الميثاق نت - خطيب جمعة حماة الوطن- الميثاق نت

الجمعة, 24-يونيو-2011
الميثاق نت -
أدى ملايين اليمنيين اليوم صلاة الجمعة "جمعة حماة الوطن " في الساحات والميادين العامة بأمانة العاصمة صنعاء وعموم محافظات الجمهورية .

وفي خطبتي صلاة الجمعة بجامع الصالح بالعاصمة صنعاء أكد القاضي أحمد عبدالرزاق الرقيحي على ضرورة وقوف كافة أبناء اليمن إلى جانب إخوانهم في القوات المسلحة والأمن لحماية الوطن ووحدته وأمنه واستقراره والحفاظ على المنجزات والمكاسب الوطنية والممتلكات العامة والخاصة .

وأوصى الرقيحي أبناء اليمن بتقوى الله والتزام طاعته وهداه وطاعة الله والتزود بالتقوى.. داعيا إياهم إلى الإقبال على الله بقلوب مؤمنة والامتثال لأوامره والإنابة إليه والتزام شرعه والتمسك بدينه وتعزيز اللحمة الوطنية والاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عملا بقوله سبحانه وتعالى " وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ".

وشدد على ضرورة الالتزام بتعاليم الدين الحنيف وحفظ حدود الله كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم :" إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم وإن العبد بين مخافتين ، بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه وبين أجل قد بقى لا يدري ما الله قاض فيه ، فليأخذ العبد من نفسه لنفسه ومن دنياه لأخرته ومن الشبيبة قبل الكبر ومن الحياة قبل الموت ، فوالله ما بعد الموت من مستعتب وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار ".

وقال:" تتوالى الأيام وتتعاقب الشهور والأزمان وتضيق بنا حلقات المحن وأحداثها وتشتد علينا ظلمات الليالي وتقلباتها وتعصف ببلادنا أمواج البلايا والرزايا، فتعطل على الناس حياتهم وتكدر عليهم صفو معيشتهم واستقرارهم ، فمنذ ما يزيد على خمسة أشهر ونحن نعيش هذه الغمة ونتجرع مرارة الغصة ، ونشكو بثنا وحزننا إلى الله، ويعاني شعبنا من هذه الشدة ويئن تحت وطأة الفتنة التي قد أطبقت عليه وجثمت على صدره وأنفاسه وسلبته كل معاني الحياة ، بل كادت أن تحرمه من رئيسه وقائدة وصمام أمانه وباني نهضته في تلك الجريمة النكراء والفعلة الشنعاء التي استهدفت بيتا من بيوت الله ورئيسنا وقائدنا وكافة قيادات الدولة ولكن هيهات قال عز وجل " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"وقوله سبحانه " والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين" .

وأضاف :" لا نسمي هذا يأسا وقنوطا من رحمة الله ولا جحودا أو اعتراضا على مشيئة الله وإنما نشكو بثنا وحزننا إلى الله ونظهر حمدنا وشكرنا للعظيم جل في علاه ونعلن عن حاجتنا وذلنا إلى أن ينظر علينا العظيم برحمته فيدفع عنا هذه الفتنة ويحقن دمائنا ويكشف عنا الغمة ويشفي رئيسنا ويعيده إلينا سالما غانما ويعافي رجالات اليمن وأن يرحم من قضى من شهدائنا ورجال أمننا وأن يعصم قلوبنا بالصبر وأن يضاعف لنا الأجر والمثوبة وصدق الله العظيم الذي يقول " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " .

وتابع:" نقول ذلك لنخفف من لوعة القلوب المكلومة ونهدئ من روعة النفوس المرعوبة ونعبث فيها الأمن والسكينة والسلامة والطمأنينة ونرسخ في العقول والأذهان والقلوب حقائق الرضى والإيمان ومعاني التسليم والقبول والإذعان لقضاء الله وحكمه وإرادته ومشيئته، فما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطئنا لم يكن ليصيبنا، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله ما شاء فعل ، هكذا قال الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وهكذا ينبغي أن يكون التسليم والرضا للمؤمنين".

ومضى قائلا :" إننا نشعر بالفرحة ونزف البشائر والغبطة بعظيم من الله وكرمه وألطافه حينما تحيط عنايته بعباده المؤمنين وعباده الصالحين، فتحاك المؤامرات وتضرب الصواريخ والناسفات فيخرج فخامة الأخ رئيس الجمهورية من بين هذا وذاك حيا يرزق سليما معافى بفضل الله وكرمه ، ليس هذا فحسب بل مأجورا من الله حسب قول الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام القائل " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط " ويقول أيضا" ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه".

