عبده محمد الجندي - الدولة المدنية الحديثة التي تطالب بها الجماهير المحتشدة بالاعتصامات والمظاهرات والمسيرات والمهرجانات سواءً المحسوبة على الحزب الحاكم وحلفائه او المحسوبة على احزاب اللقاء المشترك وشركائهم لا تتفق مع اللجوء للعنف من قبل اولئك الاشخاص النافذين والمتنفذين الذين تتكون حراساتهم ومواكبهم من آلاف المدججين بكافة انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة الذين لا يتورعون عن استخدامها بعشوائية وعنجهية لا تفرق بين البيوت السكنية وبين المحلات والمنشآت التجارية الخاصة والمنشآت والمباني الحكومية مثل الوزارات والمؤسسات والهيئات والمدارس والكليات والجامعات المدنية منها والعسكرية ..
اقول ذلك واقصد به ان ما حدث ويحدث في امانة العاصمة من اعتداءات قبلية مسلحة على عدد كبير من الوزارات والمعاهد والوكالات الاعلامية ومنازل المواطنين من قبل حراسات الشيخ صادق الاحمر واخوانه تجاوزت الوزارات المدنية الى وزارة الداخلية ومعسكر النجدة عمل همجي يتنافى مع ابسط القواعد والاسس الدستورية والقانونية بكلما تعنيه الكلمة من معان سلمية كيف لا وقد بلغت الامور الى الحد الذي لا يطاق ولا يتفق مع ابسط المعاني المدنية للدولة الديمقراطية من قبل عناصر قبلية تعتقد انها فوق الدستور وفوق القانون وهم في حقيقتهم لا يفرقون بين الدولة وبين القبيلة بل ويعتبرون القبيلة فوق الدولة ويعتبرون الدولة تابعة للقبيلة ..
اعود فأقول ان مثل هذه التصرفات الفوضوية لا تتفق مع المدنية ومع الحداثة بأي حال من الاحوال القانونية والدستورية والديمقراطية المكرسة للحرية والمحققة للمواطنة المتساوية بين ابناء الشعب الواحد بأي حال من الاحوال.
لا يملك المرء حيالها إلا ان يناشد ابناء الشيخ عبدالله الاحمر ويدعوهم صادقاً وحريصاً بأن يعودوا الى جادة الصواب وان يبتعدوا ويبعدوا انفسهم واتباعهم وحراسهم عن مثل هذه السلوكيات المتخلفة والعنيفة التي تسيء اليهم قبل ان تسيء الى جماعاتهم وقبيلتهم واحزابهم لا بل قل انهم بحاجة الى ان يحافظوا على التاريخ النضالي الطويل والمكانة الرفيعة التي احتلها والدهم في حياته فعظمت به مكانته التاريخية والاجتمعية بصورة اضافت له جاهاً الى جاه ومكانة الى مكانة وثروة الى ثروة وتواضع الى تواضع وسلطة الى سلطة لان الثورة والانتماء اليها سلوك واخلاق وقيم حضارية وانسانية رفيعة توجب على الثوار والسياسيين والاحرار ورجال الدولة التواضع والنزول الى مستوى البسطاء واحترام حقوق الآخرين وسيادة القانون والابتعاد عن الممارسات الفوضوية والعدوانية الدالة على الكبر والغرور اللذين يدلان على عدم احترام المواطنة المتساوية بين ابناء الشعب الواحد .. انهم بتمردهم على قدسية الدستور وسيادة القانون يقلقون أمن جيرانهم ويقتلون النساء والاطفال والشيوخ والمعاقين وينتهكون حقوق الانسان ويصادرون حرية الصحفيين ويقتلون الجنود والضباط الساهرين على امن الوطن والمواطن ويدوسون بأقدامهم على كل ما له علاقة بالثورة والحرية والحياة ويزعمون خطأً بأنهم دعاة ثورة ودعاة دولة مدنية حديثة لا يحترمون الملكية العامة للشعب ولا يحترمون المكلية الخاصة للمواطنين.
إننا اذ نشعر بالاسف والحزن على ما حدث ويحدث من القتلى والجرحى من اليمنيين سواءً كانوا من اتباعهم او من اتباع الدولة او من المواطنين العاديين لا نملك إلا ان ندعو جميع الاطراف الى مراجعة هذه المواقف واحترام قدسية الدستور وسيادة القانون والحقوق والحريات التي تحلق بها وبجناحيها المواطنة المتساوية بين ابناء الشعب الواحد والوطن الواحد ولا يفوتنا ان ندعو بالمناسبة منهم في الحكم ومنهم في المعارضة بالعودة إلى الحكمة والعقل والمنطق. |