يحيى علي نوري -
في كل عام ومع اطلالة ذكرى ملحمة السبعين يوماً، يتساءل كثيرون عن أهمية ان تقوم الجهات ذات العلاقة بتطوير عملية الاحتفاء بهذه المناسبة وبصورة تأخذ أبعاداً ومدلولات أكبر تكون كفيلة بإشباع حاجات الجيل الصاعد من المعلومات المختلفة عن هذه الملحمة.. وبكل ما تحمله في طياتها من نضالات وتضحيات جسام عكست جميعها قدرة الإنسان اليمني على الانتصار لخياره الحضاري والوطني والإنساني.
> ومع كل حديث عن هذه المناسبة تتزاحم الآراء والتصورات عن كيفية الاحتفال بهذه المناسبة، فهناك من يرى ان الجهات المعنية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بسرعة العمل على إيجاد بانوراما تحكي عن ملحمة السبعين ويكون مقرها في ميدان السبعين وبحيث تكون مزاراً للأجيال يقفون من خلالها أمام كافة أبعاد ومدلولات الملحمة السبعينية عن طريق مختلف وسائل الإيصال والتوضيح والتي منها الوثائق المرئية أو المسموعة أو المكتوبة أو عن طريق المحاضرات واللقاءات الموسعة التي قد تعقدها إدارة البانوراما من وقت لآخر، وكذا القيام بعملية الرصد المستمر لمدى قدرتها في عملية الاتصال بالجيل الصاعد ومدى القيمة المعرفية التي اكتسبها من خلال دور البانوراما ليس على مستوى ملحمة السبعين فقط وإنما على مستوى كافة الجوانب والأصعدة المرتبطة بحراك وتفاعل الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر).
< هذا رأيٌ، أما آخرون يرون أهمية ان تقوم الجهات المعنية بالاستغلال الأمثل لساحة السبعين يوماً في العاصمة صنعاء وبصورة تطلق من خلال خطة حافلة لها العنان لكافة الفنانين التشكيليين وفناني المجسمات والنحت للقيام بإنجاز أعمال فنية تجسد المعاني الحقيقية لملحمة السبعين وبالصورة التي تحول ساحة السبعين إلى مكان إبداعي يزيد من عظمة المكان ويربط الأجيال بالحدث الملحمي حتى ينهلوا من خلاله دروس الوطنية ودروس البذل والتضحية من أجل الوطن وتعزز من توجهاتهم المستقبلية على طريق بلورة المزيد والمزيد من أهداف الثورة اليمنية والتي تعدى عمرها الأربعين عاماً.. وهي فترة تتطلب أدوار أكثر فاعلية من قبل الجهات المعنية من أجل مد الأجيال القادمة بروح الزخم والحماس الثوريين.. حتى تواصل الثورة بقوة وعنفوان مسيرتها لبلوغ الوطن أرضاً وشعباً إلى أهدافه الحضارية والإنسانية.
> وبما ان ذكرى ملحمة السبعين يوماً تمر في ظل اهتمام اقتصر على بعض الوسائل الإعلامية وليس جميعها بالطبع من خلال مقالات أو لقاءات تحاول جاهدة التذكير بهذه المناسبة، فإنه ووفقاً للمعطيات الراهنة باتت الذكرى الملحمية بل والثورة اليمنية برمتها بحاجة إلى أنشطة وفعاليات توعوية وتثقيفية في أوساط الرأي العام في إطار من الخطط المدروسة بعناية حتى تظل الثورة اليمنية في قلب ووجدان كل اليمنيين يتزودون من زخمها من وقت لآخر ويستلهمون من خلالها دروس التضحية والقدرة على مواجهة تحديات المستقبل التي تتطلب من الثورة اليمنية المزيد من التعاطي المقتدر معها.