كلمة الميثاق -
لقد كان موقف المؤتمر الشعبي العام بزعامة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام تجاه الأوضاع التي يعيشها اليمن واضحة وجلية وتعبر عن رؤية موضوعية نابعة من حرص مسؤول على اليمن ومصالحه العليا وأمنه واستقراره ووحدته.. ويتلخص هذا الموقف في أن لا بديل عن الحوار الجدي الصادق والشفاف الذي يجمع على طاولته أطراف العملية السياسية وتجسد ذلك في المبادرات المتتالية المصحوبة بدعوات الحوار المتكررة والتي مازالت مطروحة بل وربما الآن بالنظر الى الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي تكسب أهمية أكثر من ذي قبل ولو أن أحزاب اللقاء المشترك مازالوا على حماقتهم يصرون على مشروعهم الانقلابي التآمري حتى بعد أن تبين للقاصي والداني أن رهاناتهم الداخلية المبنية على إثارة الفتن بنزعاتها المذهبية والطائفية والمناطقية الانفصالية قد فشلت وسقطت ثم جاءت رياح الاحداث التي هبت على المنطقة فجأة في بدايتها لصالحهم لكنها لم تعد كذلك لتعطيهم دفعاً من الوهم والانتشاء للمضي في مشروع الاستيلاء على السلطة خارج الديمقراطية والشرعية الدستورية المنبثقة عنها وها هي أوهامهم تتداعى وتوشك على السقوط لذا نجدهم يحاولون وبطريقة مخادعة التعاطي مع الاشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذين ومن موقع الصلات والأواصر الاخوية بادروا الى الاسهام في الحل للأزمة وبذلوا جهوداً مشكورة مقدرة استجاب لها المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه ليس لأنها تشكل الحل الأمثل للأزمة ولكن لا بأس ان كان فيها مصلحة اليمن ووحدته وأمنه واستقراره ولكنها لن تؤدي الا الى المزيد من التأزيم إذا ظلت نصوصاً جامدة ولا تمتلك آلية واقعية تنبثق وتعبر عن إرادة الشعب اليمني ولا تتجاوز الدستور وهذا ما جعل الكثير من المراقبين يصرحون بأن المبادرة يكتنفها الغموض والالتباس ولا تحقق سوى أجندة الأحزاب الانقلابية التي تريد اسقاط الشرعية الدستورية بعيداً عن الخيار الديمقراطي..
لقد ظل المؤتمر الشعبي العام ومازال حسن النية بالمبادرات التي تقدم بها وبدعوات الحوار الذي كانت تعبر عن قناعته باعتباره الطريق الوحيد لحلول تخرج الوطن من الأزمة التي يمر بها وتجاوزها الى بناء الغد الأفضل للوطن وأبنائه وبالنوايا الحسنة يتعامل المؤتمر مع مبادرة الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي ما دامت منسجمة مع الشرعية الدستورية ومع ذلك يرى المؤتمر أن الحل الداخلي عبر الحوار الوطني المسؤول الصادق والجاد على قاعدة الثوابت الوطنية والنهج الديمقراطي والدستور هو المخرج الذي سيمكن اليمن واليمنيين من تجنيب وطنهم شرور الانزلاق الى الفتن والخراب والدمار والفوضى دون أن يعني ذلك استبعاد الجهود المخلصة للأشقاء والأصدقاء، ومع ذلك فإن المهم هو إقلاع المشترك عن مشروعه الانقلابي والاقتناع بأن الحل في الحوار الملتزم بالديمقراطية والشرعية الدستورية.