الميثاق نت - سيف العزيبي- الميثاق نت

الخميس, 26-مايو-2011
الميثاق نت- حاوره: عارف الشرجبي -
دعا الشيخ سيف محمد العزيبي عضو مجلس الشورى أحزاب المشترك الى تحكيم العقل والمنطق وتغليب مصلحة الوطن فوق كل المصالح الحزبية والشخصية الضيقة، وقال في حوار مع «الميثاق» إن الصراع على السلطة كما هو حادث اليوم قد يعيدنا الى نفس المربع الذي شهدته البلاد عقب الثورة إبان حرب التحرير وما رافقه من تناحر دامٍ من أجل الوصول الى السلطة.. وقال: إذا تم تسليم السلطة بالطريقة التي يريدها المشترك فإن البلد ستدخل في حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس وسيستمر مسلسل القتل وسفك الدماء كما كان عليه الوضع قبل الوحدة اليمنية المباركة في عدن.. داعياً الى عدم الزج بالشباب في هذا الصراع السياسي.. فإلى نص اللقاء:


بداية كيف تقرأ المشهد السياسي الراهن؟
- المشهد السياسي لا يسر أحداً، فهناك من يسعى لتأزيم الأجواء وخلق حالة من التوتر والاقتتال بين أبناء الشعب اليمني الواحد.. من أجل السلطة وهذا الشيء يعيدنا الى الاحداث التي جرت بعد الثورة أثناء حرب التحرير أو حصار صنعاء وما رافقهما من اقتتال وأزمات من أجل الوصول الى السلطة، ولذا أقول للجميع أن يحكموا العقل والمنطق وأن يجعلوا مصلحة الوطن فوق الاعتبارات الحزبية والشخصية، واعتقد أن الحوار هو الوسيلة الأفضل للحل.
ولكن اللقاء المشترك يتهرب من الحوار ؟ وفضل الانقلاب على الشرعية الدستورية بدفع الشباب لاسقاط النظام..
- أثناء حرب التحرير كنا نسأل القادة من فدائيي الثورة عن مصير البلد بعد رحيل الاستعمار وسقوط النظام الاستعماري وكانوا يقولون لنا: نحن الفدائيين في جبهات القتال علينا اسقاط النظام الاستعماري وبعدها على الشعب أن يختار من يحكمه ويحدد شكل نظام الحكم، فصدقنا هذه المقولة ولكن بعد رحيل المستعمر واجهنا وضعاً غير مألوف، فقد جاء حكام من أبناء الوطن لكنهم كانوا مرتبطين بأحزاب خارجية، فحدث القتل لكل المعارضين لهم ثم بدأوا بقتل زملائهم، بل لقد اشتدت المؤامرات حتى صار في كل بيت من بيوت أبناء الجنوب ضحية وشكلت جبهة تحرير عمان وجبهات لزرع الألغام في شمال الوطن واستمر مسلسل القتل الذي كان آخره ما حدث في 13 يناير 1986م في عدن وقبلها سقوط طائرة الدبلوماسيين وهم من خيرة شباب الثورة في جنوب الوطن وقاداتها ومازالت آثار تلك الاحداث وتبعاتها شاخصة حتى اليوم، وما نراه اليوم من محاولات لاسقاط النظام إنما هو حالة مشابهة لما حدث بالأمس وما صاحبها من مجازر وأحداث مأساوية، والذي جاء يطالب بإسقاط النظام جاء متأخراً لأن الاخ الرئيس كان هو المبادر لترك السلطة في 2006م الا أن الشعب خرج بالملايين في عموم الوطن يطالبه بالبقاء في الحكم وأصر على ترشيحه، واليوم وبعد هذه الاحداث فإنه يقول تعالوا استلموا السلطة وسأقدم استقالتي، ويأتي من يتسلم السلطة ليحافظ على الثوابت الوطنية وأهمها الوحدة والنظام الجمهوري والتداول السلمي للسلطة طبقاً للدستور والقانون مع ذلك نشاهد أحزاب المشترك تتهرب عن هذه الدعوات والمبادرات المقدمة من الاخ الرئيس وكان الأحرى بها أن تقبل بها من أجل الوطن ولكنها فوتت الفرصة على نفسها وعلى الشعب الذي يرغب بالأمن والاستقرار ويكره الدمار والدماء، ولذلك على الجميع تحمل مسؤوليته التاريخية أمام الله وأمام الشعب والتاريخ.
