الإثنين, 30-مايو-2011
الميثاق نت - كلمة الميثاق كلمة الميثاق -
الجريمة التي اقترفها أولاد الأحمر وعصاباتهم المسلحة في الحصبة هو خروج على الشرعية الدستورية المنبثقة من الشعب وفيها تتجسد إرادته الحرة التي عبر عنها في انتخابات ديمقراطية تعددية تنافسية شفافة ونزيهة تفرض عدم التهاون مع ما حدث لأنه يهدد وحدة الوطن وأمنه واستقراره وبالتالي لايجب التعاطي معها باعتبارها قضية خصومة تطور إلى مواجهة مسلحة يمكن احتواؤها وإعادة الوضع إلى ما كان عليه عبر وسطاء يقربون بين الطرفين من خلال المساومات والتنازلات وكأن المسألة خلاف بين قبيلتين وليس بين دولة وعصابة مسلحة مارست الاعتداء والقتل والنهب والسلب للممتلكات العامة والخاصة واستولت على المؤسسات والوزارات والمنشآت الحكومية وحولتها إلى ثكنات لمسلحيها في تمرد غير مسبوق من حيث المكان والزمن في تحدٍ واضح للدولة لتندرج في إطار المحاولة الانقلابية عليها مشكلة خطراً على السكينة العامة والسلم الأهلي والوئام الاجتماعي، هذه جرائم لايمكن السكوت عنها أو التسامح فيها لأن التعاطي معها على هذا النحو له بعد من التداعيات على اليمن وشعبه وقبل هذا وبعده على وجود الدولة ككيان سياسي اقتصادي أمني مسؤول، على حفظ وصون وحماية هذا الكيان انطلاقاً من وظيفتها الرئيسية التي يمنحها لها الدستور الذي هو عقد اجتماعي ملزم لكل مواطنيها ومن يخرج عليه يجب أن تنطبق عليه القوانين النابعة منه على أيٍ كان فما بالك وما حدث من قبل عصابة أولاد الأحمر في دلالاته وأبعاده جريمة رفع السلاح في وجه الدولة إلى الخيانة العظمى مما يجعل ما شهدته العاصمة صنعاء وانطلاقاً من أحد أحيائها وهو حي الحصبة هو عمل تخريبي تدميري الهدف منه الدفع باليمن إلى كارثة الفوضى وما سينجم عنها من صراعات وحرب أهلية تؤدي إلى تشطير الوطن إلى دويلات ومكونات قبلية وطائفية ومذهبية ومناطقية لا تنتهي وحتى لا يتكرر مثل هذا الخطر الماحق يجب أن يطبق على مقترفي تلك الجرائم القانون لينالوا العقاب الرادع الذي يستحقونه تحقيقاً للعدالة التي ينبغي أن تسود كافة أبناء الوطن وعلى ذلك النحو الذي يجعلهم يشعرون أنهم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات أمام القانون وأن لا امتيازات ولا استثناءات لأحد وهذا ما سيعيد للدولة هيبتها ومكانتها وتتعزز الثقة بها وبدون ذلك فإن الفوضى ستعم وتسود هذا البلد شريعة الغاب وسيأكل فيه الكبير الصغير ويبطش القوي بالضعيف ويضيع الوطن وتنتهي الدولة وعلى الجميع أن يتحملوا مسئوليتهم بشجاعة أمام الله والشعب والتاريخ.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-21436.htm