الميثاق نت - احمد مهدي سالم- الميثاق نت

الإثنين, 23-مايو-2011
احمد مهدي سالم -
الأزمات والاعتصامات والمظاهرات والعصيانات المدنية وقطع الطرقات وإيقاف الإمدادات، وعلو نبرات التهديد والتصفيات الشاملة.. أحالت حياة المواطن جحيماً لا يطاق، وعلقماً مرّ المذاق، فهو يدفع ثمن هذا الصراع الحاد على السلطة من قوته وراحته وأمنه ولقمة أطفاله، وتقييد حريته، وتلك المشاكل والقلاقل زادت من سعار الأسعار، وشكلت- مع رهاب الإعلام - عوامل تدمير نفسي، ومؤشرات اغتيال روحي، لصبح المواطن البسيط كارهاً حياته، وناقماً بحقد شديد على من تسبب في قصم ظهره ومحاولة تركيعه ليسجد عنوةً في حضرة الشيطان.
تبعثرت الأفكار وتشتت الرؤى من وساطة الى أخرى ومن مبادرة الى أخرى، ومن خطابات الى أخرى، وما بينها من انقسامات حادةٍ وضغائن مسمومةٍ، وأحقاد مكبوتة على وشك مغادرة قيعانها المظلمة لتطلع بأفعال انتقامية خطرة.. ولا اعتقد أن هناك من يخالفني القول بأن القلوب فيها.. ما فيها.. وقد كبرت جراحاتها ومآسيها؛ فإذا انفلت العيار.. ابشروا بالدمار.. ومن يظن أنه الناجي سيكون الضحية الأولى لأن هناك من تملكته وتتملكه شهوة الدم، لذا يدفع بالأمور الى التصعيد.
المواطن البسيط، بوعيه غير البسيط، لا يحب القفز فوق الدستور أو نسفه بأية مبادرات محلية أو خارجية كون تجاربنا مع وثائق وصادرات وإملاءات الخارج.. مدمرة وكارثية، لهذا هو يتحسس منها باستمرار، وآخرها المبادرة الخليجية التي يرى كثير من المحللين أن بنودها لم تُكتب بحبر الحياد المطلق، والتماهي الاخوي والصدق الصادق حتى تتمكن فعلياً من درء الشر المستطير عن اقتتال اخوة اشقاء لهم.. شبح الموت يحلق ضاحكاً فوق رؤوسهم، ومع ذلك ليس هناك ضير من التفاؤل بالخير بما تحمله المبادرة الخليجية المدعومة أوروبياً وأممياً، وسننتظر النتائج.. وإن غداً لناظره قريب.
وثيقة عهد الخليج
بعض المتشائمين يرون أن مبادرة الخليج شبيهة بوثيقة العهد والاتفاق التي شهدت اختلافات ومناقشات وتغييرات واشتراطات وخلافه، ولكنها أوقدت حرباً ضروساً حُسمت في 7 / 7 / 1994م بانتصار قوى الوحدة والشرعية الدستورية.. واليوم مبادرة دول الجوار تهيئ لحرب قادمة أفدح ضرراً وأشد خطراً، والمسألة .. مسألة وقت.
ماذا لو تحقق؟
متى نتخلص من التعصب القبلي المقيت، والحزبية الضيقة المكروهة، والنظرة الأحادية القاصرة؟ ونتعلم ثقافة الاختلاف والحوارات البنَّاءة، ونساهم في تيسير عملية الانتقال السلمي للسلطة مع ضمانات الحفاظ على المنجزات المحققة، ووأد وساوس التصفيات الجسدية أو الممارسات الاقصائية للفرقاء، فلا تراق قطرة دم واحدة، ويكفي ما قد أُريق؟!
حلمٌ أتمناه .. نعم لو أن الحزب الحاكم ينتقل الى شارع المعارضة ويعيد ترتيب صفوفه، ويناضل بطرق دستورية مكفولة حتى يفوز بثقة أغلب الناخبين، ويعود من جديد الى الحكم.. وكل شيء في الحياة يبدأ بحُلُم.. قد يتحقق في حياتي، أو في عهود الأبناء والأحفاد ما دام فخامة الرئيس بدأ الصفحة الأولى في سِفر الديمقراطية الطويل.
جميل.. جمال
ثورة الشباب وحدت اليمن وقضت على النزعات الانفصالية والحوثية، عبارة سمعتها من قناة «سهيل»، عبارة جميلة وحلوة جداً، وعلينا أن نبارك هذه الوحدة الحقيقية في ساحة التغيير شريطة أن تكون توكل كرمان موجودةً في الساحة.
قبل الختام
الزحف.. الزحف يا رجال.. مقطع غنائي جميل يؤديه بصوت قوي هادر موسيقار اليمن الراحل أحمد بن أحمد قاسم وهو من كلمات الراحل الرائع لطفي جعفر أمان، مقطع نسمعه ونتذوق موسيقاه ومعانيه لأكثر من 38 عاماً.. ويقصد الزحف على معسكرات المستعمرين الانجليز.. واليوم نسمع كلمة الزحف وقد تغير مدلولها وتحول الى دعوة وتشجيع الهجوم على الممتلكات العامة والخاصة واحتلالها بالقوة ليصبح ذلك العمل الفوضوي فتحاً جليلاً عظيماً، حتى ولو سقط المئات أو الآلاف .. صرعى!
آخر الكلام
فلو كانت الأخلاق تحوى وراثةً
ولو كانتِ الآراءُ لا تتشعَّبُ
لأصبح كلُّ الناس قد ضمَّهم هوىً
كما أنَّ كلَّ الناس قد ضمَّهُمُ أبُ
ولكنّها الأقدار «كلُّ مُيَسَّر
لما هو مخلوقٌ له» ومُقَرَّبُ
التوقيع: شاعر قديم
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-21362.htm