮ ‬مع‮ ‬تقادم‮ ‬الوقت‮ ‬بساعاته‮ ‬وسنواته‮ ‬ليرى‮ ‬الشباب‮ ‬أن‮ ‬كل‮ ‬شيء‮ ‬من‮ ‬حولهم‮ ‬يتغير‮ ‬إلا‮ ‬هم‮ ‬وتلك‮ ‬الامنيات‮ ‬البسيطة‮ ‬المشروعة‮. ‬

ولأن‮ ‬دوام‮ ‬الحال‮ ‬محال‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬مستغرباً‮ ‬أن‮ ‬المشكلات‮ ‬بتزايدها‮ ‬كان‮ ‬لابد‮ ‬لها‮ ‬في‮ ‬نهاية‮ ‬المطاف‮ ‬أن‮ ‬تخرج‮ ‬بقوة‮ ‬على‮ ‬السطح‮ ‬وتدفع‮ ‬الشباب‮ ‬لإحداث‮ ‬تحول‮ ‬على‮ ‬قدر‮ ‬كبير‮ ‬من‮ ‬الأهمية‮.‬

عندما حان الوقت اندفع الشباب بلا شعور وبلا تجارب سابقة الى ساحة الاعتصام لكن المشكلة الحقيقية أنه كان هناك تخطيط مسبق أعدته الاحزاب لثورتهم لساحة الاعتصام، هذه حالة واحدة تعبر عن اتجاه واحد مفروض على الشباب من قبل الاحزاب.. هكذا وبدون أي نقاش ومحاولة بحث المشترك‮ ‬على‮ ‬المشترك‮ ‬الانساني‮ ‬والنضالي‮ ‬والشباب‮ ‬المتطلع‮ ‬للتغيير‮ ‬ومحاكمة‮ ‬الفساد‮.‬

إذاً بعد مرور أكثر من شهر تكشف للشباب غير المتحزب الى حد العبودية الغموض الذي أحاط بمعنى (ثورة).. حيث وجدوا أن هناك ليس مكانهم وأن كل مشاكلهم ليست مع الرئيس علي عبدالله صالح وأنهم لن يبقوا هكذا حاضرين في الساحات وغائبين في الوقت نفسه عن صناعة الحدث باستثناء‮ ‬الاحتياج‮ ‬لأصحاب‮ ‬الصدور‮ ‬العارية‮.‬

ولعل هذا ما جعل أصوات الشباب عاجزة عن بلورة مواقف ومطالب لهم تضمن التحكم بعناوين »الشعب يريد.. وما الذي يريده الشعب« تحكماً سليماً وسلمياً يخدم المصلحة العامة لجميع أبناء الوطن ويحقق نهاية محترمة تليق بجميع اليمنيين.

إذ‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يستمر‮ ‬انتظار‮ ‬الشباب‮ ‬المعتصم‮ ‬لما‮ ‬يوحى‮ ‬على‮ ‬قادة‮ ‬الاحزاب‮ ‬من‮ ‬جمعة‮ ‬الغضب،‮ ‬الزحف،‮ ‬السلام،‮ ‬الصمود،‮ ‬الإصرار،‮ .. ‬الى‮ ‬ما‮ ‬لا‮ ‬نهاية‮.‬

بكلمات أخرى يمكن القول إنه وبقدرة قادر وربما ربع دجاج شواية - تحولت مسألة ثورة الشباب الى فرعية وهامشية وحضورهم ليس الا للعب دور الكومبارس وسد فراغ مربع الشاشات وعدسات الكاميرا، بينما تتقيد القضية بعدد قليل جداً من الأفراد والأسماء هي المهتمة حقيقياً بالثورة‮ ‬وهي‮ ‬التي‮ ‬تواجه‮ ‬المخاطر‮ ‬وتضع‮ ‬الأفكار‮ ‬والمعالجات‮ ‬وتناقشها‮ ‬نقاشاً‮ ‬مفصلاً‮ ‬مع‮ ‬أي‮ ‬طرف‮ ‬عدا‮ ‬شباب‮ ‬ساحات‮ ‬الثورة‮ ‬والتغيير‮ ‬الذين‮ ‬لم‮ ‬يسألوا‮ ‬يوماً‮ ‬عن‮ ‬رأيهم‮ ‬في‮ ‬أية‮ ‬مبادرة‮ ‬طرحت‮.‬

عرفت‮ ‬أحزاب‮ ‬المشترك‮ ‬من‮ ‬أين‮ ‬تؤكل‮ ‬الكتف‮ ‬واستغلت‮ ‬حماس‮ ‬واندفاع‮ ‬الشباب‮ ‬الذي‮ ‬خرج‮ ‬للتعبير‮ ‬عن‮ ‬آرائه‮ ‬ومطالبه،‮ ‬فاصطدم‮ ‬بشعارات‮ ‬جاهزة‮ ‬وضعت‮ ‬كقوانين‮ ‬ملزمة‮ ‬لأي‮ ‬شخص‮ ‬يدخل‮ ‬الساحة‮.‬

بالتأكيد كان هناك العديد من الشباب اليمني مستعداً لإحراق نفسه وقليها بالزيت طالما في ذلك حل لمشاكل شريحة المستقبل.. للأسف حتى هذه الأمنية (ثورة) وئدت سريعاً وجاءت بتساؤلات مخيبة للآمال وثقيلة للغاية.. فهل الشباب يقودون ثورتهم أم أنهم منقادون لها بل وأسوأ مما‮ ‬يتخيل‮ ‬مثلما‮ ‬تلعب‮ ‬دور‮ ‬الأخ‮ ‬الثائر‮ ‬عبد‮ ‬عبد‮ ‬المأمور‮!!‬

كيف‮ ‬يمكن‮ ‬لأعمال‮ ‬العنف‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬مؤيدة‮ ‬لأي‮ ‬مطالب‮ ‬وكيف‮ ‬يمكن‮ ‬للقاتل‮ ‬أن‮ ‬يمشي‮ ‬في‮ ‬جنازة‮ ‬القتيل‮!‬

world‭_‬love3000@yahoo‭.‬com

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-20917.htm