علي الشعباني -
يجمعهم هدف ومصير واحد مع السواد الأعظم من أبناء الشعب وتدفعهم الحمية وحب الوطن والاستجابة لنداء الواجب للدفاع عن الشرعية من خطر الانقلابيين الجدد البقاء في اعتصامهم المفتوح بمخيم ملعب الثورة الرياضي الذي يضم في ساحته أنبل الرجال وأوفاهم للوطن ومكتسباته الدستورية..
«الميثاق» زارت مخيم المدينة الرياضية وأجرت الاستطلاع التالي:
< بمجرد الوصول الى ملعب الثورة وقبيل النزول من على الباص يجول في ذهن المرء العشرات من الاسئلة ومنها أين المعتصمون ولماذا خط السيارات والمرور طبيعي وغير مقطوع كما في جولة الجامعة والستين.. وأين مكبرات الصوت التي يضج منها ساكنو المنازل ليل نهار كما في اعتصام المشترك أمام الجامعة؟ لماذا لا توجد لجان أمنية ولا أحجار وأرصفة مكسرة لدى اعتصام الآلاف من الشباب المؤيدين للشرعية الدستورية؟
الإجابة على هذه التساؤلات تحتاج إلى وقفة صادقة مع الذات واجاباتها سهلة جداً..
يرابط في مخيم المدينة الرياضية ما يزيد عن ألف شاب من كافة مديريات الأمانة ومحافظات الجمهورية ويضم المخيم ما يزيد نحو (300) خيمة وتتكون البنية التنظيمية للمعتصمين عما يزيد عن (50) تجمعاً وكياناً شبابياً .. البعض منهم انسحب من اعتصام المشترك وجمعهم مهما اختلفت رؤاهم وأفكارهم الا أن هدفهم واحد وهو حماية الشرعية الدستورية والتمسك بالأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة الوطن ومكتسباته الديمقراطية والتنموية وهو ما توضحه الشعارات واللافتات التي يحملونها..
وللمزيد من التفاصيل عن المخيم تحدثنا الى الاخ اسماعيل صالح جابر أحد الشباب الموجودين في الاعتصام حيث قال:
- نحن أتينا من منازلنا لكي نساند الشرعية ونتمسك بحقنا الدستوري ونرفض الانقلاب على حقوقنا الديمقراطية وسنظل باقون وصامدون ولن نتراجع عن تمسكنا بالشرعية الدستورية حتى لو ضحينا بأنفسنا..واعتبر اسماعيل ما تقوم به أحزاب الم وقال: هم يريدون منا أن ننجر خلف استفزازهم ومخططاتهم المفضوحة.
وأضاف: نحن مع التغيير السلمي نحو الافضل لاتغيير الى أحضان القاعدة والحوثة.
< أما الشاعر نبيل عبدالرب من أبناء محافظة عمران فيقول: بداية نؤكد للقتلة والمجرمين من أحزاب المشترك الذين ارتكبوا أبشع جريمة في حق الانسان اليمني عندما قطعوا لسان الشاعر وليد الرميشي إننا الشعراء لن ترهبنا ممارساتهم الوحشية والارهابية وخصوصاً تلك التي يمارسونها ضد الاعلاميين والصحفيين والشعراء وكل الشرفاء والمخلصين من أبناء هذا الوطن نقول لهم: لقد انكشف الوجه القبيح لثورتكم وبانت خطط الارهاب والقمع والتنكيل التي كنتم تخبئونها لهذا الشعب منذ بدأت ملامح مشروعكم الانقلابي.
وأضاف: سوف نكتب ونؤيد الحق والشرعية وسنتمسك بالديمقراطية حتى آخر قطرة دم في عروقنا ولن يرهبنا القتلة والارهابيين، فنحن أصحاب حق ونحن الأعلون كما اننا أصحاب هدف ورؤية وطنية صادقة فيما أولئك المتطرفون في المشترك أصحاب ألسنة للكذب والتضليل والخداع ولذا فنحن نقول اسكتوا فقط ولن نقطع ألسنتكم، فهذه ليست ثقافتنا ولا أخلاقنا كيمنيين.