واستطرد:"نقول ذلك لنبعث في العقول والألباب العبرة والعظة ونعرف من وراء هذا الدرس والتجربة والتذكرة والموعظة كيف سيكون حالنا إن تمادينا في غرورنا وعنادنا وكيف سيكون مآلنا إن أصررنا على غينا واستكبارنا وانسقنا وراء أحزابنا وسفهائنا وخلافاتنا ونزاعاتنا ".

وأوضح الخطيب الرقيحي أن شعب اليمن عاش قرابة ستة أشهر تجربة مريرة ورأى بأم عينيه ما ينتظره من مستقبل مظلم وما يحيط به من خراب ودمار فغاب عن الناس أمنهم وحرموا نعمة الأمن والسكينة، وصار هناك خوف وقلق واستشرى الهلع والفزع بين القلوب والنفوس وكلُ يخاف على نفسه وماله ويخشى على أهله وأسرته .. سائلا الله أن يخرج اليمن من هذه المحنة والشدة التي غيبت عن الناس استقرارهم وأضرت أحوالهم ومصالحهم وسفكت دمائهم ويتًم الأطفال ورُملت النساء وفُجعت الأمهات.

وقال:" لقد رأينا خلال الستة الأشهر الماضية المستقبل المظلم الذي ينتظر اليمن إن نحن تمادينا في الغي وانسقنا وراء جُهالنا وأحزابنا، فاعتدي على العظائم والمحرمات واعتدي على ولي الأمر والمقدسات فضربت المساجد والمستشفيات وعطلت المدارس والمؤسسات وغاب الأمن واختفى الإيمان وفسدت الأخلاق وكسدت التجارات والأسواق وشحت الموارد والمعايش والأرزاق ولم يجد التاجر من يشتري بضاعته ولم يلقى العامل ما يسد به جوعته ويعول أطفاله وأسرته" .

وأضاف :" إننا نقول هذا لنبعث الخوف والخشية من الله إن بقي خوف أو خشية من الله في نفوس أبت إلا المضي في غيها والتمادي في جهالتها لتثير الفرقة بين شعب اليمن وتعمل على ترويج شق الصف وتفريق الكلمة والخروج عن النظام والجماعة بدعوات تصدرها وبيانات تعلنها زاعمة أن ذلك هو حكم الله وان تلك هي إرادة الشعب وأن هذا هو ما ينبغي أن يصدع به العلماء ونقول اتقوا الله يا من تقولون أن هذا هو حكم الله ومن تدًعون أن هذه هي إرادة الشعب، اتقوا الله يا من أخذ الله عليكم العهد والميثاق لتبيننه للناس ولا تكتمونه فوالله ما أمرنا الله بالخروج عن الطاعة ولا بالتنصل عن الوفاء بالعهد والبيعة، ولا أمرنا بنقض المواثيق والعهود والخروج على ولي الأمر بالسلم أو الهروب وعلماء اليمن يعرفون حكم الله في ذلك ويسمعون ويتلون آيات الله قال تعالى " يأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود " وقوله " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ".

وتساءلا الخطيب قائلا :" أين انتم من هذه الآيات القرآنية؟ وأنتم تعلمون وتعرفون قول الرسول عليه الصلاة والسلام" أوفوا ببيعة الأول فالأول". مبينا أنه كان الأولى الوفاء بالعهد والبيعة لفخامة رئيس الجمهورية التي تمت في عام 2006م وخرج علماء اليمن قبل غيرهم مهنئين ومباركين لتلك البيعة فلماذا هذا التنصل ؟ والله ما أمرنا بالتحاكم إلى الشارع ولا إلى إرادة الشعب ولا الرجوع إلى جماعة أو حزب وإنما أمرنا الله تعالى بالتحاكم إلى كتابه و سنة نبيه وهديه فأين تذهبون؟ وإذا تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم مؤمنين.

وتابع:" لم يأمرنا رسول الله بالمعارضة وشق الصف ولا أوصانا بالمظاهرات والمرابطة في الميادين والساحات ولا أباح لنا إسقاط نظامٍ يحكم بدين الله وشرعه ولا أمرنا بالخروج على أمام أو رئيس يشهد أن لا إله إلا الله فأين تذهبون؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " اتقوا الله واسمعوا وأطيعوا وإن تأمر عليكم عبد حبشي " ويقول أيضا " من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن فارق الجماعة مات ميتة جاهلية ".

ووجه رسالة إلى العلماء قائلا" تعلمون أن رسول الله صلى عليه وسلم يقول "من كره من إمامه شيئا فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية"وهذا ما نعلمه من كتاب الله وسنة رسوله وما تعلمونه يا علماء اليمن وسمعناه وحفظناه منكم على منابركم وأخذناه منكم في محاضراتكم ودروسكم" .

