الميثاق نت -

السبت, 11-يونيو-2011
الميثاق نت/ متابعات -
قوبلت تصريحات قيادات أحزاب اللقاء المشترك ووسائل إعلامهم التي تستهين وتنفي وجود «تنظيم القاعدة» الارهابي في اليمن وتعتبره «فزاعة» يستخدمها فخامة رئيس الجمهورية لتهديد وابتزاز دول الغرب والجوار، قوبل ذلك من قبل الأسرة الدولية والمحيط الاقليمي ودول الخليج بالاستهجان والاستغراب والسخرية احياناً.

وجاء ذلك الاستغراب والرفض من تلك الدوائر الغربية خاصة الولايات المتحدة وغيرها من الدوائر العربية والخليجية على وجه الخصوص في المملكة العربية السعودية، كونهم شركاء أساسيين مع اليمن في محاربة الارهاب ويدركون الجهود الكبيرة والمقدرة لفخامة الرئيس في هذا الملف الذي يلقى في كل مناسبة الاشادة والتقدير الكبيرين من تلك الدول والدوائر المعنية التي حذرت في ذات الوقت من خطورة «تنظيم القاعدة» الارهابي ليس على اليمن ودول المنطقة فحسب، بل على العالم أجمع خاصة في حالة زوال نظام الرئيس صالح لأن كل البدائل له وفي مقدمتها أحزاب اللقاء المشترك غير مؤهلة ولا مهيأة للتعامل مع هذا الملف.

ولم تخف الإدارة الامريكية التي يتحذر دائماً من خطورة تنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب على أمنها وأمن كل العالم، من مخاوفها بعد تحرك التنظيم الارهابي الاسبوع الماضي ومحاولته الاستيلاء على عدد من المؤسسات والمباني الحكومية بسبب الأوضاع السائدة في اليمن، وهو الأمر الذي حذرت منه قبل وقوعه، وقال مسؤول امريكي الاربعاء، إن قاعدة شبه الجزيرة العربية قد استغلت الوضع وتحركت لملء الفراغ.

وقال المسؤول الامني الذي نقلت عنه «نيويورك تايمز»: إن القوات الامنية اليمنية تتعرض لهجمات يومية متزايدة من أفراد القاعدة»، وتقول الصحيفة: «إن تطور الاوضاع في اليمن أدى الى رفع حالة القلق داخل إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما التي وجدت نفسها في وضع حساس وبدأت البحث في الإجراءات اللازمة للتعامل مع قاعدة جزيرة العرب في اليمن في ظل هذه التطورات المتلاحقة..»، ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أمني امريكي القول: «نرفض تلك الافتراضات التي تذهب الى أن الرئيس صالح يستخدم القاعدة لدعم نظامه وتهديد الآخرين».



خطر عالمي

وأكدت دراسة حديثة أنجزها مركز أبحاث أمريكي ان تنظيم القاعدة خطر على العالم، لكنه أكثر خطورة وهو ينطلق في اليمن تحت مسمى «تنظيم شبه جزيرة العرب»، في حالة مغادرة الرئيس صالح للسلطة.

وأضافت الدراسة التي أنجزها «معهد المؤسسة» الامريكي مؤخراً: «إن تنظيم القاعدة في اليمن سيبقى حجر العثرة الأساسي أمام استقرار اليمن، أو إحداث أي تغيير سلمي للسلطة فيه، حيث إن هذا التنظيم ينتهز فرصة سقوط الانظمة للقيام بعمليات تعبئة شعبية لإنشاء إمارة إسلامية، حسب تقرير هذه الدراسة التي أشارت إلى ان مثل هذه الخطوة قد تحدث ايضاً في دول عربية أخرى تشهد اضطرابات أو انهيار انظمة سابقة على غرار تونس ومصر وليبيا.



مستقبل مجهول

الخبير الالماني في شؤون الشرق الأوسط والارهاب ميشائيل لودز يرى في مقابلة مع «دويتشه فيله» الالمانية- أن الوضع في اليمن لا يسمح باتخاذ قرارات دولية صارمة ضد النظام الحالي لوجود تنظيم القاعدة في هذا البلد.. ويضيف: ان الغرب يتخوف من تحول اليمن الى دولة فاشلة خاصة مع انتشار السلاح ونشاط القاعدة في هذا البلد الفقير.

