معالجة مشگلة الطلاب ضحايا التزوير في سوريا
وزير التعليم العالي: على الجامعات الخاصة أن تفگر بالعلم قبل الربح
الزيادة المالية تم منحها لگل المبتعثين في الخارج مضافة إلى الربع الأول
< حوار/ فاروق ثابت
« الابتعاث» ، «التزوير» ، « الجامعات الخاصة المخالفة».. المشاكل القديمة الحاضرة لدى وزارة التعليم والبحث العلمي.. ما يقارب الخمسة مليارات ريال تذهب سنوياً مستحقات الطلبة المبتعثين.. الربع الأول لعامنا الحالي رُحل لكنه (لم يصل بعد إلى بعض الطلاب)!
مئات الملفات المزورة والضحايا الطلاب.. تبعتها قضية مماثلة ولكن هذه المرة في دمشق!..
الجامعات الخاصة.. لم تراجع نفسها بعد في قضية توفير البنية التحتية!..
في حوار مقتضب لـ»الميثاق« لخص الوزير المشكلة طارحاً بعض الحلول..
الدكتور صالح باصره- وزير التعليم العالي والبحث العلمي- دعا الجامعات الخاصة للخروج من »دوامة مبانيها الصغيرة« وأكد أن هناك تنسيقات مكثفة تجريها الوزارة (لتسليم مستحقات المبتعثين بالـ»فيزا كارد«).. لافتاً إلى »نظام آلي لأرشفة معلومات ووثائق الطلبة المبتعثين الكترونياً«..
> قرأنا لكم تصريحات دعوتم فيها الجامعات الخاصة إلى أن تماثل النموذج السوري في مستوى البنية التحتية.. كيف؟
- تعرفنا على الجامعة الخاصة لدى زيارتنا الأخيرة لسوريا وهذا النموذج الذي أعجبنا به كجامعة خاصة أنها خلال ثلاث سنوات بنت مباني بما يعادل كلفتها 40 مليون دولار ولديها مشروع مبانٍ بما يعادل 40 مليون أخرى أي أن لديها مجموعة كبيرة من القاعات لديها مدرج، مسرح مفتوح على الطريقة الرومانية، لديها مستشفى وسكن للطلاب، لديها قاعات دراسية ومختبرات لطب الأسنان والصيدلة، وجدنا فيها جامعة متكاملة من ناحية التجهيزات.. وعدد الطلاب لايتجاوز الفي طالب وطالبة وهذا ما جعلها تتصدر المركز الأول من بين الجامعات الخاصة.. هذا النموذج نحن نرغب أن يكون لدينا مثله في الجامعات اليمنية الخاصة وليس عبارة عن عمارة أو شقق.. وإنما فعلاً جامعة لديها أرضية بمساحة تقدر بألف متر مربع ولديها مجموعة مبانٍ.. فمثلاً تدخل قاعة مختبر طب الأسنان.. كل طالب لديه »فانتوم« يعمل عليه أيضاً التجهيزات متكاملة في مختبرات الكيمياء.. مختبر تكنولوجيا المعلومات.. التجهيزات متكاملة.. القاعات كاملة، مطاعم متواجدة.. مكتبة الكترونية ضخمة.. هذا نموذج الجامعات تنافس الجامعات الحكومية وهذا ما نريده فعلاً نريد جامعات خاصة على هذا النموذج.. رغم أن التجربة السورية في مجال الجامعات الخاصة مازال محدوداً حيث لم يسمح لها بمزاولة التعليم الجامعي الأهلي سوى منذ (4-5) سنوات فقط.. وقد بنت مبانيها بأربعين مليون دولار خلال ثلاث سنوات.. فهي ملزمة أن تبني مباني لأن القانون سيحاسبها وسيغلقها إذا لم توفر مباني.. لأن القضية ليست قضية ربح.. وللأسف الجامعات الخاصة اليمنية يطغى عليها التفكير في الربح أولاً ثم العلم ثانياً.. بمعنى أنه إذا تعارض الربح مع العلم فإن الربح هو المفضل- المقدم على حساب العلم- ولهذا أدعو الجامعات الخاصة للخروج من دوامة مبانيها