الإثنين, 27-يونيو-2011
الميثاق نت -    يحيى نوري -
تواصل قناة »الجزيرة« في قطر وباصرار عجيب التطبيل لما تسميه المجلس الانتقالي، وتحاول عبثاً استنطاق العديد من الفعاليات اليمنية والعربية حول هذا المجلس وما يمثله من أهمية لقيادة اليمن خلال المرحلة القادمة.
محاولات عبثية‮ ‬لم‮ ‬تجنٍ‮ ‬سوى‮ ‬المزيد‮ ‬من‮ ‬الاخفاق‮ ‬والفضح‮ ‬المستمر‮ ‬للأهداف‮ ‬والمآرب‮ ‬التي‮ ‬تحاول‮ ‬قناة‮ »‬الجزيرة‮« ‬ومن‮ ‬ورائها‮ ‬قيادة‮ ‬قطر‮ ‬البائسة‮ ‬بلوغه‮.‬
حيث يجد المتابع لكل ماتنشره وتحلله هذه القناة حول ما تسميه بالمجلس الانتقالي لايعدو عن كونه محاولة بائسة تتجاوز بلا عقل وبلا منطق الواقع اليمني وطبيعة المعطيات والتحولات والتحديات التي يشهدها والقفز به إلى واقع اكثر مأساوياً وكارثياً لايسعد سوى الأعداء اللدودين ‬لليمن‮ ‬أرضاً‮ ‬وانساناً‮.‬
إذاً المجلس الانتقالي الذي تتطلع إليه قناة »الجزيرة« وبالرغم من التهويل الاعلامي الذي أحدثته في سبيل الترويج له لم يثمر سوى عن آراء بسيطة وضعيفة وهزيلة لم تقدم ولم تؤخر في الأمر شيئاً ولم تقدم الصورة الكاملة التي تصورها هذه القناة للواقع اليمني بالتحديد الدقيق‮ ‬لأبرز‮ ‬متطلباته،‮ ‬بالرغم‮ ‬من‮ ‬افلاسها‮ ‬وعدم‮ ‬قدرتها‮ ‬على‮ ‬استقطاب‮ ‬آراء‮ ‬مؤيدة‮ ‬لتطلعها‮ ‬ومآربها‮ ‬هذه‮ ‬خاصة‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬قيادات‮ ‬حزبية‮ ‬معروفة‮ ‬على‮ ‬الساحة‮ ‬اليمنية‮.‬
فالدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني أكد غير مرة أن بلوغ مجلس انتقالي كهذا يتطلب اجماع كافة القوى اليمنية على حد سواء.. وحسن زيد عضو المجلس الأعلى لأحزاب المشترك أمين عام حزب الحق يقول صراحة : إن أحزاب المشترك مطالبة بالتعاون مع الشأن اليمني وفقاً لمختلف المعطيات والتحديات الداخلية والاقليمية والدولية، وأن هذه الأحزاب معنية بالسير في هذا الاتجاه بما يحقق لليمن الاستقرار المنشود.. كما أن هذه القناة ومنذ بث تطبيلها لما تسميه بالمجلس الانتقالي لم تحصد آراء واضحة وجلية لقيادات حزبية يمنية فاعلة تدعم تطلعها هذا من قريب أو بعيد، الأمر الذي دفعها إلى المزيد من التركيز على ما تسميهم بــ»شباب الثورة« الذين يطالبون بتشكيل مثل هذا المجلس وهو مطلب لايجد آذاناً صاغية من مختلف القوى الوطنية الفاعلة.