وعبر عبدالرب عن شكره وتقديره للشباب الذين يعكسون الوجه الحقيقي والناصع للديمقراطية والاخلاق الرفيعة لشعبنا والذين يعتصمون بطرق سلمية وحضارية في المدينة الرياضية .. داعياً كل الشعراء والمثقفين الى الالتحاق بهذه الكوكبة المشرفة من الشباب الوطني الغيور على أمن الوطن واستقراره وسلمه الاجتماعي.
< وتحدث الشاب زين العابدين العابد - طالب جامعي قائلاً: نحن في هذا المخيم منذ حوالى شهر وفي كل يوم نزداد تمسكاً باعتصامنا، لأننا ندرك حجم الخطر الذي يهددنا جميعاً في هذا الوطن والذي يتمثل في ذلك المشروع الانقلابي الذي يقوده القتلة والمجرمون من أحزاب اللقاء المشترك فهم يخفون نوايا وأحقاداً كبيرة على الوطن وأمنه واستقراره، وقد اتضحت لنا هذه المؤامرة منذ الوهلة الأولى لاعتصامات شباب المشترك أمام بوابة الجامعة والتي أصبحت وكراً للارهابيين والفاسدين والقتلة وكل من عاث فساداً في هذا الوطن.
وأضاف: سوف نتمسك بالشرعية الدستورية وبالديمقراطية التي تسعى تلك الجماعات المتطرفة القضاء عليها واستبدالها بمشاريع الفوضى والإمارة الاسلامية.
وأكد العابد: لقد انكشفت نوايا الحقد والشر لتلك الجماعات والاحزاب، فما حدث يوم الاربعاء قبل الماضي من اعتداء سافر علينا وعلى ذلك العجوز خير دليل على بشاعة مخطط المشترك إذا ما وصل إلى السلطة، فنحن نعرفهم جيداً ونعرف أساليبهم ونواياهم وأخلاقهم.
الانسحاب
< من جانبه تحدث الشاب عبدالكريم المطري قائلاً: انا انسحبت الاسبوع قبل الماضي من أمام الجامعة بسبب ما قامت به مليشيات الاصلاح والفرقة المتمردة من جريمة بشعة تتنافى مع أخلاقنا وأعراقنا القبلية والانسانية، فما قاموا به يتنافى مع الديمقراطية وتطلعاتنا في التعبير السلمي والانتقال السلس للسلطة ويكشف بوضوح عن نواياهم الخبيثة التي يخفونها للشعب فيما لو سقط النظام.
وأضاف: نحن نطالب بالمزيد من الحريات واحترام حقوق الانسان ونبذ القبلية والتطرف وتعميق الولاء الوطني في نفوس الشباب ولكننا فوجئنا الاربعاء قبل الماضي بجريمة بشعة شوهت صورة التغيير الذي ننشده وأرعبتنا بكل ما تعنيه الكلمة من أبعاد.
وقال: على الرغم من أننا تغاضينا عن الكثير من التجاوزات التي تقوم بها مليشيات الاصلاح والفرقة في ساحة التغرير وهي ساحة تغرير بكل ما تحمله الكلمة الا أننا لم نستطع أن نصمت على ما تقوم به تلك الجماعات المتطرفة من ممارسات تحريضية وأعمال عنف وبلطجة تطال الناس الابرياء، فماذا تعني الثورة التي يتم فيها قطع ألسن الشعراء والأدباء ويتم فيها الاعتداء بالضرب وبطريقة وحشية على المرأة والطفل والعجوز.. هذه ليست ثورة بل مؤامرة على الشعب ويجب على الجميع أن يتصدى لذلك بقوة.
داعياً الشباب الموجودين داخل ساحة التغرير الى العودة الى جادة الصواب والتمعن في ممارسات وخطاب الاصلاح والمشترك ومليشياته والتفكير بعقل ومنطق وفهم.. هل هذه ثورة أم إرهاب.. وهل هذه الثورة ستخدم الوطن كما يزعمون أم ستجعلنا أمام خيارين لا ثالث لهم الموت أو القبول بالقمع والضرب بالإقدام وبتر الاعضاء إذا لم نوافق على رغباتهم عندما يكونون في السلطة.