ولا يخفي لودز تخوف الغرب من المستقبل المجهول لليمن في حال سقط نظام الرئيس صالح.. ويضيف: (يتساءل» الغرب عمن سيأتي في حال سقط نظام صنعاء، ويتلخص ذلك فيما قالته السفيرة الامريكية لدى مجلس الأمن سوزان رايس للصحفيين ان وفوداً دولية منها وفد بلادها شددوا على عملية إنهاء العنف في اليمن وتبني عملية سياسية الى انتقال للسلطة يحظى بمصداقية، ويقول : «في الغرب يرون أن الانهيار الكلي للدولة وتحويلها الى دولة فاشلة سيساعد في انتشار الارهاب والقرصنة ما سيهدد المصالح الغربية المتمثلة في تأمين الملاحة البحرية»، ويضيف: «أن الغرب لا يريد أن تتحول اليمن الى دولة فاشلة ينشط فيها تنظيم القاعدة وينطلق من أراضيه الى أي مكان في العالم بما فيه الغرب، فضلاً عن التأثيرات السلبية على الاقليم والمنطقة الذي سينعكس بالتأكيد على دول الغرب ويهدد مصالح دوله الاستراتيجية..».



رهان أمريكي

ويرى ستيفن هايدمان- نائب رئيس المعهد الامريكي للسلام والاستاذ في جامعة جورج تاون بواشنطن في دراسة عن «تنظيم القاعدة» نشرت خدمة «الواشنطن بوست» أجزاء منها «أنه رغم تركيز الولايات المتحدة منصب على افغانستان وباكستان مع تضاؤل التوقعات الايجابية لتعزيز علاقات الولايات المتحدة مع ايران، فإن إدارة أوباما تراهن على الرئيس علي صالح ونظامه في مواجهة تنظيم قاعدة العرب الناشط في اليمن، لذلك فقد زادت الولايات المتحدة من مساعداتها العسكرية لليمن، وفي سبتمبر 2009م صرح الرئيس أوباما مباشرة بدعم الولايات المتحدة لنظام الرئيس اليمني..».

ويقول هايدمان ان : «واشنطن تعتبر تصعيد الصراع اليمني مؤشراً مقلقاً كونه يهدد نظام الرئيس صالح، ومنذ عام 2001م عززت الولايات المتحدة علاقتها بالرئيس صالح كحليف لها في الحرب على الارهاب، حيث تعاون معها في مواجهة المؤيدين المحليين لتنظيم القاعدة، حيث لاتزال مكافحة الإرهاب هي الشغل الشاغل في واشنطن وتدرك تماماً أن الارهاب المتمثل في قاعدة اليمن سيكون خطيراً على مصالحها في حال رحيل الرئيس صالح، وسينشط التنظيم الارهابي أكثر ويزداد تمرداً إذا ما ضربت الفوضى هذا البلد بموقعه الاستراتيجي المهم في المنطقة».



أوضاع مقلقة

وكالة «رويترز» قالت في تقرير لها السبت الماضي: «إن الاحداث الجارية الآن والتي تنذر بفوضى تتيح مجالاً أوسع لأكثر أعضاء القاعدة تشدداً وجرأة لمهاجمة الغرب ورفع معنويات التنظيم بعد فقده زعيمه أسامة بن لادن».

وقالت: «إن تأزم الصراع السياسي وانشغال الاجهزة الأمنية اليمنية بما يدور في صنعاء ومناطق الاحداث سيتيح لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب ان ينعم بحرية اكبر ليستغل ما عُرف عنه من مهارة في تدبير تفجيرات جريئة ومبتكرة.. ان هذا التنظيم له أهمية دولية كبرى لأنه يضم أكثر مقاتلي القاعدة جسارة وهو خبير في عمليات الخارج وتصنيع وإخفاء عبوات ناسفة متطورة وإنتاج دعاية مؤثرة على الانترنت تحرض آخرين على شن هجمات».

ونقل التقرير عن البريطاني جريجوري جونس المتخصص في شؤون الارهاب: «ان أوضاع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مقلقة جداً، بما في ذلك طموحاته لتوجيه ضربة خارج اليمن في الدول المجاورة وصولاً الى أهدافهم في دول الغرب، وهو أمر شبه مؤكد في حال انهيار اليمن وضربته الفوضى لأن هذه هي البيئة الملائمة لنشاط تنظيم القاعدة كما حدث في الصومال وافغانستان والعراق».


تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-21605.htm