كلمة 26 سبتمبر - الأواصر التاريخية ووشائج القربي وصلات الرحم التي تربط اليمن قيادةً وشعباً بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بقيادة وشعب الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بزعامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تعبر عن العلاقات الإخوية المتميزة والحميمة المتجلية في أرقى صورها وأعمق معاني مضامينها في المواقف الصادقة الى جانب اليمن، وعلى نحو يمكن أبناءه من مجابهة الظروف والأوضاع الصعبة ومواجهة التحديات والاخطار التي افرزتها الأزمة الراهنة في الوطن، وهذا كله يتجسد في الجهود الحثيثة والمخلصة من قبل الاشقاء للخروج منها وتجاوزها ومواصلة مسيرة بنائه ونهوضه وتطوره وتقدمه موحداً آمناً ومستقراً ومزدهراً.
ان هذه المواقف ليست وليدة اللحظة، بل هي استمرار لما كانت عليه دائماً المملكة تجاه أخوانهم ابناء اليمن.. منطلقين في ذلك من قناعة راسخة اننا في منطقة الجزيرة والخليج جسد واحد، وما يصيب جزءاً منه تتداعى له سائر أعضائه، وهو ما يعكس فهماً ووعياً للوجود المكاني والمسار الزماني للجغرافية والتاريخ، وما يجمعنا من انتماء لعقيدة وأرومة واحدة تعبر عنها حضارياً وثقافياً قيم ومبادئ واحدة وعادات وتقاليد مشتركة، عليها نبني الحاضر ونتطلع للمستقبل.
من هنا كانت تلك المشاعر والأحاسيس التي عبر من خلالها خادم الحرمين الشريفين في اتصاله الهاتفي أمس الأول عن اطمئنانه على صحة فخامة الأخ الرئيس وهو يتماثل للشفاء من الحادث الإجرامي الإرهابي البشع الذي تعرض له وكبار مسؤولي الدولة وهم يؤدون صلاة الجمعة في جامع النهدين والذين يتلقون العلاج بمستشفيات المملكة، وفي هذا نتبين مدى اهتمام وحرص ورعاية خادم الحرمين الشريفين بصحة فخامة الأخ الرئيس وهو ما يؤكد عظمة ونبل هذه الأحاسيس والمشاعر تجاه اليمن ووحدته وأمنه واستقراره الذي ابناؤه يعبرون عن الامتنان والشكر والتقدير والاحترام لما قامت وتقوم به قيادة المملكة العربية السعودية تجاه اليمن وقيادته وفي الصدارة مبادرة خادم الحرمين الشريفين في استقبال فخامة الأخ رئيس الجمهورية، وكبار المسؤولين المصابين في ذلك الحادث الإجرامي للعلاج في المملكة، وهذا موقف بالغ الدلالة على متانة عرى العلاقة الوثيقة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين الجارين.. في هذا السياق كان تثمين فخامة الأخ الرئيس لهذه المواقف التي لا يمكن ان تنسى للأخوة في المملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين في هذا الاتصال بين قائدي البلدين الشقيقين، والذي كان له بالغ الأثر على نفوس وقلوب وعقول كافة ابناء اليمن بما اشاعه من الطمأنينة على صحة فخامة الأخ الرئيس وبقية إخوانه الذين طالتهم الأيادي الغادرة الآثمة في ذلك العدوان الإرهابي الهمجي السافر الذي اراد مقترفوه الدفع باليمن الى الخراب والدمار والفوضى، إلا أن ارادة الله سبحانه وتعالى وعنايته قد افشلت مآرب ومرامي اولئك المجرمين الذين حتماً ستطالهم يد العدالة عاجلاً أو آجلاً.
ويبقى القول ان هذه الوقفة لخادم الحرمين الشريفين والاشقاء في المملكة لن ينساها شعبنا اليمني، وهي تضاف الى وقفات ومواقف سابقة، وتتواصل اليوم لتفتح آفاقاً رحبة وفضاءات واسعة في مسارات العلاقات التاريخية الحميمة التي تصب في مصلحة حاضر ومستقبل الشعبين الشقيقين اليمني- السعودي.
|