د. علي مطهر العثربي -
< لم يكن البعض يدرك أن الشعب قد بلغ سن الرشد ولم يعد يقبل بالوصاية أو الدعاية والتضليل أو الفكر المنحرف أو استغلال حاجات الناس ومنافعهم، ولأن ذلك البعض قد عاش رحلة الوهم فقد جهل نفسه وقلة من الذين سيطر على حياتهم وعطل فكرهم وهدَّ قواهم وسلب إرادتهم واغتصب حريتهم وحجر على عقولهم واستعبد حياتهم اليومية، وظن ذلك البعض- المرفوض من الشعب جملة وتفصيلاً- أنه بسيطرته على قلة من المغرر قد أصبح مسيطراً على الشعب كافة، فأوهم نفسه وحاول إيهام الآخرين محلياً وإقليمياً ودولياً بذلك، ومارس في سبيل تسويق ذلك الوهم أبشع وسائل الكذب والزيف وسعى بكل الإمكانات المشبوهة لإقناع الغير بوهمه وزيفه وبهتانه، ففضح أمره وكشف كيده وانقلب السحر على الساحر بإذن الله.
إن الإصرار على المكر والخديعة وادعاء الباطل وقول الزور والبهتان، ومحاولة معاقبة الشعب على وعيه وقدرته على كشف المكر وإبراز الحقيقة وإيصالها الى العالم بوضوح لا لبس فيه، قد أصاب ذلك البعض في مقتل، وانقلب ذلك العنت والصلف على صناعه، واستطاع الشعب المعتصم بحبل الله تعالى أن يوصل رسالته الى العالم بذلك الوضوح، الأمر الذي جعل العالم بأسره يعلن احترامه للشعب اليمني ويؤكد التزامه بالشرعية الدستورية والوحدة اليمنية وأمن واستقرار اليمن والممارسة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة التي التزم بها اليمنيون وثبتوها في دستورهم، بل ومارسوا الديمقراطية عملياً من خلال الانتخابات وآمنوا بنتائجها في 93 ، 97 ، 99 ، 2001 ، 2003، 2006م وضربوا أروع الأمثلة في الاحتكام الى الصندوق.
إن الذين فشلوا في التعامل الديمقراطي الحضاري، يلجأون اليوم الى الفوضى والتخريب والتدمير والقتل ويستخدمون أبشع الوسائل لإذلال الشعب وقهره وتركيعه، لأن الشعب حجب عنهم الثقة في الانتخابات.. ولأن الشعب قد عرف طريقه فإن هذه الممارسات العدوانية سوف لن تزيده إلا صلابة وقوة وثباتاً على ثبات حمايةً للشرعية الدستورية والإرادة الشعبية ومنع العبث بحياة الناس.
إن الممارسات العدوانية التي يرتكبها البعض من المغرر بهم لا يتحمل تبعاتها إلا أحزاب المشترك، فهم المحرك الاساسي والمحرض والآمر الذي أوصل البلاد الى ما وصلت اليه من الفتنة والتنكيل بأبناء الشعب الأحرار الذين قالوا كلمة الحق والصدق والتزموا الاعتصام بحبل الله سبحانه وتعالى، ولذلك فإن على الاخوة العقلاء والنبلاء والشرفاء في أحزاب اللقاء المشترك أن يوقفوا تصرفات أصحاب الطموحات غير المشروعة وأن يبادر الجميع الى طاولة الحوار، لأن الأمر مازال متاحاً.
إن المؤمل من القيادات الخيرة في اللقاء المشترك أن تتحرك احتراماً للإرادة الشعبية ومنع الانحراف الفكري والفعل الاجرامي، والدفع باتجاه العودة المسؤولة الى طاولة الحوار، وليدرك الجميع أن السبيل الوحيد لحل المشكلات هو الحوار، فهل تستجيب العقول المستنيرة لمنطق العقل والحكمة والإيمان؟ نأمل ذلك بإذن الله.