فائز سالم بن عمرو -
لا يستغرب كل يمني عاصر وشاهد سلوك وتصرفات أحزاب الفيد المشترك والاخوان تحديداً الذين طبقوا القاعدة اليهودية الغاية تبرر الوسيلة فالاستعانة بالغرب والنصارى والالتجا إلى اليهود وطلب مناصرتهم صار امرأ عاديا ومقبولاً عند هذه الأحزاب الاسلاموية وها هي الصورة تتجلى في مصر وستنكشف نتائج الحوار بين الإخوان والغرب وتتضح أكثر في التنسيق مع الملياردير اليهودي “ برنارد هنري ليفي “ المرشح لانتخابات الرئاسة في إسرائيل الذي يعد القائد الحقيقي لما يسمى بالربيع العربي . هذه الأحزاب التي في ممارستها الحقيقية في الساحة اليمنية لم ترفع في برامجها الانتخابية برامج تفصيلية واضحة للقضاء على الفقر أو لإقامة دولة حديثة بل كانت ترفع خطابات طنانة وتخوض معارك وهمية فتارة تهاجم أمريكا وتطالب بالقضاء عليها ومرة أخرى تتبنى زواج الصغيرات حتى ولو كنا في الرضاعة كما عبرت بعض فتاوي أصحاب اللحى الملونة ، وهم يصرون على إبقاء ثقافة السلاح ويقبلون بالاحتكام القبلي والأعراف القبلية ، بل ستجد في كل خطاباتهم وتصرفاتهم رفض لمفهوم الدولة والحرية والديمقراطية باعتبارها شعارات ومبادئ غربية تخالف الشريعة الإسلامية . هذه الأحزاب لا تملك تصورا عن حل الأوضاع في اليمن ولا تؤمن بالتعددية والتمايز والاختلاف بين القوى والتشكيلات في المجتمع بل هي في كل شعاراتها تقدس المركزية والحكم الفردي والسمع والطاعة فشعار الخلافة الإسلامية هو مطالبة بالدولة الإسلامية الكبرى وشعار «الإسلام هو الحل» فمن يخالفهم من الأحزاب الأخرى يجب القضاء عليه لأنه كافر وشعار طاعة ولي الأمر والمبايعة شعارات تكرس الطاعة العمياء والتعصب الديني ، هذه الأحزاب ترفض البنك الدولي والتعامل بالربا فما هي مشاريعها لتطوير الاقتصاد اليمني وهم لا يؤمنون بالضرائب والجمارك ويعتبرونها مخالفة للإسلام..؟ ثم كيف سيبنون اقتصاد وطني يتعامل مع الغرب والبنوك الدولية لان العملة المتعامل بها دوليا هي الدولار الأمريكي في السوق ، وهم يعادون أمريكا وأوربا والصين ويطالبون بمقاطعة هذه الدول عند حصول أي إشكال دون ان يبينوا كيف ستعيش الشعوب العربية وهي معتمدة بالكل على الغرب في أكلها وشربها وصناعتها . والمتتبع لمسيرة هذه الأحزاب في ما يسمى بثورة الشباب تجدهم يرفعون شعار بان الثورة ثورة شباب وان الأحزاب داعمة لهم وتمثل تشكيل مساند لهم فإذا حانت لحظة الحصاد تناسوا مطالب الشباب وهرولوا لجني الإرباح والمكاسب هذه ما بينه مشروع تشكيل ما اسموه المجلس الانتقالي الذي شكل من غالبية الثلثين من أحزاب اللقاء المشترك وأهمل شريحة تمتلك تمثيل انتخابي وشرعي وهم المؤتمر كما أهمل المواطن اليمني وقسم الوطن بين الأحزاب والتيارات السياسية والدينية والقبلية ولنقف عند بعض بدع ونقاط هذا التقسيم الجائز : = هذا المجلس الانتقالي غير دستوري ويتناقض مع الشرعية والدستورية ومع العملية الديمقراطية وهو مرفوض من قبل القوى اليمنية والإقليمية والدولية وهو يقلد النموذج الليبي الفاشل ويريد جر البلاد نحو الحرب الأهلية . = جاء في بيان للمشترك: «ونظراً لإعاقة تنفيذ المبادرة الخليجية.. وعدم جدية الوسطاء من الأشقاء والأصدقاء في ممارسة الضغوط الكافية للإسراع في تنفيذ المبادرة والنقل الفوري للسلطة إلى نائب الرئيس وفقاً للمادة “116”من الدستور» .. أي ان هذا المجلس جاء كردة فعل على عدم تعاون الدول الإقليمية والغربية مع مشاريع المشترك ، وفيه استدلال بالدستور وهذا المجلس يخالف الدستور ولا توجد مادة واحدة في الدستور تؤيده أو تقره. = وفيه : “ البحث عن بدائل أخرى بأسرع وقت ممكن وذلك بالتنسيق والتوافق مع كافة القوى السياسية والاجتماعية المشاركة في الثورة الشعبية السلمية وكذا مع القوات المسلحة الداعمة.. لتشكيل مجلس وطني انتقالي في أسرع وقت ممكن “.. أين القوى الوطنية أين المواطن اليمني وهو صاحب السلطة