عبدالعزيز احمد كرو * - إيه يا يمن الخير يمن الوحدة يا نبض القلب يا دماً يسري في العروق ها هي ذكرى إعادة وحدتك الحادية والعشرين قد أهلت والبعض منا لا هم لهم الا محاولة إقناع الآخر بغير ما جاء في كتاب الله وما أوصى به الى حبيبه وصفيه محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي لا ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحى ولا أدعي فقهاً أو تفقهاً في الموضوع إنما أقول ما أفهمه وعلى قدر حالي من المعرفة فأين ما يحدث اليوم من قوله تعالى: «بلدة طيبة ورب غفور» وما و رد على لسان الحبيب محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - من أحاديث عن اليمن مباركته له حيث قال : - صلى الله عليه وآله وسلم : «اللهم بارك في يمننا»، وهذا يذكرني بما قالته الباحثة الاجنبية «الله في اليمن» أفي هذا أو بعد هذا شك.. إن عناية الله وبدعاء حبيبه محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - هي التي تحجب عن اليمن شرور المتربصين به أولئك الذين لم يعجبهم استقرار اليمن ونهجه الذي ارتضاه من ديمقراطية تبيح للشعب حكم نفسه وهو ما ظهر جلياً في دستور الجمهورية اليمنية وفي مادته الرابعة تحديداً «الشعب مالك السلطة ومصدرها ويمارسها بشكل مباشر عن طريق الاستفتاء والانتخابات العامة كما يزاولها بصورة غير مباشرة عن طريق الهيئات التشريعية والتنفيذية والقضائية وعن طريق المجالس المحلية»، أولئك الذين وجدوا في ضعفاء النفوس من لا يهمهم الا انفسهم وأنا وبعدي الطوفان، وجدوا في هؤلاء مطية سهلة لتنفيذ مخططاتهم فذهبوا يعيثون في الارض فساداً من قطع الطرقات وإمدادات التموين للمواد التي تمس مباشرة حياة المواطنين من غاز وكهرباء والمشتقات النفطية الاخرى بل تمادوا الى الاعتداء على كل من يخالفهم الرأي ابتداءً من الناشطات الحقوقيات مروراً بالشاعر وليد الرميشي الشاب وصولاً الى خطيب جمعة الوحدة والتي أقيمت في السبعين.. هذا كله وهذه الاخطاء مازادت الشعب الوفي الا صلابة وتماسكاً وليس بغريب ذلك على هذا الشعب، فقد حلم كثيراً يمن موحد وجاءت ثورته المباركة «سبتمبر واكتوبر» لتحقق هذا الحلم العظيم ولولا التآمر وحب التسلط لأقيمت الوحدة منذ اليوم الاول لاستقلال جنوبه في الثلاثين من نوفمبر 1967م.
وتوالت الاحداث والمواجهات بعد هذا التاريخ لكنها ابدأ لم تسفر عن أي واقع لرفض الحلم.. حلم الوحدة ولم يخطر للأخوة الاعداء أبداً ولو خاطرة أن يمضي كل في سبيله بل زادتهم تلك الاحداث والمواجهات حرصاً على التقارب والمضي قدماً لتحقيق الوحدة يدل على ذلك الاتفاقات التي حصلت بين قيادتي الشطرين آنذاك فمن اتفاق القاهرة رمضان 1392هـ الموافق 28 اكتوبر 1972م الى بيان طرابلس نوفمبر 1972م الى قمة الكويت 28 مارس 1979م وصولاً الى اتفاق عدن التاريخي 30 نوفمبر 1989م والذي تمخض عنه أخيراً اتفاق اعلان الجمهورية اليمنية وتنظيم الفترة الانتقالية وذلك خلال الفترة 24 - 27 رمضان 1410هـ الموافق 19 - 22 ابريل 1990م وما بين اتفاق القاهرة واتفاق الاعلان عن الجمهورية اليمنية لقاءات كثيرة ومتعددة بين القيادتين لم وكما قلت سابقاً - يجري أي حديث أوحتى تلميح لرفض حلم اليمن بل حلم الأمة العربية كلها من الخليج العربي الى المحيط الاطلسي، سبحانك ربي أي ارتداد عن هذا كله يتبناه حالمو العودة والحنين الى الماضي.
اصحوا يا هؤلاء وعودوا الى رشدكم والى حضن الوطن الغالي ولنضع أيادينا في أيادي بعض ونمضي قدماً للبناء ولنقم واقعنا ونصلح أخطاءنا فهي أخطاء بشر في الأول والآخر، هنيئاً لكل ذي عقل فهم ما أردناه والخسران المبين لكل ذي أعمى بصر وبصيرة.
ختاماً لكل الشعب فرداً فرداً في الداخل والخارج ولكل عربي يتطلع الى يوم تعلن فيه الوحدة العربية كل التهاني بالذكرى الحادية والعشرين للوحدة اليمنية وتحية إجلال لكل أولئك الرجال الذين سعوا وحققوا هذا المنجز العظيم.
وأعظم التحايا للرجل الانسان عاشق الوحدة الذي قال لمعارضي الوحدة وجلهم على نفس الموقع اليوم: من أراد أن يلحق بي فأنا في عدن ثغر اليمن الباسم، وما أراده اخوتي هناك سأمضي معهم قدماً ولن أتراجع.. فهنيئاً لشعب أنت قائده ولتعش اليمن حرة موحدة مزدهرة.
*عضو مجلس النواب
|