الإثنين, 05-فبراير-2007
كتب‮/ ‬عيدروس‮ ‬عبدالرحمن -
إذا كان مولد دورة الخليج الثامنة عشرة، قد انتهى وحصدت جميع الفرق والمنتخبات الوطنية نتائجها وأرزاقها، فإن تداعيات وتوابع هذه البطولة لم تنته، وإنما بدأت كعادة دورات الخليج السابقة وأهمية وخصوصية هذه البطولة التي يفضلها الكثير حتى على اللقب الآسيوي.
فالإمارات (أم العروس/ البلد المضيف) استطاعت بالفعل ان تقدم لجيرانها وشقيقاتها الخليجيات، واحدة من أفضل وأجمل الدورات من حيث الجوانب التنظيمية والإعداد والتحضير وحسن الضيافة والاستقبال، حتى وإن كانت الدورة الثامنة عشرة لمونديال الخليج أقل مستوى فنياً ولم ترق من حيث الأداء الفني والعروض الكروية الكبيرة إن لم يكن لجميع الفرق المشاركة إلى ذات المستويات التي عرفت بها هذه الفرق أو إلى درجة السخونة والحماس والندية التي رافقت معظم دورات الخليج وصارت ظلاً لها، وارتبطت ذهنياً وكروياً، بأن خير ما تقدمه دول وبلدان الجزيرة والخليج كروياً يمكن استيعابه وتلخيصه في هذه الدورات التي فاقت فيها صيغ وأشكال الاهتمام والعناية، جماهيرياً، كروياً، فنياً، بل وسلطوياً، كذلك وهذا ما ساعد الكرة الخليجية ذاتها على الارتقاء والتطور وتحسين المستوى لتضع نفسها كرة الخليج على رأس وفي قمة كرة‮ ‬القارة‮ ‬الصفراء‮..‬
فالإمارات العربية المتحدة التي احتضنت هذا الحدث هي نفسها من استحوذت ونالت المكاسب والامتيازات الأكثر في خليجي 18، فالفريق الأبيض هو بطل الدورة، ومن ذلك الفريق اتت ألقاب الهداف ونجم الدورة، وكلها كانت مستحقة، وعادلة، لأن ما تراه العين يؤكد استحقاق ذلك..
على أن آثار وتوابع هذه الدورة لم تبدأ من حيث انتهاء وختام البطولة، بل، قبل ذلك ومنذ الأيام الأولى لأحداثها، فالفريق البحريني قص شريط التداعيات بإقالة مدرب المنتخب منذ الخسارة الأولى للبحرين، والفريق الأزرق هو الآخر (الكويت) أضاف لإقالة جهازه الفني استقالات بالجملة من عضوية مجلس إدارة اتحاد الكرة الكويت، والحال لن يختلف عن الفريق الأخضر (السعودية) صاحب أكبر نسب الترشيحات للفوز بالبطولة، لكن خروج السعودية من الدور نصف النهائى كفيل بإعادة ترتيب البيت الكروي مع فارق زمني وهو العادة التي دأبت عليها قيادة اتحاد الكرة السعودي بعدم التعجل وإرجاء ردود الأفعال للمستقبل القريب، ولكن كل المؤشرات والطرق تؤدي إلى إحداث تغيرات وتبدلات في العقلية الكروية فنياً.. ولعل من المفيد الإشارة إلى أن هذه الدورة قدمت لنا عموماً صورة باهتة ومهزوزة لبطل الدورة السابق المنتخب القطري وهو الحائز على ذهبية دورة الألعاب الآسيوية وخرج الفريق العنابي خالي الوفاض إلاَّ من نقطة يتيمة بتعادله مع الفريق السعودي.. كما ان أفضل لاعب آسيوي (خلفان) لم يؤكد جدارته بامتطاء صهوة نجوم الكرة الآسيوية.. ومن البديهي حزم الحقائب والعودة المبكرة للدوحة، بعد خسارتين من العراق والبحرين.. على أن الفريق العماني ربما كان الاستثناء والخيار الذي لم يهتز أو يتغير منذ الدورة السابقة وحافظ على بريقه وتألقه الملحوظ بالمباريات والعروض المصاحبة للنتائج وحصل على الدرجة الكاملة قبل تعثره في النهائى وحرمانه من معانقة اللقب لأول مرة في تاريخه. أما الأزرق الكويتي فآثار وخلافات البيت الكروي الكويتي مازالت تؤتي ثمارها سلباً على أداء ونتائج الأزرق وهذه المرة الأولى التي تنعقد ثلاث دورات متتابعة دون ان يبصم الأزرق على ذاكرة البطولة وهو صاحب الرقم الأكبر في حصد هذا اللقب (تسع مرات) أي‮ ‬نصف‮ ‬عدد‮ ‬الدورات‮ ‬الخليجية‮.‬
ويبرز جلياً المنتخب العراقي برغم ما يدور في أرضه من ظروف وأحداث لاتساعد ولا تنمي رياضة، فإن ما قدمه العراق كروياً في هذه الدورة لايستحق الإشادة به والتأكيد ان هذا البلد يمتلك مخزوناً لاينضب من النجوم والروافد الأصيلة في مصب ومنابع الكرة الخليجية، وفاجأ الجميع، بفوزه المستحق على حامل اللقب (قطر) ثم تعادله مع البحرين في واحدة من أجل مباريات الدورة، لكنه عجز عن خطف بطاقة التأهل برفقة الفريق السعودي وهو ما كان بديلاً عنه المنتخب البحريني، الذي استفاد من كبوة الافتتاح وخسارة اللقاء الأول بتعادل مع العراق ثم الفوز المستحق على قطر في الانفاس الأخيرة من اللقاء.. على أن الأمانة تقتضي التنويه ان البحرين لم تكن بتلك الجاهزية والتطور الكروي (في هذه الدورة) خاصة في نهائيات أمم آسيا، واقترابها من بلوغ مونديال 2006م.ومن أهم افرازات هذه الدورة إضافة لإعلانها عن بطل جديد، يضاف لاسماء البلدان الحاصلة للكأس، الإمارات، والتي حلمت بالفوز بها منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وكانت حكراً على الكويت (9 مرات) السعودية+ العراق (3 مرات لكل منهما) وقطر (مرتان).. ودخلت الإمارات بفوزها ا لأخير والأول لها على مستوى دورات الخليج.
