الإثنين, 30-مايو-2011
الميثاق نت -       بليغ الحطابي -
نعرف جيداً مدى الجرح الغائر الذي خلفته عمليات الإبادة الجماعية للمواطنين من قبل متمردي الحوثي بصعدة والجوف وعمران وحجة وغيرها، والذي لم يندمل حتى اليوم.. وندرك جيداً مدى البشاعة التي ارتكبتها فصائل الحراك الانفصالي في بعض مديريات بعض المحافظات الجنوبية.. ويقيناً فإن فداحة الامر الذي لا يقل شأناً عن عمليات التفخيخ والارهاب التي تستهدف أبناءنا وشبابنا الذين كانوا ضحايا المسخ الفكري الديني المتشدد وفداحته في الخسائر البشرية والمادية والمعنوية التي خلفتها عمليات الارهاب والاستهداف المباشر وغير المباشر لأبنائنا وفلذات أكبادنا واقتصادنا الوطني ومصالحنا مع أصدقائنا وأشقائنا وجيراننا، وتتجدد اليوم بأكثر من ذلك إزاء الاعتداءات الهمجية التي تقوم بها عصابات أولاد الأحمر ومليشياتهم المستأجرة من القبائل وغيرهم.

وجميعها‮ ‬سيناريوهات‮ ‬تآمرية‮ ‬خططت‮ ‬لاسقاط‮ ‬البلاد‮ ‬ارضاً‮ ‬وإنساناً‮ ‬وتهاوي‮ ‬جذوعها‮ ‬الممتدة‮ ‬عبر‮ ‬عهود‮ ‬وعقود‮ ‬ماضية‮ ‬من‮ ‬الحضارة‮ ‬الانسانية‮ ‬الضاربة‮ ‬جذورها‮ ‬في‮ ‬أعماق‮ ‬التاريخ‮.‬

ولعل جميعنا ليس بمنأى عن فداحة الارهاب والارهابيين الذين ارتكبوا الجرائم والأعمال اللاإنسانية بحقنا وحق وطننا على مدى السنوات الماضية ..وما خسره البلد من المليارات نتيجة تقلص مساحة الاستثمارات وهروب المستثمرين والسياح والمهتمين بأرضها وإنسانها.. وبدون شك فتلك المساعي التآمرية نفذت فيما أحزاب اللقاء المشترك وأبواقها كانت الصك الذي يمنح الشرعية لتلك الجرائم سواءً بتحويرها واتهام الدولة فيها أو بالتغطية عليها ووأدها في محاولة فاضحة لتقليص وتقويض سلطات الدولة بشأن ملاحقة المجرمين والمرتكبين لتلك الفظائع وتعمل بذلك القدر وأكثر اليوم مع أولاد الأحمر ومنع الدولة من ملاحقتهم بتصعيد الأوضاع والاتجاه نحو الانقضاض على المعسكرات ووحدات الأمن الخدمية المرابطة في مختلف المناطق لمنعهم من تأدية واجبهم وإلحاق الأذى بهم.

غير أن تلك الواجبات والمسؤوليات الملقاة على عاتق الدولة في القبض على المجرمين سرعان ما تكون محل حوار وتجاذب بين طرفي العملية السياسية في المؤتمر والمشترك وتكرر اليوم بما يسمى الهدنة لمنح المتمردين من أولاد الأحمر فرصة لتعزيز مكانتهم واستعادة أنفاسهم للانقضاض على مؤسسات الدولة لإسقاط النظام وليس في هذا الأمر أو المطلب غرابة كون من سبق ووأد الحوار وعطل كل الفرص للحلول بفرض شرط إطلاق سراح المجرمين وأصحاب السوابق ممن اعتدوا على المواطنين في القبيطة ولحج وعدن وأبين واعتدوا على رجال الامن والجيش وروّعوا النساء وأخافوا‮ ‬الأطفال‮ ‬وقطعوا‮ ‬الطرقات‮ ‬وسفكوا‮ ‬الدماء‮ ‬و‮.. ‬و‮.. ‬الخ،‮ ‬وهي‮ ‬جرائم‮ ‬مسجلة‮ ‬ومدونة‮ ‬ومحتفظ‮ ‬بها‮..‬