< اللقاء المشترك وضع نفسه تحت ما يسمى باللجنة التحضيرية للحوار الوطني .. ألا يعد هذا عائقاً أمام إنجاح أي حوار والخروج بالوطن من الأزمة؟
- كنا نتمنى أن يكون الاخوة في المشترك قد حددوا موقفاً واضحاً من كل نقاط الخلاف مع المؤتمر وان يكونوا قد حددوا مرشحهم لخوض الانتخابات المقبلة من بين رؤساء أو أمناء عام الأحزاب ، ولكن للأسف جاءوا بشخص يتحدث باسم اللقاء المشترك أو يوقع عنهم المبادرة المقدمة من الاشقاء في الخليج، وهذا الامر شكل استفزازاً كبيراً لأبناء اليمن لأن هذا الشخص قد تخلى عن مناضلي الثورة في الجنوب وتآمر عليهم في الشمال وتحول الى مستقل وهذا التصرف من اللقاء المشترك يعد غلطة كبيرة يتحمل نتائجها خاصة إذا استمر في تقديم وجوه تاريخها لا يسر وفي عهد ما يسمى بثورة الشباب المنادي بالتغيير ومحاربة الفساد والمخلين بواجباتهم الوطنية أو من أصحاب السوابق والفساد ونهب المال العام ومن أصحاب الوجوه والأقنعة.. ولذلك أقول للأخوة في اللقاء المشترك أن لا يتمادوا بالغلط والا قد تتكرر المآسي التي سبق شرحها، فإذا سقط النظام مثلاً فإن المشكلة لن تحل بل ستأتي مشكلة الجنوب وايضاً مشكلة الحوثيين ثم الحراك المسيطر على قطع الطرقات ونجدها من المشاكل التي نراها اليوم تزداد تغولاً، ولهذا لابد قبل كل شيء وقبل استقالة الاخ الرئيس إذا كان قد قبل بالاستقالة لابد أن يتم تعديل الدستور ودعوة المنشقين عن الجيش والا نكون قد وضعنا العربة قبل الحصان وساهمنا في احداث المشاكل وإدخال البلد في أتون فتنة تأكل الأخضر واليابس - لا سمح الله - ولن يسلم منها أحد في السلطة والمعارضة.
هناك من يحاول الانقلاب على الشرعية الدستورية ومبدأ التداول السلمي للسلطة.. كيف ترى ذلك في ظل النهج الديمقراطي؟
- الانقلاب على الشرعية الدستورية أو القفز فوق النهج الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة أمر يرفضه كافة أبناء الشعب، فليس أمامه الا الصندوق.. ولذلك ينبغي على الاحزاب السياسية في المعارضة ان تسعى لتعميق النهج الديمقراطي وتجذيره والانطلاق به نحو العمل الخلاق لخدمة الشعب وقضاياه بدلاً من عملية الشد والجذب الذي يسيئ للنهج الديمقراطي وللوطن بشكل عام، وفي تصوري فإن الذي نشاهده اليوم من زج الشباب والاطفال في المظاهرات والمسيرات والاعتصامات غير القانونية التي ليست مرخص لها أمر نرفضه بكل قوة لأن الوطن بحاجة الى أبنائه الشباب ولابد أن تلبى مطالبهم الحقوقية العادلة في تكامل الفرص في الدراسة والمنح والوظيفة لأنهم نصف الحاضر وكل المستقبل ولكن عليهم ألا يكونوا سلماً للأحزاب للوصول الى السلطة.
كيف تنظر لاستخدام الشباب وقوداً للوصول الى السلطة من قبل المشترك ومن يحرضهم على ما سمي مشروع شهيد بعد غسل الأدمغة؟
- أبناؤنا الشباب عليهم واجب الالتزام بأدبيات النضال السلمي حسب قرارهم عندما نزلوا الى ميادين الاعتصام من أجل أن ينالوا عطف الجماهير ولاحترامهم لرسالة هم روادها، لكن للأسف هناك طرف خفي داخلهم يقوم بالتخريب باسمهم وهو محسوب عليهم طالما هم يغضون الطرف عن المخربين وخاصة إذا كانوا مقيمين معهم في مراكز الاعتصام وعلى الناطقين والمشرفين باسم شباب التغيير مراقبة المخربين وعدم الاساءة لأصحاب الرأي الآخر وجعل المحبة والتصالح والتسامح يسود علاقة الشباب ببعضهم، وبدون هذه الثقافة كيف يكون حال الحكم بعد التغيير.. ووصل الشباب الى المراكز القيادية المستقبلية وهم طلائع شباب المستقبل اما كلمة «ارحل» فليست من أخلاق الشعب اليمني وشبابه.
