الإثنين, 30-مايو-2011
الميثاق نت - الدكتور فضل مكوع حاوره: عبدالكريم المدي -
أكد الدكتور فضل مكوع- رئيس نقابة هيئة التدريس بجامعة عدن عضو اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين- إن ما يجري حالياً من قبل أحزاب اللقاء المشترك وشركائهم هو انقلاب صريح على الوحدة والديمقراطية بعد أن تأكد لهم عدم مقدرتهم على الوصول للسلطة عبر صناديق الاقتراع..
مشيراً إلى أن التحالفات الايديولوجية المتطرفة آنية وسوف تزول، لأنها تحالفات تحلم بالوصول إلى السلطة وليست ذات بُعد وطني.. لافتاً الى أنها ستتحطم على صخرة الاصطفاف الوطني الذي يلتف حول القيادة السياسية ممثلة بفخامة الاخ علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام - وفي التأييد الشعبي المطلق دفاعاً عن الشرعية والديمقراطية.
موضحاً أن من أهم فوائد هذه الأزمة أنها أفرزت الوطنيين وعرت الخونة.. فإلى نص الحوار..
۹ ونحن نحتفل بالذكرى الـ21 لقيام الجمهورية اليمنية.. ما دلالات ذلك اليوم أمام التحديات التي يواجهها الوطن؟
- تتمثل دلالات الوحدة ونحن نحتفل بشمعتها الـ21 في أمور كثيرة وعميقة ومهمة ولعل أهمها الحفاظ عليها والعض عليها بالنواجذ، وكذا تحمل المواطن اليمني كل المشاكل والقضايا وتجاوز الخلافات مهما كانت حدتها وذلك من أجل الوطن ووحدته التي تمثل أهم إنجاز يمني وعربي في العصر الحديث..
أقول ونحن نحتفل بهذه المناسبة الوطنية الكبيرة التي تأتي في ظرف استثنائي وغير مسبوق لابد من الحكمة والتأكيد على حب الوطن ووحدته من قبل القوى التي تنادي اليوم بالتصحيح وباسم الشعب.
عرت الخونة
۹ هل لهذه الأزمة التي يمر بها الوطن فوائد من وجهة نظرك على الصعيد الوطني؟
- نعم هناك فوائد وعبر ودروس، فالوطن الحبيب يمر بأزمة كبيرة وتحدٍّ صعب.. أزمة أفرزت وتفرز كل يوم الوطنيين الغيورين والمنتمين للوطن وترابه وثوابته ووحدته عن غيرهم، وهذا مكسب يجعلنا ويجعل شبابنا وكل الشرفاء يحذرون من الخونة والمرتدين الذين أفرزتهم هذه الأزمة.. فمن يريد اليمن آمناً موحداً مستقراً فقد أدرك من وقت مبكر لبداية هذه المؤامرة ان كل ما يجري مصطنع من قبل خونة الوطن وثوابته في الداخل وأسيادهم الذين يحركونهم من الخارج.
تعرية المتطرفين
۹ يرى البعض أن هذه الأزمة ساعدت الفكر المتطرف على التواجد والتغلغل في الحياة بشتى أنواعها.. كيف يمكن مواجهة المتطرفين المتحالفين مع المشترك؟
- يمكن مواجهتها من خلال الفكر ايضاً ومن خلال التوعية الاعلامية والمدارس والمحاضرات والتلاحم الوطني وتوضيح مخاطر الأفكار المتطرفة، وتعريتها أمام الناس ومدى ما ستسببه وتسببه وسببته للوطن من مشاكل أثرت وتؤثر على الاقتصاد الوطني والوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي والقيم والثقافة والسلام والعلاقات الاجتماعية.. ولنا أن نستدل بما أحدثته الأفكار المتطرفة ذات البعد العقائدي الايديولوجي على وطننا وفي كل المناحي والعلاقات الاجتماعية والسياسية والثقافية وكذا العسكرية التي يُفترض أن تظل مؤسسة متكاملة تأتمر لقائد واحد هو فخامة الأخ الرئيس، وليس للأهواء والتطرف والمؤامرات..
نتائج الوحدة
۹ .. ما الحلول الممكنة من وجهة نظرك لتجاوز أزمة الديمقراطية في بلادنا؟
- ما نشاهده اليوم ليس خلافاً سياسياً محترماً بين قوى سياسية وطنية تحترم نفسها وتحترم الدستور والقوانين وإرادة الشعب.. لهذا ما نشاهده بكل مصداقية- ونقولها هنا للتاريخ- هو محاولة انقلاب على الديمقراطية التي هي من ثمار إعادة تحقيق الوحدة الوطنية المباركة في عام 1990م والتي ايضاً اختارها الشعب نهجاً طيلة العشرين السنة الماضية وكان على الجميع الالتزام بها وبكل الثوابت الوطنية التي حققتها الوحدة.. ولكن في الواقع الذين يعرفون حجمهم الحقيقي والنتائج التي ستأتي بها الانتخابات ولاتخدمهم.. أرادوا الانقلاب على الديمقراطية.
الرد العملي
۹ إذاً ما الحلول؟
- الحلول هي التمسك بالشرعية الدستورية والتفاف الجماهير اليمنية التي أثبتت وتثبت كل يوم وفي كل مرحلة تحدٍّ يمر بها الوطن، وفاءها وعظمتها، هذه الجماهير التي تخرج بالملايين كل يوم في عموم المحافظات والعاصمة هي الحل والرد العملي على الانقلابيين.. ولابد من التوجه الجاد والحازم في محاربة الفساد والحفاظ على المكتسبات والثوابت الوطنية التي تأتي في مقدمتها الوحدة والتي تحاول أن تنهشها اليوم الكثير من الذئاب.
