الإثنين, 05-فبراير-2007
عبدالسلام الدباء -
القرار الذي اتخذه رؤساء اتحادات كرة القدم بدول الخليج العربي في اجتماعهم الأخير الذي عقد بدولة الامارات العربية على هامش بطولة كأس الخليج »خليجي ٨١« والذي تضمن الموافقة على اقامة بطولة كأس الخليج بعد القادمة »خليجي ٠٢« في اليمن خلال الفترة ما بين ديسمبر ‮٠١٠٢‬م‮ ‬أو‮ ‬يناير‮ ١١٠٢‬م‮.‬
هذا القرار بقدر ما يجسده من مكسب حقيقي ونوعي للرياضة اليمنية يساهم في تطورها والارتقاء بها الى الأفضل من جهة ويعزز تفاعلها واندماجها وتأثيرها في اطار محيطها الاقليمي المتمثل بالمنظومة الرياضية لمنطقة دول الخليج العربي، إلاّ أنه في المقابل وبنفس القدر أو أكثر قد وضع كرة القدم اليمنية بمختلف جوانب نشاطها ومكونات ادارتها وتمويلها ورعايتها والاشراف عليها أمام اختبار في غاية الأهمية، بل أن هذا القرار قد وضع الحكومة اليمنية ايضاً أمام تحدٍ على قدر لا يقل من حيث الأهمية عن أي مشروع وطني للتنمية والنهوض الاجتماعي.
فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح أدرك بشكل مبكر بحدسه وفطنته وذهنه المتقد والسريع في التفاعل مع كل ما يدور حوله.. نعم أدرك فخامته معنى وأهمية استضافة اليمن لحدث رياضي كبير بحجم بطولة كأس الخليج، ومن هنا جاءت توجيهاته الكريمة بإنشاء »استاد« رياضي كبير بالعاصمة‮ ‬صنعاء‮ ‬لتقام‮ ‬عملية‮ ‬منافسات‮ ‬هذه‮ ‬البطولة‮ »‬خليجي‮ ٠٢« ‬وهذا‮ ‬الملعب‮ ‬الكبير‮ ‬سوف‮ ‬يكون‮ ‬احدى‮ ‬مفردات‮ ‬الاستعداد‮ ‬الجيد‮ ‬في‮ ‬جانب‮ ‬المنشآت‮ ‬والبنى‮ ‬التحتية‮ ‬التي‮ ‬تساهم‮ ‬في‮ ‬انجاح‮ ‬البطولة‮ ‬على‮ ‬أرض‮ ‬اليمن‮.‬
صحيح أن مشروع الملعب الكبير »الاستاد« المأمول انشاؤه يمثل الخطوة الأولى على طريق النجاح في الاختبار الصعب القادم »خليجي ٠٢« ولكننا مازلنا بأشد الحاجة الى العديد من الخطوات الاخرى المهمة.. فكرة القدم اليوم لم تعد مجرد لاعبين وكرة وملعب وجماهير تهتف بحماس للتحفيز على إحراز اهداف الفوز، فقد أصبحت كرة القدم تعني اليوم أكثر من ذلك بكثير، حيث أضحت تتفاعل معها وتتكامل أمور عدة على قدر عالٍ من الأهمية مثل السياسة والاقتصاد والاعلام والسياحة والعلاقات الخارجية والدعاية والترويج وتحسين الصورة الذهنية لأي بلد أمام العالم‮ ‬المجاور‮ ‬او‮ ‬الخارجي‮ ‬بشكل‮ ‬عام‮.‬
وما دمنا في اليمن أمام تحدٍ كبير يمثله »خليجي ٠٢« فإننا منذ الآن مطالبون بالاستعداد الجيد لضمان النجاح، ولكي تكون بدايتنا موفقة في أولى خطوات الاستعداد الجيد.. علينا أن نضع أمام أعيننا سؤالاً عريضاً »ما العمل؟ ومن أين نبدأ؟« ثم نحاول الاجابة عليه بشكل أكثر واقعية ومنطقية لا ينقصها التفاؤل والأمل.. وفي اعتقادي أن الاجابة الأولى على »من أين نبدأ؟« قد جاءت من خلال التوجيهات الأخيرة لفخامة الأخ الرئيس والتي كانت السبَّاقة الى تحديد نقطة البداية ومن ثم الانطلاق الى الأمام بثقة وعمل ونشاط خلاق.. ويبقى علينا جميعاً البحث عن اجابة مناسبة على »ما العمل؟« وهي اجابة كبيرة ويطول سردها في نقاط عدة لا يتسع الحيز المتاح هنا لكتابتها ولكن يمكن العمل بالقول »ما قل ودل«، وتلخيص ما يمكن العمل به في نقطتين هامتين:
الأولى‮: ‬العمل‮ ‬على‮ ‬انجاز‮ ‬المنشآت‮ ‬الجديدة‮ ‬اللازمة‮ ‬لاستضافة‮ »‬خليجي‮ ٠٢« ‬وترميم‮ ‬وتأهيل‮ ‬القديم‮ ‬منها‮ ‬للاستفادة‮ ‬منه‮ ‬عند‮ ‬الحاجة‮.‬
والثانية: الإعداد الجيد منذ اليوم وحتى موعد اقامة البطولة لمنتخب شاب قوي ومدرب بشكل جيد للمنافسة على لقب البطولة مستفيداً من عاملي الأرض والجمهور اللذين سيكونان متوافرين في اليمن وهذه فرصة لن تتكرر إلاّ بعد سنوات يطول انتظارها. وبعد ذلك هناك الكثير من الأمور التي ينبغي العمل بها بشكل مبكر منذ اليوم ومنها تشكيل اللجنة التحضيرية للإعداد للبطولة وإعداد برنامج زمني وتنفيذي شامل لخطوات وبرامج الأعمال التحضيرية والاستعدادات الرياضية والخدماتية والفنية والادارية وغيرها خلال الفترة من فبراير ٧٠٠٢م، وحتى يناير ١١٠٢م‮ ‬موعد‮ ‬اقامة‮ ‬البطولة‮.. ‬وعلى‮ ‬قدر‮ ‬أهل‮ ‬العزم‮ ‬تأتي‮ ‬العزائم‮.. ‬وربنا‮ ‬با‮ ‬يصلح‮ ‬الشأن‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-2120.htm