إقبال علي عبدالله -
< هناك ظاهرة خطيرة تدق ناقوس الخطر على مستقبل شبابنا، وستقود البلاد إلى كارثة لا يعلم مداها إلاّ الله..
إن المتابع لما يجري بين الشباب في ساحات الاعتصام سيجد بروز عدة ظواهر ومنها- مع الأسف- ما هي خطيرة مثل التطرف والعنف الذي انعكس في أكثر من مشهد ولم يكن بارزاً ولا حتى موجوداً قبل هذه الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد وخاصة بعد اختطاف أحزاب اللقاء المشترك، مطالب الشباب التي بدأت حقوقية وسلمية وجدت تجاوباً وقبولاً لدى القيادة السياسية، غير أن الأمر اختلف الآن حيث تحولت هذه المطالب إلى أعمال عنف وتخريب وفوضى وحتى قتل النفس البريئة ناهيك عن الاضرار الجسيمة بالتنمية.. الأمر الذي يهدد بكارثة اقتصادية ومعيشية لن يسلم منها شعبنا وذلك بفعل المكايدات السياسية التي تمارسها أحزاب المشترك تنفيذاً لمخطط تآمري خارجي، ولعل ما يحدث حولنا في عدد من البلدان العربية الشقيقة دليل على هذا المخطط الذي يحاول رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط..
تحول هذه الفئة- والتي علينا الاعتراف بشجاعة أنها ليست قليلة- إلى هذا المنحى الخطير يتوجب علينا خاصة في المؤتمر الشعبي العام العودة إلى بدايات النشاط الأيديولوجي والفكري والنفسي في صفوف شبابنا وهو نشاط خُطط ونُفذ بحكمة ومراحل تدريجية من قبل الجماعات الإسلامية المتشددة، «الفئة السلفية» التابعة لحزب الإصلاح الذي يقود أحزاب المشترك ويهيمن عليها.. هذا النشاط وجد بكل أسف تراخياً لايمكن تبرئة المسئولين في حكومات المؤتمر الشعبي العام المتعاقبة، خاصة الجانب التعليمي والتربوي إلى جانب انشغال بعض قادة مؤتمرنا في المحافظات بأمورهم الشخصية ومطالبهم على حساب مراقبة نشاط هذه الجماعات المتطرفة بين صفوف الشباب مستلغين ظروفه المادية والمعيشية، وقد كانت نتيجة هذا التراخي ما نشاهده اليوم من أعمال لا تمت لديننا الإسلامي الحنيف ولا لحضارة شعبنا اليمني العظيم بصلة.. ما يعني عجزنا في إخراج اسئلتنا من دائرة الخجول إلى الفعل والمكاشفة..