الصغيرة والذي ليس لديه إمكانية فبإمكانه الاندماج مع جامعة أخرى وليس بالضرورة ان يكون له جامعة ذات إمكانات هزيلة.. ليندمج مع جامعة أخرى فبهذا نحن الآن نسعى لتنفيذ قانون الجامعات الذي ينص على أنه خلال ست سنوات من صدور القانون لابد أن تكتمل البنية التحتية للجامعات ونقول للجامعات الخاصة الآن إن عليكم أن تستكملوا حتى نهاية فبراير ونهاية مارس الوضع القانوني لجامعاتكم ولدينا اجتماع معهم.. ومنذ بداية مارس سنحسب البنية التحتية للجامعات والذي لم يفِ بهذا الأمر بحسب القانون سنضطر إلى إغلاق هذه الجامعات وسحب التراخيص.. ولا داعي لحكم قضائي بإغلاق المخالف من الجامعات طالما أن جامعات خاصة ليس بحوزتها ترخيص نهائى.. ولكنها جامعات ذات تراخيص مؤقتة فقط.. وبالتالي من حق الوزارة أن تقوم بالإغلاق وتعلن ذلك رسمياً في الصحف.. وتسحب التراخيص الأولى..
ولن نسكت ولن نصبر ان تظل الجامعات الخاصة بهذا الشكل.. ولهذا فإن زيارتنا لسوريا جاءت لأنها دولة متشددة في أنظمتها وقوانينها.. متشددة في موضوع إعطاء جامعات خاصة برسوم لأنها دولة ذات نزعة.. إن الدولة مسئولة عن الطلاب والتعليم مجاني وبالتالي التجربة كانت مفيدة لنا..
معالجة المشكلة
> بالنسبة لقضية التزوير التي حصلت مؤخراً من قبل عصابة في سوريا اعطت طلاباً يمنيين وثائق مشتبهة؟
- بعض الطلاب كانوا قد اتهموا بتزوير قبول القيد في كليات بتخصصات معينة.. فاتفقنا مع وزير التعليم العالي السوري بأن يتم معالجة المشكلة والسماح لهم بمواصلة دراستهم باستثناء الذين قد تم طردهم وترحيلهم.. لأنهم هم من قاموا بعملية التزوير.. أما الطلاب الدارسون الذين حصلوا على وثائق مزورة مكنتهم الالتحاق بالتخصصات المعينة فهم كانوا مغرراً بهم وضحايا.. لذلك كانت معالجة المشكلة بأن يواصلوا دراستهم..
الزيادة للجميع
> في مسألة الزيادة الـ(100) دولار لكل طالب المعلن عنها مؤخراً.. هل تم منحها لدول معينة.. أم أنها شاملة؟
- الزيادة تمت لكل الطلاب.. الآن شكلنا لجنة في الاجتماع الأخير للجنة العليا للإيفاد مكونة من أعضاء من وزارة الخارجية والتعليم العالي وآخرين.. بأن يعدوا تقييماً للمستوى المعيشي بحسب البلدان بحيث إذا كان ثمة زيادة جديدة نتفق فيما بعد مع وزارة المالية بشأنها وتتم هذه الزيادة »الجديدة« على أساس المستوى المعيشي في البلدان.
إرسال 6 ملايين دولار مع الزيادة
> هل فعلاً تم صرف الزيادة؟
- نعم تم صرفها.. فالربع الأول من مستحقات الطلاب للعام الجامعي العالي أرسلت إليهم مع الزيادة للمبتعثين في كل الدول..
صرف للربع الأول مع الزيادة للدول كلها بحوالي مليار ومائتي مليون ريال وهذا المبلغ المرسل يعادل (6) ملايين دولار تقريباً أرسلت لكل المبتعثين بمن فيهم المبتعثون المرسلون على التبادل الثقافي (2006-2007م) بما في ذلك سيتم الآن اعطاء الطلاب الذين تم الموافقة عليهم ضمن ما يعرف بالحصر أو ضمن التمديد لفترة الدراسة أو نقل المساعدة من مكان إلى آخر.. والذين يبلغ عددهم (1171) طالباً، كانوا (41) من قبل.. و1130 وافقت عليهم المالية..