وتابع بالقول" إن شعب اليمن شاهد على أنكم كنتم تدينون هذا وتأمرون عباد الله بهذا وتعتلون المنابر وتخرجون المؤلفات في وجوب طاعة ولي الأمر فكيف تحكمون ؟ لماذا هذا الزيغ والنكوث ؟ هل بعد الهداية من ضلال؟ وهل بعد الاستقامة من زيع وانحلال ؟ هذا ما كنا نحفظه ونسمعه ممن يقولون أنهم علماء ودعاة ومرشدون ".

وأضاف" والله ما أمرنا الله بشق صف ولا تفريق كلمة ولا سفك دم ولا انتهاك حرمة ولا إثارة فرقة ولا إشعال فتنة، بل أمرنا الله ورسوله بأن نلزم الصبر ونوحد الكلمة ونحذر من دعاة التفريق والفتنة، فعن حذيفة بن اليمان قال " كان الناس يسألون النبي عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلتُ يا رسول الله إنا كنا في شر وجاهلية حتى جاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم : قلتُ وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال نعم : وفيه دخنُ وفيه فسادُ وبلاء، قلت وما دخنه يا رسول الله؟ قال دعاة أو قوم يهدون بغير هديه ، قلت تعرف ذلك الخير من الشر يا رسول الله؟ هل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال نعم دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم فيها قذفوه فيها،قلت صفهم يا رسول الله لنا ؟ قال هم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا، قلت فما تأمرني يا رسول الله إن أدركني ذلك؟ قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم".

وتساءل الخطيب الرقيحي ماذا يا علماء اليمن يا من أخذ الله عليكم العهد والميثاق نترك الواضح المحكم من كتاب الله ونتحاكم أو نتمسك بتأويلاته واجتهاداته؟ نناقض قول الله ورسوله فمن سنتبًع يا أبناء اليمن قول الله وكتابه أم قول من يخالف كتاب الله ودينه ؟ علينا أن نتبع كتاب الله وسنة رسوله وهديه التي تأمرنا بالقول الصريح الواضح الصحيح بلزوم جماعة المؤمنين وإمامهم أي رئيسهم وقائدهم الذي انتخبناه حاكما علينا.

وقال:" لقد دعوتمونا يا علماء عندما اجتمعت جمعية علماء اليمن في هذا الجامع فخرجنا ببيان يرضي الله ورسوله، فطلبتم منا التوبة والإنابة، وأنا والله استغربت من ذلك الطلب لأن المؤمن مطالب بالتوبة في كل الأحوال، فماذا نقول لكم اليوم وانتم اليوم قد صدعتم بعد الاختفاء ثلاثة أشهر أو يزيد بهذا البيان، والله ما كنا نأمل منكم الخروج بهذا البيان ولا تغليب الهوى أو شحا مطاع أو رغبة في سلطة على قول الله وقول رسوله فاتقوا الله يا عباد الله واستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم".

وحث كافة أبناء اليمن على التزام جماعة المسلمين وإمامهم والالتفاف حول رئيسهم قائلا:"عليكم بجماعة المسلمين وإمامهم، وحدوا الصفوف واجمعوا الكلمة وارأبوا الصدع الذي كاد أن يقسم أبناء اليمن وان يأتي على شعبه وأرضه ".

وأضاف :" على علماءنا ومفكرينا ومشائخنا وأرباب صحافتنا وإعلامنا الالتزام بجماعة المسلمين وإمامهم وتوحيد الكلمة، لان شعب اليمن يعيش اليوم محنة ،وينبغي تظافر جهود الجميع حكومة ومعارضة .. داعيا المعارضة إلى تحكيم كتاب الله وسنة رسوله وتحكيم العقل والمنطق والجلوس على مائدة الحوار والتفاهم ونبذ الخلافات والكف عن المهاترات ومنع الإختلالات والتقطعات التي تضر مصالح العباد ومقدراتهم ومعايشهم.

ووجه رسالة إلى أبطال القوات المسلحة والأمن قائلا:" بارك الله فيكم وأحسن في الدارين جزاءكم، فأنتم حماة الوطن ، والشريعة وابشروا بقول الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام " عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعيت باتت تحرس في سبيل الله".. مؤكدا على ضرورة تعاون وتشابك الأيدي لحفظ الأمن والاستقرار والسكينة العامة والحفاظ على مؤسسات الدولة والممتلكات العامة والخاصة.

وأضاف" هذه هي الكلمات التي ينبغي أن تقال في هذا الوقت، هذا هو البيان الذي كنا نتمنى أن يخرج به علماء اليمن، نسأل الله أن يذهب عنا هذه الغمة وان يجنبنا وبلادنا من هذه الضائقة والمحنة والفتنة".

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-21736.htm