الخميس, 30-يونيو-2011
شيماء محمد شرف الدين -
عندما تجرح صنعاء وتسفك خناجر الغدر دماء أحبتها ، تظل الأيادي الحانية التي تخفف من آلامها هي أيادي الأشقاء في المملكة .. فمنذ قديم الزمان تتجلى أروع صور أواصر القربى بين أبناء الشعب اليمني وأبناء المملكة ومازالت حتى اليوم .. فقبل ظهور الإسلام ، كانت محنة الشعبين واحدة .. كانت صنعاء تئن وكان وفد مكة في قصر همدان يتألم بشدة .. بينما ظل أبو رغال يرقص على عذاباتنا معا..حتى جاء الفرج بهزيمة أبرهة وجيشه في عام الفيل المشهور في تاريخ العرب .. وبعد أن أشرق نور الحق وقررت قوى الشر والكفر إخراج خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه واله وسلم من مكة .. وضاقت الدنيا عليه بما رحبت كانت قبيلتا الأوس والخزرج هم الأهل والوطن له والأنصار المنتصرين لدين الحق .. فلم يتقاسموا مع المهاجرين مزارعهم وأراضيهم وإنما غرف النوم أيضا .. كما امتزجت دماؤهم الطاهرة في أعظم المعارك التاريخية التي أسست فجرا لميلاد الدولة الإسلامية التي ستظل قائمة حتى يبعث الله الأرض ومن عليها .. بالأمس استوقفتني مواقف أخوية صادقة وشجاعة لا يجترحها إلا قادة كبار بحجم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، الذي سخر كل إمكانيات المملكة من اجل وقف نزيف الدم اليمني .. وجسد حقيقة قداسة الأخوة بشجاعة تحركه الحكيم لإنقاذ اليمن وأبنائها من تلك المؤامرة القذرة التي استهدفت حياة فخامة الرئيس وكبار مسؤولي الدولة والمؤتمر وهم يؤدون صلاة الجمعة في جامع النهدين بدار الرئاسة.. وفي أول جمعة لشهر رجب .. يومها كان اليمنيون أمام اخطر سيناريو دموي ، أراد المجرمون من ورائه جر البلد إلى حرب لا تبقي ولا تذر .. ومن هول الكارثة فزع الأشقاء والأصدقاء وتراجعوا خوفا وتحسبا من العواقب .. ووحدها كانت قيادة المملكة حاضرة لإجهاض بقية مخطط الجريمة..من خلال إرسال طائرة ملكية خاصة لنقل فخامة الرئيس ، وكذلك تحركهم على الأرض بحرص اخوي صادق لوقف أية تداعيات أو مواجهات قد تتفجر كرد فعل انتقامي .. لم تكترث للأصوات النشاز التي رقصت طربا للجريمة ، أو لمن اتهموا المملكة بالتدخل في شئون اليمن ، في محاولة لإفشال مساعيها الأخوية الصادقة تجاه شعبنا.. ولم تلق بالا لمن زعموا إن ما حدث للرئيس وكبار المسؤولين كانت دول خليجية تقف وراءه لتنفيذ مبادرتها ...وعندما خابت أمانيهم سارعوا إلى الترويج بأن الرئيس علي عبد الله صالح سيبقى تحت الإقامة الجبرية في الرياض ولن يعود إلى صنعاء . التعامل السعودي مع الأزمة اليمنية اثبت انه مجرد من أية دوافع أو ميول لطرف ما ، إدراكا منهم إن حل الأزمة والحفاظ على وحدة وامن واستقرار اليمن فيه خير لليمن وللمملكة .. هذه السياسة الحكيمة جعلت اليمنيين مطمئنين للأشقاء على عكس تلك المواقف الصغيرة أو الصبيانية التي تعكس حقيقة التفكير المشوه لأصحابها.. أما المتباكون على اليمن فلم يقدموا شيئا لشعبنا ..عدا الألغام والموت وسفك الدماء .. وترديد الشعارات الثورية الجوفاء .. لكن المملكة وبصمت سارعت إلى تضميد جروح اليمنيين وفتحت مستشفياتها لاستقبال الجميع بما فيهم المرضى المعادون للنظام .. لذا لم يخالج أي يمني شك بالمملكة بفضل سياستها الحكيمة التي جعلتهم يزدادون ثقة وينامون على آسرة المرض مرتاحي البال .. ولعل حرص خادم الحرمين الشريفين على صحة فخامة الرئيس قد أثلج قلوب كل أبناء اليمن سواء في أول اتصال عقب الجريمة أو أثناء تلقي فخامته العلاج في المستشفى العسكري بالرياض .. كما لا ننسى وسط هذه العاصفة الإشارة إلى مكرمة الملك عبد الله بن عبد العزيز والمتمثلة بتقديم 3 ملايين برميل نفط لحل الأزمة التي يعاني منها المواطن بسبب قيام مليشيات المشترك بقطع الطرق ومنع العديد من المواد والسلع عن المواطنين لفرض عقاب جماعي عليهم لرفضهم الأسلوب الانقلابي .. لقد ظل الدور السعودي هو الأبرز في تحقيق التهدئة ووقف تهور العصابات المسلحة التابعة لأولاد الأحمر في سفك المزيد من دماء الأبرياء .. وطوال الأزمة حرصت المملكة على احترام إرادة الشعب اليمني في كل مساعيها الحميدة المبذولة لحل الأزمة وفقا للدستور اليمني .. اعتقد إن التعامل السعودي مع أحداث اليمن - عقلاني جدا - لذا أصبح محل إعجاب كل اليمنيين ، لأنه قطع الطريق على المحاولات المشبوهة الساعية للبحث عن بطولات مزعومة على حساب الدم اليمني .. وكل من يحاول الاصطياد في الماء العكر.. ولو كانت السعودية كذلك لانتهزت فرصة جريمة النهدين وتركت نيران الفتنة تلتهم اليمن ورموزها
أخيراً..
لقد أضافت المملكة موقفا عظيما في العلاقة الأخوية ، وهذا ليس بغريب على قيادتها وشعبها إزاء اليمن .. وسيظل اليمنيون عبر الأجيال المختلفة يحفظ ذلك ولن ينساه ابدا ..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:55 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-21826.htm