الإثنين, 16-مايو-2011
الميثاق نت -  أحمد محمد راجح -
< قرأت في إحدى الصحف وكان عنواناً بارزاً أن المدرسين قاموا بإغلاق مكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز احتجاجاً على الاستقطاعات الكبيرة التي تمت من مرتباتهم لوجودهم في ساحة الاعتصام، وبحسب فهمي المتواضع أن المرتب يمنح مقابل العمل الذي يؤديه الموظف لأنه ليس منحة أو مساعدة أو غير ذلك، فإذا ما انقطع الموظف عن عمله تم الاستقطاع من المرتب عن الفترة التي غابها، أما في حالة غيابه عن العمل مدة خمسة عشر يوماً فإن الموظف يُفصل ويتم توظيف البديل، هذا من الناحية القانونية، أما من الناحية الدينية والأخلاقية فإنه لا يجوز لك من الله أن تأخذ مرتباً دون أن تقدم خدمة، ومن الناحية الأخلاقية فإنك ينبغي أن تخجل من نفسك بأن تأخذ مرتباً دون أي مقابل سوى أنك معتصم.. فما بالكم بقدسية العمل في مجال التربية والتعليم «التدريس».. وما قول الشاعر:
قم للمعلم وفّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
إلا دليل على أن مهنة التدريس تكاد تكون في منزلة مهمة الرسل والأنبياء.. فهل أولئك هم الذين يكادون أن يكونوا رُسلاً؟ وما الذي يمكن لهؤلاء أن يخرجوا من أجيال على أيديهم؟.. وما المستقبل الذي ينتظر البلد إذا كان هؤلاء الرسل بهذه الصورة؟ لأنهم بذلك إنما يقدمون أنفسهم كنماذج لما سيكون عليه البلد مستقبلاً..
يا سادة يا كرام أنتم من تدعون من خلال اعتصامكم إلى إقامة الدولة المدنية.. فأين أنتم بهذا التصرف من الدولة المدنية التي تنشدونها.. عليكم أولاً بأنفسكم حتى تكونوا قدوة.. وأنتم تعتصمون عليكم أن تعتصموا خارج أوقات عملكم ودوامكم وعدم ممارستكم أنتم وغيركم للعمل الحزبي داخل مدارسكم لأنكم قد أثبتم بأنفسكم أن العمل الحزبي داخل الحرم التعليمي يعد جريمة في حق الطلاب والطالبات وبالتالي فإن ذلك يعد جريمة بحق الوطن بأكمله ابتداءً من المرحلة الأساسية وانتهاءً بالجامعات لأنه قد جلب المشاكل وعطل العملية التعليمية برمتها واستفز الطلاب غير المتحزبين علاوة على معاناة أولياء أمور الطلاب والطالبات من هذه التصرفات التي أحاطت بالعملية التربوية..
آمل من الله تعالى أن يلهمكم الخجل مما قمتم به من اغلاق لمكتب التربية والتعليم وقطع للطرق والشوارع وقتل النفس المحرمة.. لأن هذا كله يجري بمعزل عن القانون، فلو ساد القانون لما قمتم بذلك أيها المعتصمون.. وهل هذه التصرفات التي تقومون بها صادرة عن ثورة كما تدعون؟!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-21258.htm