ابن النيل -
محظوظون هؤلاء الصهاينة الأوغاد.. وقد تمكنوا في غفلة من الزمن وفي غفلة من التاريخ.. من اغتصاب حقوق الغير بقوة العدوان والتوسع، وهي المرة الأوحد على مر العصور.. التي تنشئ فيها عصابات إجرامية مسلحة.. كياناً عنصرياً مصطنعاً للقائمين عليها، عملاً بما ورد في وعد مشئوم.. أعطاه من لايملك لمن لايستحق.
محظوظون هؤلاء الصهاينة الأوغاد.. وهم يتخذون من التقادم الزمني.. ذريعة لتثبيت شريعة الاغتصاب، وينتزعون من حكام الأمة المغتصبة حقوقها.. إقرارهم بشرعية ومشروعية فعلتهم العدوانية تلك.
محظوظون هؤلاء الصهاينة الأوغاد.. وهم يتلقون بين الحين والآخر.. وعلى طبق من فضة كما يقولون.. وجبة طازجة من تنازلات النظام الرسمي للجانب المعتدى عليه، وفقاً لمشيئة من نصَّبوا أنفسهم أوصياء على مقدرات الشعوب المغلوبة على أمرها.. في سائر بلدان الكون الذي نعيش بين أرجائه..
محظوظون هؤلاء الصهاينة القتلة.. ونحن نتناحر فيما بيننا إلى حد الاقتتال مع بعضنا البعض، وكأنما نعمل لحسابهم، حيث العشرات من ضحايا الموت المجاني في صفوف بني قومنا في الوطن المحتل، دونما يتحمل مغتصبو حقوق أهلنا هناك عناء اطلاقهم رصاصة واحدة باتجاه صدورنا.
ويحضرني هنا.. ما سبق وأن أكد عليه الرئىس الفلسطيني الراحل »ياسر عرفات« بقوله.. إن دَمَنا ليس نفطاً ولا ماء، إنما هو ملح الأرض في زمن السلم، وبارودها في زمن الحرب.
فهل آن لشركاء المستقبل والمصير في فلسطيننا التي نحب.. أن يدركوا قبل فوات الأوان.. فحوى هذا الذي قاله "أبوعمار"؟!، هذا هو السؤال.. وإلى حديثٍ آخر.