< ونحن نحتفل بالذكرى الـ«21» لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية ماذا تحقق للوطن والشعب خلال هذه المرحلة من عمر الوحدة؟
- ما تحقق بعد إعادة الوحدة اليمنية أشياء لا تعد ولا تحصى ولا ينكرها الا جاحد أو مكابر أو حاسد وأولها الأمان الذي ساد نفوس الخائفين، ثم بناء المدارس وتأسيس الجامعات والمستشفيات والمعاهد والتعليم المجاني ومكافحة الأمراض والإعانات الاجتماعية ووظائف للشباب في حدود الإمكانيات.
وتشكيل الاحزاب وإجراء انتخابات تحت اشراف داخلي وخارجي وشكلت مؤسسات للدولة تكفي للوصول بالشعب اليمني الى مراكز متقدمة بين الدول وحلت مشكلة الحدود مع الاشقاء في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودولة ارتيريا، وتحولت اليمن الى دولة مصدرة للبترول وبدأ البحث عما هو في باطن الارض ورصفت الطرقات، وقد بدأت اللبنة الاولى لصرح الحكم المحلي ويتحمل أبناء كل محافظة مسؤولية محافظتهم دون خوف واختفى زائر الفجر وعهد القتل والاختطاف، وذابت الفوارق وعادت كثير من الممتلكات لأصحابها ولولا الأزمات التي اعترضت مسار الوحدة بعد إعادتها لكن قد وصلنا الى محاربة الفساد واجتثاث الفاسدين والمفسدين.
وكان سيل الاستثمار وتقاطر شركات الاستثمار لبناء المصانع والشركات لتمتص البطالة وتشغيل العاطلين عن العمل وخيرات اليمن تكفي أبناءها إذا وجد الأمن والاستقرار وبهذا تكتمل سعادة اليمنيين ويحق لنا بعد ذلك تحقيق المسمى المعروف «اليمن السعيد».
هناك من يدعي الوصاية على أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية فأين دور المناضلين في إسكات مثل هذه الأصوات النشاز؟
- أنا شخصياً احترم رأي الدكتور ياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب الاشتراكي حالياً، حيث اقترح في إحدى مقابلاته ابعاد الحكام السابقين عن السلطة في الشمال والجنوب وقال: إنه يبتدئ بنفسه وأنا شخصياً أثق في كلامه مع أنه لا بديل له حتى الآن في قيادة الاشتراكي والحمد لله أنه لم يتفوه يوما ما بكلمة انفصال الجنوب على الشمال.
والرئيس السابق علي ناصر محمد تصريحاته السابقة تقول انه لا يسعى للوصول الى السلطة وخاصة أنه قد ذاق مرارتها واللقاء التشاوري المنعقد في القاهرة برئاسته مع العطاس جعل أبناء المحافظات الجنوبية يرفضون قيادته للقاء التشاوري لأنه غير مفوض، وكنت أتمنى أن يكون الأخ علي ناصر محمد في منأى عن البحث للوصول للسلطة في الجنوب لأن عجلة الزمن لن تعود الى الوراء ولولا استعجاله وهو في السلطة للقضاء على منافسيه لكان هو الزعيم، لكن قد تكون له أسبابه فيما أقدم عليه في 13 يناير 1986م وله أسبابه أيضاً في عقد مؤتمر اللقاء التشاوري في الخارج.
