نعمت عيسى -
تعيش محافظة عدن أجواء ملتهبة، أجواء يدور إطارها بين نارين.. نار الصيف وحرارته ونار الوضع الذي تعيشه البلد من الانقطاعات المستمرة للكهرباء وانعدام مشتقات النفط التي شلت حركة مواطني محافظة عدن، وكانت سبباً لتلاعب بعض التجار بأسعار السلع الضرورية كونهم جعلوها شماعة لطمعهم وجشعهم الذي أزَّم الوضع أكثر وأكثر.. إن نيران هذه الأوضاع طالت الأخضر واليابس ولسعت ألسنتها الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها أبناء هذه المحافظة، فزادت من لهيب قلوبهم وجعلتهم لقمة سائغة لأصحاب الفتنة الذين تمردوا على الوطن ونقلوا عدوى تمردهم لهؤلاء الشباب المسالمين الذين ينتمون لهذه المحافظة التي لا تعرف لغة التمرد والسلاح.. وهاهم أصبحوا يعرفون مختلف الأسلحة النارية بعد أن كانوا لا يعرفونها ولا يحملون حتى البيضاء منها.. إن الأمان الذي كانت تعيشه عدن أصبح على كف عفريت بعد إغلاق مقري شرطة دار سعد والمنصورة، الأمر الذي جعل الشباب يجوبون الشوارع والحارات حاملين هذه الأسلحة متأكدين أن مديرياتهم اصبحت بلا رقيب أو حسيب، مما جعلهم يشكلون خطراً على الأسر الذين اصبحوا يخافون مواجهتهم ومجابهتهم حتى لا يلقون مصيراً مؤلماً بسبب غياب الأمن بينهم.. إن سكان هذه المديريات أصبحوا يمشون بجانب جدران منازلهم ويكبتون آراءهم ويحتفظون بها خوفاً من قولها أمام هؤلاء المسلحين حتى لا يتعرضوا لأي اعتداء من قبلهم، ليقينهم أنه لا يوجد من يحتمون به ويقيهم شر ضعفاء النفوس الذين اسودت قلوبهم وأصبحوا لايتقون الله في أفعالهم وأقوالهم.. فمن عدن نبعث رسالة عاجلة لوزير الداخلية بالاسراع في ممارسة مهامه بأن يصدر توجيهاته العاجلة لأمن عدن بإعادة فتح مركزي شرطة دار سعد والمنصورة حفاظاً على أمن سكانهما أسوة ببقية المواطنين في المديريات المجاورة وحتى لا تكونا مرتعاً لهذه الجماعات المسلحة وبؤرة الانطلاقة لأي شغب يستهدف أمن المحافظة ويخدم الطامعين فيها لينفذوا مخططهم الإجرامي.