إذاً قناة »الجزيرة« قد مُنيت بفشل جديد يضاف إلى مسلسل فشلها في التعامل مع الشأن اليمني وهو مسلسل حفل بالمزيد من الاخفاقات الكبيرة مع كل مرحلة من مراحل الأزمة اليمنية ولم تستفد منها وتعمل على إعادة ترتيب أوراقها من جديد بالصورة التي تتفق مع طبيعة التحولات التي‮ ‬تشهدها‮ ‬الساحة‮ ‬اليمنية‮ ‬وما‮ ‬تفرضه‮ ‬عليها‮ ‬كقناة‮ ‬تؤمن‮ ‬بالرأي‮ ‬والرأي‮ ‬الآخر‮ ‬كما‮ ‬تدعي‮.‬ وحقيقة إن حالة العمى السياسي الذي تعاني منه »الجزيرة« وما هو مطلوب منها كأداة لبث الفتنة في اليمن أن تقوم به قد جعلها لا تستفيد من الدروس التي لقنها إياها عديد من مشاهديها في اليمن أو خارجه الذين حرصوا على التواصل معها ليتمكنوا من إيصال وجهة نظرهم حول أدائها، انتقدوا اسلوبها في التعاطي مع الشأن اليمني وحملت آراؤهم مايمكن ان نسميه هنا بالدرر من حيث قيمة الأفكار والرؤى التي عبروا عنها وضربت »الجزيرة« بها عرض الحائط وفضلت السير باتجاه المزيد من التعتيم والتشويه للواقع اليمني على غير ما تعلنه من أهداف ومبادئ كمنبر‮ ‬للإعلام‮ ‬الحر‮ ‬المؤمن‮ ‬بإرادة‮ ‬الشعوب‮ ‬وتطلعاتها‮.‬
ولعل خير درس لم تستفد منه قناة »الجزيرة« ما عبر عنه مواطن موريتاني عن أدائها حول الشأن اليمني حيث علق صراحة على ماتروج له »الجزيرة« عن المجلس الانتقالي بقوله أي مجلس انتقالي تريدون في اليمن، الديمقراطية التي شهدت منذ العام 1990م العديد من التحولات وخاصة على‮ ‬صعيد‮ ‬الانتخابات‮ ‬العامة‮ ‬الرئاسية‮ ‬والمحلية‮ ‬والنيابية‮ ‬والتي‮ ‬نمت‮ ‬جميعها‮ ‬في‮ ‬اطار‮ ‬دستور‮ ‬قوي‮ ‬كما‮ ‬وصفته‮ ‬بذلك‮ ‬وزيرة‮ ‬الخارجية‮ ‬الامريكية‮.‬
واضاف بقوله : إن اجراء مقارنة بين اليمن وليبيا أمر فيه ظلم لليمن وشعبها وانجازاتها الديمقراطية الرائدة خاصة وأن من تقارن بها اليمن وهي ليبيا تعد بلداً عربياً مطلوباً منه أن يبدأ من الصفر وأن أمامه سنوات عدة حتى يبلغ ما وصل إليه اليمن من تقدم وازدهار على صعيد‮ ‬الممارسة‮ ‬الديمقراطية‮ ‬وحقوق‮ ‬الانسان‮ ‬والتداول‮ ‬السلمي‮ ‬للسلطة‮ ‬والحقوق‮ ‬والحريات‮ ‬العامة‮.‬
ولاريب أن منطقاً سديداً كهذا لمواطن من أقصى المغرب العربي بما حمله من شفافية ومن قدرة فائقة قد اسقط مزاعم »الجزيرة« بالرغم من حالة التخبط الشديد التي عبرت عنها حالة مذيعها، إلا انها قد استطاعت ان تهز أركان هذه القناة على الصعيد المهني لكنها لم تستطع ان تهز‮ ‬أركانها‮ ‬على‮ ‬الصعيدالسياسي‮.‬
فالسياسة وعبر قنواتها الرسمية القطرية وكل من يقف وراءها قد أجبرت القناة وطاقمها على تناسي هذه الحقيقة بل ودفعت بها إلى المزيد من الترويج للمجلس الانتقالي الذي لايمكن ان يكون بديلاً في بلدٍ كاليمن، وإنما في بلد كقطر يمكن شعبها من الانتقال من النظام الأسري إلى ‬النظام‮ ‬التعددي‮ ‬المؤمن‮ ‬بعظمة‮ ‬المشاركة‮ ‬الشعبية‮ ‬الواسعة‮ ‬في‮ ‬بناء‮ ‬الحاضر‮ ‬والمستقبل‮.‬
وخلاصةً ‬إن‮ ‬الإعلام‮ ‬اليمني‮ ‬اليوم‮ ‬مطالب‮ ‬بالمزيد‮ ‬من‮ ‬الوقوف‮ ‬أمام‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬تنشره‮ ‬قناة‮ »‬الجزيرة‮« ‬وفضح‮ ‬كل‮ ‬مزاعمها‮ ‬أولاً‮ ‬بأول‮ ‬في‮ ‬إطار‮ ‬من‮ ‬المهنية،‮ ‬وبالصورة‮ ‬التي‮ ‬تعزز‮ ‬من‮ ‬الاصطفاف‮ ‬في‮ ‬مواجهة‮ ‬التحديات‮.‬
وأن على‮ ‬قناة‮ »‬الجزيرة‮« ‬أن‮ ‬تدرك‮ ‬هي‮ ‬ومن‮ ‬يقف‮ ‬وراءها‮ ‬أن‮ ‬الوعي‮ ‬اليمني‮ ‬بات‮ ‬أعظم‮ ‬وأجسر‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬تناله‮ ‬تحليلاتها‮ ‬الساذجة،‮ ‬وأقدر‮ ‬على‮ ‬فضح‮ ‬الأساليب‮ ‬والمكايدات‮ ‬التي‮ ‬تمارسها‮ ‬خدمة‮ ‬لأهداف‮ ‬شيطانية‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 05:06 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-21764.htm