عبدالولي المذابي -
تستوجب آداب العمل السياسي على جميع الاطراف المتنازعة الاحتكام الى القواعد الاساسية للعبة وأولها احترام الدستور والقوانين النافذة لأنها المسوغ الشرعي لوجود هذه التكوينات السياسية، فإذا ما رفضها طرف أو انقلب عليها كما يحدث الآن فإن البدائل ستكون مأساوية.
ولكي لانغرق في التشاؤم يجب القول بأنه لايزال هناك فرصة لترميم الشروخ التي حدثت وأولها إدانة الحادث الاجرامي البشع الذي استهدف قيادات الدولة في جامع النهدين مطلع الشهر الجاي، والمطالبة بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة، ثم الحديث بعد ذلك عن مسائل الحل سواء عبر الحوار أو التفاهم بأي شكل قانوني لايقفز على ثوابت الدستور وأبجديات العمل السياسي السلمي.
إن الحديث عن الأزمة السياسية في اليمن اليوم إنما هو حديث عن الشرعية التي يستوجب الحصول عليها أي طرف سياسي يريد الوصول الى السلطة، بما ينسجم مع إرادة الشعب ويحقق رغبة الأغلبية التي يحسمها صندوق الانتخابات.
ولابد من التأكيد في المرحلة الراهنة على الاصطفاف الوطني الكامل باتجاه استعادة دور الدولة القادرة على تأمين معايش الناس والحفاظ على أمن واستقرار البلد وتوفير المناخ الآمن للاستثمارات، وهو لايتفق مع مايدور حالياً من استهداف واضح لدور الدولة ومحاولة شل حركتها وقدرتها على خدمة المواطن الذي بات يعاني الأمرين في الحصول على احتياجاته الاساسية من الغذاء والخدمات وخصوصاً المشتقات النفطية والكهرباء التي ارتبطت ببعضها في استهداف واضح من قبل الاقلية المخربة لتفسد على المواطن حياته وتكدر عيشه، وليس أدل على ذلك ماحدث في محافظة الحديدة التي تعرضت لجريمة بشعة جراء قطع خطوط نقل التيار الكهربائي فعاشت يوماً من أسوأ أيامها وراح نتيجة هذه الجريمة الشنعاء أكثر من 15 مريضاً في المستشفيات، ولا ندري ماهي الرسالة التي يريد هؤلاء توصيلها للشعب.. وهل هذا هو الاسلوب الذي يريدون ان يحكموا به.
لايزال في الوقت متسع لمراجعة الحسابات والابتعاد عن اذية الناس فهذا الاسلوب لايخدم تلك الاحزاب ولن يزيد من شعبيتها قطعاً كما انه لن يضر بالرئيس علي عبدالله صالح أو المؤتمر بقدرما سيزيد من شعبيته ونحن لانريد هذه الشعبية التي تأتي على حساب الاضرار بالناس وقتل النفس المحرمة بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وأريد هنا توجيه الدعوة لمن تبقى من العقلاء في تلك الاحزاب بأن يراعوا حرمة المواطن ويتقوا الله في هذا الوطن، ويفكروا قليلاً في نتائج أعمالهم والدمار الذي سينتج عنها، ولهم ان يتذكروا قدرة الله عليهم.. ان هم قدروا على ظلم الناس بتلك الأفعال النكراء.