الإثنين, 05-فبراير-2007
الميثاق نت - أخذت ظاهرة »النفاذية السياسية« والتي تعني قدرة الأفكار والتنظيمات على اختراق الحواجز والحدود بين الدول تتحرك وتؤتي تأثيراتها في أقطارنا العربية.. وقد ساعد على هذه الظاهرة تطور وسائل الاتصال والإعلام والانفتاح السياسي الذي صاحب هذه الظاهرة..
لم تكن اليمن في منأى عن ذلك، ولم تكن لتتصدى للظاهرة.. بل إنها انفتحت عليها وتفاعلت معها.. ووجدت في هذه النفاذية السياسية فرصة لإثراء الثقافة السياسية المدنية.. فطالما أن مثل هذه النفاذية تتيح فرصاً إيجابية لاتؤدي بالحزبية والتنظيمات السياسية إلى الانحراف بها‮ ‬خارج‮ ‬سياق‮ ‬منظومة‮ ‬القيم‮ ‬والثوابت‮ ‬الوطنية‮ ‬فلا‮ إسكندر الأصبحي -
أخذت ظاهرة »النفاذية السياسية« والتي تعني قدرة الأفكار والتنظيمات على اختراق الحواجز والحدود بين الدول تتحرك وتؤتي تأثيراتها في أقطارنا العربية.. وقد ساعد على هذه الظاهرة تطور وسائل الاتصال والإعلام والانفتاح السياسي الذي صاحب هذه الظاهرة..
لم تكن اليمن في منأى عن ذلك، ولم تكن لتتصدى للظاهرة.. بل إنها انفتحت عليها وتفاعلت معها.. ووجدت في هذه النفاذية السياسية فرصة لإثراء الثقافة السياسية المدنية.. فطالما أن مثل هذه النفاذية تتيح فرصاً إيجابية لاتؤدي بالحزبية والتنظيمات السياسية إلى الانحراف بها‮ ‬خارج‮ ‬سياق‮ ‬منظومة‮ ‬القيم‮ ‬والثوابت‮ ‬الوطنية‮ ‬فلا‮ ‬غضاضة‮ ‬ولا‮ ‬ما‮ ‬يعيب‮ ‬ذلك‮..‬
غير‮ ‬أن‮ ‬لظاهرة‮ ‬النفاذية‮ ‬السياسية‮ ‬هذه‮ ‬جوانب‮ ‬سلبية‮ ‬هي‮ ‬ما‮ ‬يتعين‮ ‬التصدي‮ ‬لها‮.. ‬من‮ ‬ذلك‮ »‬الإرهاب‮« ‬مثلاً‮.. ‬وفي‮ ‬المشهد‮ ‬الآن‮ ‬مايجري‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬مناطق‮ ‬صعدة‮..‬
فللمرة‮ ‬الثالثة‮ ‬يخرج‮ ‬أتباع‮ ‬الحوثي‮ ‬عن‮ ‬القانون‮ ‬ليمارسوا‮ ‬تمردهم‮ ‬ضد‮ ‬الدولة‮ ‬ومنظومة‮ ‬القيم‮ ‬والثوابت‮ ‬الوطنية‮.. ‬وليرتكبوا‮ ‬جرائم‮ ‬القتل‮ ‬والتخريب‮ ‬وقطع‮ ‬الطريق‮..‬
ومنذ قيامهم بتمردهم الأول في صيف 2004م ظلت الدولة تمد لهم يد السلام مرة تلو الأخرى وأتاحت لهم فرص الحوار والتسامح والعفو عسى أن يكفوا عن حماقات تطرُّفهم ويتخلوا عن أفكارهم الظلامية المغرقة في تخلفها، لكنهم في كل مرة يغدرون ويعودون إلى ارتكاب جرائم الحرابة والتخريب‮ ‬والعدوان‮ ‬بالقتل‮ ‬وقطع‮ ‬الطريق‮..‬
ومثلما اتبعوا أهواءهم وغوايتهم في التمرد الأول وصدمتهم حساباتهم الخاطئة حيث لم تأتِ تقديراتهم على ما يرجونه من النفاذية السياسية يكرر في تمردهم الأخير نفس الأخطاء.. ولم يدركوا أن اليمن اليوم عصية على من يريد أن ينال من أمنها واستقرارها وسلامها الاجتماعي..
لقد اختارت اليمن النظام الجمهوري الديمقراطي وليس بمقدور أي تشكيل عصابي تأسس على فكرة ظلامية شبعت موتاً في قبور التاريخ أن يُقوّض بممارسته التطرف والإرهاب النظام الجمهوري ويقضي على الديمقراطية ويغير الهوية الوطنية.. هذا أمر محال.. لكن التشكيل العصابي المسلح‮ ‬الذي‮ ‬يقوده‮ ‬الحوثي‮ ‬تصوّر‮ ‬له‮ ‬أوهامه‮ ‬المريضة‮ ‬أن‮ ‬في‮ ‬وسعه‮ ‬أن‮ ‬يحقق‮ ‬مثل‮ ‬هذه‮ ‬الأوهام‮..‬
وما‮ ‬على‮ ‬عبدالملك‮ ‬الحوثي‮ ‬الذي‮ ‬يقود‮ ‬عملية‮ ‬التمرد‮ ‬اليوم‮ ‬وأتباعه‮ ‬إلاَّ‮ ‬أن‮ ‬يتداركوا‮ ‬مغبة‮ ‬ما‮ ‬اقترفوه‮ ‬من‮ ‬جرائم‮ ‬تخريب‮ ‬وقتل‮ ‬بتسليم‮ ‬أنفسهم‮ ‬لسلطات‮ ‬الدولة‮ ‬دون‮ ‬مخاتلة‮ ‬ومداورة‮ ‬وتسويف‮ ‬قبل‮ ‬فوات‮ ‬الأوان‮..‬
فأمن‮ ‬الوطن‮ ‬واستقراره‮ ‬وتنميته‮.. ‬وأمن‮ ‬المواطنين‮ ‬وسلامهم‮ ‬الاجتماعي‮ ‬ليس‮ ‬متروكاً‮ ‬لعبث‮ ‬العابثين‮.. ‬وليس‮ ‬رهناً‮ ‬لأوهامهم‮ ‬وظلامية‮ ‬منطقهم‮..‬
التمرد‮ ‬يسقط‮ ‬للمرة‮ ‬الثالثة‮ ‬والأخيرة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 05:05 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-2112.htm