أما المهندس حيدر العطاس فهو ذو تربية حزبية مشهود له بوضع المخارج لكل حدث حتى وإن كان هذا الحدث يتعارض مع معتقداته وقد حدد موقعه من بداية حياته السياسية بأن يعمل في الصف الثاني وليس له طموح للوصول الى الصف الأول «القيادة» في كل المراحل وهو جاهز للتعامل مع اليسار المتطرف واليميني المعتدل وقد وجد له مقعد مع كل حكام الجنوب من البداية حتى النهاية وتولى رئاسة الحكومة في الفترة الانتقالية بعد إعادة الوحدة اليمنية وكان همه الوحيد هو إزاحة وإنهاء حكم أبناء يافع لحضرموت الساحل والداخل المكلا، سيئون يحكمها القعيطي اليافعي وسيئون يحكمها اليافعي- كما تربى على هذه العقلية المناطقية المريضة.. المهندس حيدر ماهر في لعب الشطرنج من الدرجة الأولى وعامل السن زحف ويزحف على من تبقى من الحكام السابقين في المحافظات الجنوبية الذين فشلوا في حكم البلاد وشردوا أهلها ويتموا أطفالها وأسر الضحايا لم تجد من يمسح دموعهم ولو بكلمة اعتذار، أما المدعو علي سالم البيض الذي أعلن الانفصال في صيف 94م فقد كبر هو الآخر وخرف وهو غير مقبول لدى أي من أفراد الشعب ولا يمثل الا نفسه وإذا كان يطمح أو يحلم بالعودة للحكم فعشم ابليس بالجنة لأنه أشبه ما يكون كتاجر البيض.
< كيف تنظر الى المبادرة الخليجية لحل الأزمة؟
- لاشك أن المبادرة الخليجية جاءت لإنقاذ اليمن من العاصفة التي تمر بها البلاد وقد تؤدي الى حرب أهلية وتشريد وتدمير ما بنى فخامة الأخ الرئيس ومعه اليمنيون طيلة السنوات الماضية.. والاخوة في دول مجلس التعاون وبالذات المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، وهذه الدول ستعاني كثيراً اذا حصل حرب في اليمن لأن الحدود مفتوحة وليس هناك ما يمنع لجوء اليمنيين الى تلك الدول ولهذا نرى أن مبادرة دول مجلس التعاون جاءت في وقتها وهي مدعومة عربياً ودولياً ومع تسارع الاحداث استجدت أشياء بعد المبادرة أولها انقسام بعض وحدات الجيش ودول مجلس التعاون تمنع استعمال السلاح وتوصي الطرفين الحكومي والمعارضة بضبط النفس ولولا المبادرة الخليجية لكانت الحرب قد بدأت وبدأت معها الكوارث التي تؤثر على أمن المنطقة ودول الجوار.
ولو أن المبادرة وجدت طريقها للتنفيذ في ظل وحدة الجيش وحمايته لأمن البلاد واشرافه على تنفيذ المبادرة دون خوف حتى وإن كانت الثقة في تعامل المختلفين غير متوافرة الا أن الجيش هو صمام الأمان والجميع يثقون في حماية الجيش والأمن للبلاد والشعب ومع هذا هناك عراقيل تعترض تنفيذ المبادرة لكن الاخوة في مجلس التعاون جادون في إنهاء الازمة في اليمن بما لا يتعارض مع الدستور اليمني القائم، والسؤال الذي لا نجد له جواباً وهو إذا تخلى الرئيس عن مسؤولياته هل بمقدور نائبه أن يوحد الجيش لتنفيذ ما جاء في المبادرة وفي حالة تشكيل حكومة مؤقتة من الذي سيكلف بحماية الحكومة الجيش الاساسي أم الفرقة المنشقة عنه وفي حالة إجراء الانتخابات ما هي الجهة الامنية التي تقع على عاتقها حماية صناديق الاقتراع، ثم ما دور المعارضة الاخرى الخارجة عن أحزاب المشترك والرابطة، الحراك، الحوثيين وفي حالة وجود اختلال أمني في بعض مناطق المحافظات - لا سمح الله - فما هو دور الجيش والا من في حالة استمرار الانقسام الموجود..المهم المبادرة الخليجية ستواجه مشاكل ليس من السهل حلها إلا إذا وجدت النوايا الحسنة والثقة المتبادلة التي هي أساس التعاون والتنازل من قبل الطرفين لصالح الوطن.
ولهذا نقترح على الأخ الدكتور عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي أن ينتقل الى اليمن للقاء كل الاطراف اليمنية المختلفة سياسياً ، ومن اللقاء اليومي تتولد الافكار وتتبلور صياغة الحلول للمشاكل العالقة والعمل على وحدة الجيش أولاً وبعدها يأتي تصفية ما في النفوس، ومن هنا ستجد المبادرة طريقها للتنفيذ.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:28 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-21387.htm