هؤلاء الآن وافقت المالية على منحهم مستحقاتهم لكن بشرط أن يكونوا في مكان دراستهم متواجدين ويرسلوا للوزارة عبر الملحقيـــــة الثقافيـــــة أو عبر السفارة ما يثبت قيدهم في الجامعـــة وانتظامهم ومطالبة الجامعة إذا كـــانت لديهم رسوم، وإذا كان موظفاً عليه أن يأتـــي بموافقة مرفقة أو مكان توظيفه وفتوى الخدمة المدنية..
أنصفنا المظلومين
> ما آلية الابتعاث خلال العام الجامعي الحالي والذي حاز على أكبر نسبة لعدد الطلاب المبتعثين عن أعوام سابقة.. وهل شكل ذلك إرباكاً؟
- قمنا بإعداد حصر للحالات السابقة.. كان في الوزارة (700-800) طالب يترددون عليها منذ أربع سنوات ولم يحصلوا على منح.. حصلوا على توجيهات.. لكن للأسف الذين كانت تتعطل إجراءاتهم إما في وزارة التعليم العالي أو في وزارة المالية وعندما تعينت في الوزارة كلفت لجنة لإعداد حصر لهؤلاء.. وتناقشنا مع المالية واقنعناها بأنهم يستحقون.. فالبعض منهم أصلاً يدرس على حسابه ولكن لديه توجيهات بمنحة وبعضهم لديه توجيهات لأن يذهب في منحة.. فكل هذه الحالات استوعبناها، وبالتالي تمكنا من حل مشكلة ظلت متراكمة على الوزارة حوالي أربع سنوات.
لم ينجح الجناة
> في قضية الحريق الذي تعرض له مبنى الوزارة مؤخراً؟
- الحريق تم بفعل فاعل.. وكان يستهدف ارشيف البعثات.. ولكن أولاً لم ينجح الجناة في تنفيذ ما كانوا يرمون إليه.. لأنه رشُّوا مادة سريعة الاشتعال في مكان ناقص فيه الاكسجين.. في مكان به أوراق رطبة لأنها قديمة منذ أربع سنوات وبالتالي لم يشتعل بقدر ما نتج عنه دخان كثيف. التحقيق تم ومازال يجري مع بقية عناصر.. لكن يُحتمل ان البحث الجنائي متحفظ للوصول إلى بقية الخيوط.. أما بالنسبة لنا في الوزارة فإننا لم نتأثر من الحريق سوى البعض البسيط في الأرشيف.. وحتى لو كان احترق الأرشيف كله لدينا نسخ في وزارة المالية لدينا أيضاً نسخ من ملفات المبتعثين في الملحقيات الثقافية، وحتى لاتتكرر حادثة الحريق بدأنا الآن بوضع قاعدة بيانات لتنظيم وحفظ المعلومات الارشيفية بطريقة الكترونية بحيث تكون لديك المعلومات مخزونة في (CD) موزع في أكثر من مكان، وميزات هذا النظام معرفة الطالب المتعثر من المتميز.. ومن استلم مستحقاته ممن لم يستلمها من الطلبة المبتعثين.
أيضاً نحن الآن نناقش مع بنك التسليف التعاوني الزراعي موضوع إرسال مستحقات الطلاب عبر الـ»فيزا كارد«.. سنبدأ التجربة في بعض الدول.. سنخفف على الطالب عبء المتابعة عبر الملحقية وعبر السفارة وسنخفف عبء بعض الابتزاز الذي يحصل للطلاب من قبل بعض الملحقيات.. ونضبط العملية، فعندما تصبح الملحقية الثقافية بعيدة عن المصلحة بالمال ستبلغنا بالمتعثرين.
| 
وزير التعليم العالي: على الجامعات الخاصة أن تفگر بالعلم قبل الربح