اليوم يعيدون الروح لهمجية ذاك التحالف المشبوه من إحدى ساحات العلم والتعلم، ساحة جامعة صنعاء لنشر الأحقاد والضغائن في مسلسل انتقامي من أبناء الوطن وكل من يناهض أفكارهم الغوغائية وتوجهاتهم الفوضوية في سيناريو كشفت ملامحه الدموية مسبقاً بدفع المئات من الشباب والمغرر‮ ‬بهم‮ ‬الى‮ ‬أتون‮ »‬هولوكست‮ ‬المشترك‮« ‬والمطالبة‮ ‬باسقاط‮ ‬النظام‮ ‬الشرعي‮ ‬وكل‮ ‬ملامح‮ ‬الدولة‮ ‬المدنية‮ ‬الحديثة‮ ‬لاحلال‮ ‬القبيلة‮ ‬بديلاً‮ ‬عنها‮ ‬التي‮ ‬نرى‮ ‬لها‮ ‬اليوم‮ ‬صورة‮ ‬قبيحة‮ ‬الشكل‮ ‬والمضمون‮.‬

< تتكرر هذه الأيام فصول الخوف والرعب التي يراد نشرها في ربوع الوطن تحت عباءة الحقوق السياسية وحرية الرأي والديمقراطية والدولة المدنية »المتوحشة« على أيدي أولاد الأحمر ومن تحالف معهم من أحزاب المشترك والارهابيين والانفصاليين والمتمردين وغيرهم.. هناك رعب إعلامي‮- ‬لا‮ ‬محالة‮- ‬عبر‮ ‬بعض‮ ‬القنوات‮ ‬والابواق‮ ‬واشاعات‮ ‬مغرضة‮ ‬تصور‮ ‬للناس‮ ‬أن‮ ‬كل‮ ‬شيء‮ ‬منهار‮ ‬تماماً‮ ‬وأنه‮ ‬لا‮ ‬فائدة‮..‬

من‮ ‬أمام‮ ‬جامعة‮ ‬صنعاء‮ ‬تدار‮ ‬معركة‮ ‬وهمية‮ ‬يخدمها‮ ‬ضعفاء‮ ‬النفوس‮ ‬من‮ ‬المتساقطين‮ ‬والواهمين‮ ‬والمغامرين‮ ‬والمراهنين‮ ‬والباحثين‮ ‬عن‮ ‬مصالحهم‮.‬

معركة تخطط للإجهاز على هذا الوطن وشيء اسمه الجمهورية اليمنية ووحدة وديمقراطية وحقوق وعدالة متساوية.. الخ، ها هو التحالف الهجين المسمى بالمشترك بأيديولوجياته المختلفة يوجه سهامه الحاقدة على أمن واستقرار الوطن كاستراتيجية رئيسية لإسقاط الشرعية الدستورية من خلال‮ ‬الشباب‮ ‬الذين‮ ‬سبق‮ ‬وتعرضوا‮ ‬لعمليات‮ ‬مسخ‮ ‬فكري‮ ‬ثقافي‮ ‬وديني‮ ‬متطرف‮ ‬وسبق‮ ‬وان‮ ‬كانوا‮ ‬لقمة‮ ‬سائغة‮ ‬لمجاميع‮ »‬طالبان‮« ‬في‮ ‬أفغانستان‮ ‬وباكستان‮ ‬والبوسنة‮ ‬وغيرها‮.‬

وإزاء هذا التهديد الشامل والتحذيرات المتشدقة ليس هناك من خيار غير الاتفاق والتوافق و الحوار الوطني المسؤول طبقاً لما طرحه ويطرحه رئيس الجمهورية بعيداً عن المزاعم والاوهام التي سكنت العقول الملوثة لأدعياء السلطة ومحبي التسلط ومرتهني المغامرات الخاسرة والفاشلة‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 17-يوليو-2024 الساعة: 11:15 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-21425.htm