الأنانيون والإنقلاب
۹ نلاحظ أن هناك محاولات انقلاب حقيقية كما تفضلتم واشرتم ومن قبل قوى سياسية تقول انها وطنية .. لماذا؟
- لا يأتي هذا الانقلاب وهذه السلوكيات الا من قوى واشخاص أنانيين وغير مؤمنين بثوابت الوطن أعماهم الحقد.. لهذا السبب أو ذاك أصبحوا يحقدون على الوطن بهذا الشكل، وربما من ضمن أسباب ذلك فقدانهم لمصالحهم الشخصية، لكن مهما كان حجم وقوة وتأثير حقدهم على حياتنا وأوضاعنا فلن ينالوا من وحدتنا التي تعني وجودنا، وهي متجذرة في عروقنا ومنقوشة في قلوبنا ومتأصلة في تاريخنا ولم يمزقها إلا الاستعمار.
الفيدرالية
۹ ما رأيك فيمن يدعو للفيدرالية؟
- من يدعو الى الفيدرالية ليس لهم غرض شريف أو وطني وإنما هدفهم الرئيسي والوحيد العودة باليمن الى زمن التشطير.. لكن نقول لهؤلاء: إن الوحدة ستظل بإذن الله راسخة رسوخ الجبال، وعلى الجميع ان يتحاور لحل المشاكل العالقة تحت سقف الوحدة الكبير والمقدس.
المتنفذون والحروب
۹ هل ترى أسباباً معينة لهذه الأزمة التي يمر بها الوطن.. وهل تمثل خطراً على نسيجه الاجتماعي أو قل ترهق الوحدة والوحدويين؟
- لاشك أن هناك أخطاءً ارتكبت من قبل السلطة كانت من أسباب ما يحدث، وتتحملها في الحقيقة السلطة والمعارضة على حد سوا، كما أن هناك أسباباً رئيسية ومهمة ساهمت في وصول الاوضاع الى ما آلت إليه اليوم، ومن ضمنها: الأزمة المالية العالمية وكذا السياسية التي عصفت ببلدان ذات مراكز وامكانات مالية وسياسية قوية وتفوقنا بعشرات بل بمئات الاضعاف، فما بالك باليمن التي تمر بظروف اقتصادية صعبة، اضف الى ذلك أن هناك متنفذين عملوا على الاساءة للنظام ولكل الاشياء الجميلة منذ العام 2006م، فهؤلاء همشوا كثيراً من الكفاءات واشعلوا الحروب ودعموا الانفصال، واليوم أكملوا ذلك الدور الهدام بخروجهم على الشرعية الدستورية، بعد أن رأوا أن هناك ظروفاً معينة ربما تخدمهم والمتمثلة بالانتفاضات في تونس ومصر، والتي لم تعرف هويتها حتى الآن أو أهدافها..
وفيما يخص مدى خطورتها وخطرها على الوحدة فهي بلاشك تشكل خطراً على الوحدة والوحدويين الذين يمثلون السواد الأعظم من أبناء الشعب اليمني، كما أنها تمثل خطراً على الديمقراطية وعلى كل أشكال الحياة.. لهذا لابد اليوم من استكمال حلقة الاصطفاف الجماهيري حول الشرعية الدستورية.
تحالفات وقتية
۹ تشكلت في الفترة الاخيرة تحالفات أيديولوجية متطرفة ومتناقضة بين قوى دينية وسياسية.. ما خطر ذلك في نظرك؟
- هي تحالفات وقتية وذات مصالح آنية ومليئة بالمتناقضات.. لم تكن لتلتقي أبداً من قبل ولن تلتقي من بعد.. تحاول اليوم الانقلاب على الشرعية الدستورية، سعياً للوصول الى السلطة بعد أن رأت أنها غير قادرة على الوصول اليها عن طريق صناديق الاقتراع.
معنى الثوابت
۹ في ظل ما يشهده الوطن من تحدٍّ ومؤامرة وبصفتك مثقفاً وأكاديمياً وأديباً.. ما دور المثقف الذي ينبغي عليه القيام به للمساهمة في خروج الوطن من محنته؟
- يتمثل دور المثقف في تنوير الناس وتوعيتهم وتبصيرهم بالأشياء من حولهم وتسليط الاضواء على الحقائق التاريخية وعما أنجزته دولة الوحدة والتطور الذي حققته وقطعته خلال السنوات الماضية من عمر وحدتنا المباركة.. كما يجب عليه أن يبين للناس قيم ودلالات ثوابتهم الوطنية ومخاطر الانزلاق في الفوضى وكذلك مآسي التشطير والتباعد، الى جانب وضعه عدداً من البرامج والانشطة الثقافية والاجتماعية والتنويرية وغير ذلك لإبراز كل ما يعكس المنجز الذي تحقق للوطن منذ العام 1990م وحتى يومنا هذا وأن لا يكون هذا المثقف أو ذاك سلبياً أو يتخذ ويحدد لنفسه الدور الحيادي أو الضعيف أو المتفرج.. خلاصةً يجب على المثقف الوطني ان يكون له كلمته القوية المسموعة ودوره الكامل في الحياة..

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:26 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-21439.htm