فأهم إفرازات هذه الدورة أنها قسمت ووزعت الدول المشاركة، كل حسب ثقله، وتاريخه وإمكاناته إلى فريقين المستفيدين من الدورة وهم الإمارات صاحبة اللقب الجديد، عمان المحافظ على مستواه وتقدمه، العراق المقدم جماليات وامتاع كروي، السعودية، فاليمن، التي قلبت نصف الاستحقاق، فقدمت عروضاً ومستوى أفضل وأرقى، لكنها علقت هي الأخرى.. بالنقطة الواحدة على ان مايلاحظ ان هذه الدورة لم تضع اليمن في آسار وبراثن النقطة اليتيمة لوحدها كما كان يحدث في الدورتين السابقتين، ولكن دخلت معها كل من قطر في مجموعتها الثانية، والكويت ضمن مجموعتنا الأولى.. والفرق الخاسرة وفي مقدمتها الكويت الفاقدة لهويتها الكروية منذ ثلاث دورات، والسعودية صاحبة الحظ الأوفر والنصيب الكبير من الفوز باللقب، فقطر التي فشلت تماماً عن اقناع الكثيرين بأنها حاملة للقب، ثم البحرين التي لم يبق لها أي شيء، غير الفوز بالكأس،‮ ‬ولو‮ ‬لمرة‮ ‬واحدة،‮ ‬وهي‮ ‬صاحبة‮ ‬الفكرة‮ ‬وأول‮ ‬مستضيف‮ ‬دورات‮ ‬الخليج‮ ‬منذ‮ ‬عام‮ ‬1970م‮..‬
وقفات‮ ‬من‮ ‬خليجي‮ ‬18
> تنافس على نجومية الدورة- في الأدوار الأولى- عدد من اللاعبين أمثال فوزي بشير (عمان) طلال يوسف (البحرين) ياسر القحطاني (السعودية) وإسماعيل مطر (الإمارات) إلاّ أن مجريات الأدوار النهائىة أكدت بما لايدع مجالاً للتأويل ان الدورة 18 صبغت باسم ونجومية نجم الإمارات‮ ‬الأسمر‮ ‬إسماعيل‮ ‬مطر‮.. ‬ودون‮ ‬منازع‮.‬
‮> ‬بدأ‮ ‬التحكيم‮ ‬في‮ ‬الدورة‮ (‬صارماً‮) ‬و‮ (‬حازماً‮).. ‬لكن‮ ‬تم‮ ‬التخفيف‮ ‬من‮ ‬حدته‮ ‬وقوته،‮ ‬وشاهدنا‮ ‬أخطاء‮ ‬وحالات‮ ‬اعتداء‮ ‬مكشوفة‮ ‬طريقها‮ ‬الكارت‮ ‬الأحمر،‮ ‬وحدث‮ ‬الاكتفاء‮ ‬بالانذار‮.‬
‮> ‬تعرض‮ ‬الفريق‮ ‬العراقي‮ ‬لأكبر‮ ‬حالة‮ ‬ظلم‮ ‬تحكيمي‮ ‬باحتساب‮ ‬ضربة‮ ‬جزاء‮ ‬خيالية‮ ‬ضده‮ ‬أمام‮ ‬السعودية،‮ ‬كفلت‮ ‬للعراق‮ ‬الخروج‮ ‬المبكر‮ ‬من‮ ‬الدورة‮ ‬وهو‮ ‬قاب‮ ‬قوسين‮ ‬من‮ ‬التأهل‮ ‬لدور‮ ‬نصف‮ ‬النهائي‮.‬
‮> ‬للعام‮ ‬الثالث‮ ‬على‮ ‬التوالي‮ ‬يحصل‮ ‬الحارس‮ ‬العماني‮ (‬الحبسي‮) ‬على‮ ‬لقب‮ ‬أفضل‮ ‬حارس‮ ‬للدورة‮ ‬متساوياً‮ ‬مع‮ ‬الحارس‮ ‬العملاق‮ ‬البحريني‮ ‬حمود‮ ‬سلطان‮.‬
‮> ‬الدورة‮ ‬18،‮ ‬إنجازات‮ ‬هي‮ ‬الأخرى،‮ ‬لأصحاب‮ ‬الأرض‮ ‬وأعادت‮ ‬سيناريو‮ ‬خليجي‮ ‬17‮ ‬عندما‮ ‬فازت‮ ‬به‮ ‬الدولة‮ ‬المنظمة‮ ‬للبطولة‮.‬
‮> ‬حظ‮ ‬العمانيين‮ ‬عاثر‮ ‬في‮ ‬المباريات‮ ‬النهائىة‮ ‬فاللدورة‮ ‬الثانية‮ ‬على‮ ‬التوالي‮ ‬يقدمون‮ ‬الأفضل‮ ‬نتائج‮ ‬وعروضاً‮ ‬ثم‮ ‬ينقلب‮ ‬عليهم‮ ‬الحال‮ ‬على‮ ‬مشارف‮ ‬منصة‮ ‬التتويج‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:10 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-2121.htm