عبدالله الصعفاني -
وهكذا دائماً.. التعاطي البطيئ مع المواقف والأحداث يتحول الى كوارث، ولكن لابأس فلعل في الاحداث ما يكون فرصة للعبرة والتدبر..
* أما أبرز أشكال التعاطي البطيئ فهو الأخذ بمبدأ ما نزل من السماء استلقفته الأرض، أو ما بدا بدينا عليه.. لاحظوا أن هذه المفردات فاقدة للحكم حتى لو بدت حكيمة.
* تغنينا بالوسطية ونسينا أن الوسطية ليست المراوحة في نفس البقعة المرتعشة، وإنما الوسطية هي الحق بين ظلمين.. بمعنى الاختيار وليس التأرجح..!
أما ذروة المأساة فهي أن نتسابق على امتلاك الحقيقة وادعاء الحكمة، بينما الأمر والحصاد لا يتجاوز متواليات العبث.
* والآن وقد وقعت الفأس في الرأس أو الفؤوس في الرؤوس لا مفر من التعاطي مع الامور بعقول مفتوحة لا تتجاهل حالة الاستياء الشعبي ولا تقفز على الواقع الذي يعيد بناء جسور الثقة وفق لغة واضحة ومقنعة ترتفع بها هذه الغيوم السوداء الجاثمة على القلوب.
* على أن هذا الأمر لن يتحقق من خلال طرف دون آخر، وإنما من خلال إحساس جمعي بالمشكلة والتنازل من أجل المصلحة العامة.
ومن التنازلات المطلوبة احتراماً للحقيقة والواقع عدم الافتتان المعارض بإسقاط النظام بذات ثورتي تونس ومصر بما فيهما من الارتدادات، وإنما التغيير بالأسلوب الذي يراعي الحالة اليمنية التي لا ينكرها إلا مغامر أو مقامر..
* القضية خطيرة وتحتاج الى تحريك دواليب العقل وقوى الحكمة المتبقية عند كل ذي مسؤولية، شاءت المصادفة أن يكون من مواليد اليمن.