كلمة:صحيفة 26 سبتمبر - كان واضحاً قبل الازمة الراهنة -التي يمر بها الوطن اليمني وعند نشوبها بما أفرزته من تحديات وأخطار وما نجم عنها من تداعيات طالت نتائجها مجمل الاوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، وصولاً الى المساس بحياة المواطن البسيط المعيشية والخدمية- أن الحل يكمن في الحوار ولا شيء آخر غير الحوار لإيجاد مخارج جدية للصعوبات التي نواجهها مهما كانت تعقيداتها وحساسيتها ودقتها، شريطة أن يكون هذا الحوار نابعاً من حرص مسؤول على اليمن الموحد الديمقراطي التعددي ومصالحه العليا وأمنه واستقراره وتقدمه وازدهاره. وهنا ينبغي القول بأن مبادرات ودعوات فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح للحوار لم تتوقف.. منطلقاً بذلك من خبرته وتجربته ونظرته الثاقبة وقراءته الدقيقة واستيعابه العميق للواقع الاجتماعي اليمني الذي كل مشاكله وقضاياه -مهما كانت صعبة ومعقدة- لاتحل في النهاية الاًّ بالحوار والتلاقي والتوافق والنقاش الجاد والمسؤول على طاولته، ولكن ولأن الآخرين في المعارضة وتحديداً احزاب اللقاء المشترك لم تكن ترى ان مراميها وغاياتها يحققها هذا النهج الحكيم لقيادة الوطن فصارت تتفنن في اختلاق الذرائع وابتداع المبررات للهروب من المشاكل والقضايا الحقيقية، ومن ثم الهروب من المسار الصحيح والصائب لحلها الذي هو طريق الحوار تارة بايقاظ الفتن واشعال الحرائق والنفخ في نارها، وتارة اخرى بإيجاد كيانات وهمية مطاطية لتقدمها كمستوعبات لحوار بيزنطي تدرك هي مسبقاً انه لن يفضي الى شيء، وبالتالي يتحول الى عمل تصعيدي يؤدي إلى المزيد من التأزيم بغية تحقيق اهداف ونوايا مبيتة تتناقض مع المصلحة الوطنية وتتعارض مع النهج الديمقراطي التعددي والشرعية الدستورية والقانونية.. متصورين انهم بذلك يضللون ابناء شعبنا، ويعطون الخارج مشهداً مشوهاً للواقع السياسي والاقتصادي والامني، لكنهم لم ينجحوا رغم كل مكائدهم ومساعيهم، ذلك أن شعبنا الذي جربهم في الماضي أدرك ويدرك مراميهم الخبيثة، وهو ما اتضح جلياً في مواقفه المعبر عنها بالتفافه حول قيادته السياسية والشرعية الدستورية.. رافضاً كل مشاريعهم التآمرية الانقلابية الفاشلة.. كما أن الاشقاء والاصدقاء لم يكونوا بعيدين عن هذا الفهم، وهذا ما نتبينه من دعواتهم المستمرة الى ان المشاكل والقضايا التي يواجهها اليمن، وما يتمخض عنها من تحديات وأخطار لا يمكن حلها إلاّ بجلوس جميع الاطراف السياسية في اليمن على طاولة الحوار وليؤكد على ذلك البيان الذي اعلنه مجلس الامن مؤخراً والذي شدد فيه على ضبط النفس والحوار بين القوى السياسية على الساحة الوطنية.. وهو ما قلناه منذ البداية ونقوله اليوم انه لا حل لما يواجهه الوطن إلاًّ من خلال حوار صادق وشفاف بين اطراف فعلاً تسعى إلى اخراج اليمن مما هو فيه وبما يعيد الأمور الى سياقها الصحيح بعيداً عن الرهان على الخيارات التدميرية التخريبية الارهابية الفوضوية التي سيتحمل وزرها من يعمل على الدفع بالاوضاع إلى الكارثة، ولتكن العبرة مما حدث حتى الآن.. فالوطن وابناؤه لم يعد يحتمل المزيد من التصعيد، وعلى الجميع الوقوف بمسؤولية تجاه التدهور في الحياة العامة والاحوال الخدمية والمعيشية للمواطنين وهذا يفرض تغليب العقل والحكمة من قبل كافة القوى السياسية التي عليها -بدون تأجيل أو تسويف- الجلوس على مائدة الحوار الذي لم يعد مقبولاً اعتباره يصب في صالح طرف ضد آخر.. فالمسألة أضحت تعني اليمن وحاضر ومستقبل أجياله. |