ومالكها وينقلها بانتخابات تنافسية. = جاء في التشكيل الآتي: “اللجنة التحضيرية للحوار الوطني (140) عضواً، وهي اكبر كتلة في المجلس وتمتلك الأغلبية وهي من أحزاب اللقاء المشترك ولا يوجد فيها لا شباب الثورة ولا غيرهم ، فليست هذه عملية ديمقراطية بل هي انقلاب بطرق غير شرعية وغير دستورية وغير أخلاقية ، والسؤال الأكبر هل هذه القوى منتخبة حتى تدير البلاد وتحكمها أم هي معينة من قبل قوى وأحزاب لا تمتلك الشرعية ولا تمتلك أغلبية نيابية أو شعبية ؟!. = وفيه : “ الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية (12) عضواً. “ هكذا تم اختزال أبناء المحافظات الجنوبية ومعهم الحراك الذي طالما أيدوه ووصفوه بالشرعية ولكن عند التقسيم سيكون هذا نصيبهم ، فهل 12 عضوا يستطيعون تحقيق أي قضية ولا سيما حول الدستور والرئيس والحكومة بل سيكون أولئك مجرد شاهد زور. = وفيه “ قوى الثورة المعتصمة في الساحات الحرية والتغير في جميع محافظات الجمهورية (110) أعضاء بمعدل 5 أعضاء لكل محافظة 2 مستقلين و3مشترك. “ تكريس لأحزاب اللقاء المشترك حتى على مستوى المحافظات مع وجود المشترك في اللجنة التحضيرية علما بان التقسيم استثناء القوى الأخرى في اللجنة التحضيرية كالحوثيين ولكنه كرس اللقاء المشترك في المحافظات وفي اللجنة التحضيرية . = وفيه “ كتلة العدالة والبناء (3) أعضاء “ هذا القرار الأفضل في رأيي لمن قدموا استقالاتهم وظنوا أنهم سيحصلون على المقاعد الأولى من التربع على السلطة والثروة . = وفيه : “القوات المسلحة الداعمة والمساندة للثورة (11) عضواً “.. وفيه مخالفة دستورية.. الجيش والقوات الأمنية لا يجب ان تنخرط في العمل السياسي ومع ذلك هذا يشمل ثلة قليلة من الجيش أما الباقي فسيقادون إلى السجون والنفي السياسي كما عبرت هذه القسمة الداعمة للثورة . = ومن أهداف المجلس جاء : “ تشكيل مجلس رئاسة انتقالي مؤقت” هذا تخبط واستعانة بمجلس انتقالي أدى إلى نشوب حرب 1994م . = وفيه : “الإعداد والتحضير لمؤتمر حوار وطني شامل يناقش كافة قضايا الوطن وفي مقدمتها القضية الجنوبية وقضية صعدة واقتراح المعالجات الناجمة لهذه القضايا.” حتى إذا حدث مؤتمر لمناقشة القضية الجنوبية والحوثية فما هي الفائدة وأصحاب القضيتين ليس بيدهم الحل أو حتى حق الاعتراض وإنما الحل بيد أحزاب اللقاء المشترك وخاصة الإصلاح . ومن صلاحيات المجلس الآتي : “ حماية وحدة أراضي الجمهورية اليمنية. “ يطالب شباب الثورة باستعادة الأراضي اليمنية في السعودية وعمان ، فكيف ستتم حماية الأراضي اليمنية ؟ . وفيه : “ إصدار إعلانات دستورية وقوانين بقرارات كلما دعت الحاجة لذالك. “ هذا كلام غريب جدا ما هي إعلانات دستورية وكلما دعت الحاجة ما هي الحاجة مصلحة الوطن أو مصلحة الثورة أو مصلحة الأحزاب ، كلام غامض وفضفاض يدل على النية السوداء تجاه الوطن والمواطن والأحزاب والقوى الوطنية . = وفيه : “ إلغاء جميع المحاكم الاستثنائية.. “أين هي المحاكم الاستثنائية ؟ = وفيه : “إطلاق جميع المعتقلين السياسيين وإعادة من تم إقصاؤهم من وظائفهم إلى أعمالهم.. “معتقلي القاعدة هل يتم إطلاقهم وهم من ناصر ثورتكم ؟ = وفيه : “ يكلف مجلس الرئاسة الانتقالي المؤقت رئيس وزراء لتشكيل حكومة انتقالية مؤقتة يتم اختيار وزرائها على أساس الكفاءة والنزاهة ومن مختلف القوى السياسية وبالتشاور مع مجلس الرئاسة الانتقالي المؤقت “ . على أساس الكفاءة والنزاهة معناه حكومة تكنوقراط وما سبق من تقسيم يناقض ذلك ثم من مختلف القوى السياسية ما المقصود به وأكثر القوى مبعدة أو مغبونة ؟ = وفيه من مهام الحكومة : “ إعادة الحياة إلى طبيعتها وتخفيف معاناة المواطنين والعمل على توفير الخدمات والمواد الأساسية. “ كيف ستتم إعادة الحياة إلى طبيعتها ، وإذا أردت بعض القوى التظاهر والاعتصام في الشارع كيف ستتعاملون معها بأنها خائنة وضد الثورة وضد اليمن ؟