المعركة اعلامية
< أما الأخ خالد الآنسي أحد الزملاء الاعلاميين الشباب فقد تحدث بدوره إلينا قائلاً: لقد جئنا الى مدينة الثورة لمساندة اخواننا الشباب ونشاركهم في الاعتصام لننضم مع الشرعية الدستورية، والمسيرة الديمقراطية، وأضاف: نحن ندرك أن المعركة هي معركة إعلامية ليس أكثر، ولذا نحن نقوم بدورنا الذي يمليه علينا ضميرنا، فنحن نعلم أن ما يقوم به المشترك ليس الا افتراءات وأكاذيب وبهرجة اعلامية تنعكس سلباً على الرأي العام، وأمام تحدٍ كهذا يجب علينا كإعلاميين أن نساهم بكل إيجابية في التصدي لتلك الافتراءات والإشاعات بقدر الإمكان المهم أن لا نظل في موقف المتفرج.
وتطرق الآنسي الى خطورة الحرب الاعلامية التي يشنها المشترك سواء في الفضائيات والصحف والمواقع الالكترونية أو في الجانب النفسي وبث الاشاعات والرعب والأخبار الكاذبة في نفوس المواطنين وأولهم الشباب الموجودين في ساحة الجامعة والذين هم ضحية للإعلام والخطابات الرنانة المفرغة في جوهرها والخالية من مصداقيتها والتي أوجدت نفسية مرعوبة ومتخوفة حتى من ذاتها داخل أولئك المعتصمين، فهم يبثون الرعب والخوف في نفوسهم ليل نهار ويوهمونهم بأنه سوف يتم القبض عليهم وتعذيبهم إذا ما انسحبوا من تلك الاعتصامات وهذا غير صحيح لكنهم يكرسون ذلك باستمرار خصوصاً وأن المشترك وقياداته ومليشياته هم المسؤولون وليس الدولة التي أكدت للجيع أنها لن تقوم باعتقال أي شخص عبر عن رأيه مهما كان ذلك الرأي.
تصحيح المسار
< أما الشاب رمزي الارياني وهو أحد أعضاء حركة تصحيح المسار المعتصمين بمدينة الثورة الرياضية فقد قال: جمعنا هدف واحد ورؤية واحدة وهو تصحيح المسار للواقع الذي نعيشه بالطرق السلمية والآمنة والتي تحفظ للوطن أمنه واستقراره.. وقد قمنا بنشر أفكارنا ورؤانا على مختلف الوسائل الإعلامية وحظت بقبول وإعجاب من قبل الكثير من الشباب الذين تركوا الجامعة والتحقوا بنا في اعتصامنا السلمي الذي لا نزعج فيه أحداً ولا نقطع الطريق ولا نقوم بأعمال تخريبية وإرهابية تقلق الأمن والاستقرار في المكان الذي نحن متواجدون فيه وعلى عكس ما يفعله اخواننا من المشترك أمام بوابة الجامعة للأسف الشديد.
وأضاف: نحن ندعو الجميع الى تحكيم العقل والمنطق وتجنب لغة العنف والدم، فالنهج الديمقراطي وسيلة راقية لتحقيق الأمن والاستقرار والتوافق السياسي وليس لإقصاء الآخر وإرهابه وقمعه وهو ما لمسناه خلال الاسابيع الماضية من قبل أحزاب اللقاء المشترك ومليشياته المسلحة.. وأجدها فرصة هنا لدعوة الشباب المعتصمين أمام الجامعة بعدم الانصياع لدعوات العنف والفوضى التي تحظ عليها قيادات المشترك لأنهم يحرصون على التضحية بهم فقط، بينما قيادات المشترك قابعة في البدرومات والغرف المحاطة بالترسانات والمتارس المسلحة.
|