اقبال علي عبدالله - ما أقدم عليه «جهال الشيخ الأحمر» والمليشيات المسلحة التابعة لهم في منطقة الحصبة يوم الاثنين الثالث والعشرين من مايو المنصرم من جريمة بل جرائم بشعة مازالت تتواصل، كانت بالنسبة للكثيرين ممن يقرأون المشهد السياسي في بلادنا وتحديداً من الانتخابات الرئاسية أواخر عام 2006م، هي جرائم متوقعة كانت تتصاعد في الكثير من المواقف لهؤلاء «الجهال» الذين اساءوا للتاريخ النضالي المشرف لوالدهم رحمه الله واسكنه فسيح جناته الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.
ولعل المتابع الجيد لتصريحات بعض جهال الأحمر خاصة بعد أن هزم الشعب مرشحهم الرئاسي مرشح أحزاب التآمر المشترك وفوز مرشح المؤتمر الشعبي فخامة الرئيس علي عبدالله صالح- حفظه الله ورعاه- سيدرك هذا المتابع أن جريمة «الحصبة» البشعة هي امتداد طبيعي لتلك التصريحات خاصة الهجوم المليئ بالشتائم لشخص فخامة رئيس الجمهورية تواصلاً بدعم من أحزاب التآمر المشترك في خططها التآمرية للانقلاب على الشرعية الدستورية للاستيلاء على السلطة دون طريق الانتخابات، ومن ثم مساندة ودعم الجماعات الإمامية في شمال الشمال ودعاة الانفصال في الجنوب.. وصولاً إلى شراء وتهريب الأسلحة من إحدى الدول الاقليمية إلى البلاد استعداداً لتنفيذ جريمة «الحصبة» الدموية.. ولعل الأسلحة الخفيفة والثقيلة التي استخدمتها مليشيات جهال الأحمر في جريمة «الحصبة» دليل على الاستعدادات المبكرة لهؤلاء الجهال والمليشيات التابعة لهم وبدعم خارجي بات مكشوفاً للانقلاب على إرادة الشعب وشرعيته الدستورية وصولاً إلى ماهو مخطط لهم خارجياً في تقسيم اليمن وزعزعة أمنه واستقراره وضرب وحدته المباركة التي تحققت بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بقيادة فخامة الأخ علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام- في الثاني والعشرين من مايو 1990م.
إن جهالة «جهال الأحمر» واعتقادهم انهم فوق القانون والبشر وأنهم دولة داخل دولة وأن بإمكانهم أن يعملوا ويفعلوا ما يشاؤون دون أن يسألهم القانون، باعتقادي هو السبب وأقصد إحدى الأسباب التي جعلتهم يدفعون مليشياتهم «القبلية» المسلحة إلى ارتكاب جريمة «الحصبة وما نتج عنها من قتل وجرح وتشريد المئات من المواطنين بينهم أطفال ونساء كانوا يسكنون في هذه المنطقة التي تتوسط العاصمة ناهيك عما كشفته الجريمة البشعة من مخطط احتلال المباني الحكومية وقطع الطرق الرئيسية منها طريق المطار.. وكل ذلك دون إدراكهم لحقيقة أن الشعب لديه مؤسسات أمنية وعسكرية تستطيع ردع مثل هذه الاعتقادات الخاطئة وحسم الأمور بالقوة، وهو أمر تعلَّمه جهال الأحمر من مغامراتهم ضد الدولة والنظام والقانون.. فالمناخ السياسي المتأزم الذي تعيشه البلاد لا يعني أن الوطن مفتوح لبلطجة مثل هؤلاء الجهال وغيرهم ممن كشفت الأزمة وجوههم السوداء.. وهنا نذكّر هؤلاء الجهال ومليشياتهم واتباعهم الإرهابيين من تنظيم القاعدة ودعاة الانفصال والإماميين الجدد أن الوطن والشعب وقواته المسلحة أكبر منهم.
|